من طرف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الــحــمــدُ لله.. و الـصّــلاة و الـسّــلام على رسـُــول الله…
.. هـيَ مـُــجـرّدُ وصـيّــة.. و نـصـيـحَـة.. وددتُ أن أبـعَــثَ بِـهـَــا لـكــُــم… فــإلـيــكـُــمـُــوهَـــا دُونَ إطــالـَــة…. :
أوصـي نفسي و إيـّــاكم بـإيــجــاز… بالإستِـمـسَــاك.. و بـكـُــلّ قـِـوَانـَــا.. بقـــُــرآنـنـَـا
(..يَــا يَـحـيَ… خــُــذ الـكِـتــابَ بـِـقـُـــوّة…)
(..وَ استمسِك بالـّــذي أُوحـيَ إلـيــك..)
علينا أن نـُـدرك.. ونـتـيـَـقّــن يـقـيــنـًـا تــامّــًـا لا يـعـتَــريـه أدنى شـكّ
أو رَيـب.. أنّـهُ الـكـتـَـاب.. الذي ما إن تمسّكنا به… فـلــن نـضــلّ ولــن نـشــقــى أبـدًا
(..فـإمّـا يأتينّكم منّي هُـدى.. فمن اتّبـعَ هُـدَايَ فـلا يـضــلّ ولا يـشــقــى..
ومـن أعـرض عــن ذِكــري.. فــإنّ لـهُ معـيـشـة ضـنــكــًـا….)
أوصيكم بتلاوته حـقّ الـتّـلاوَة.. آنــَـاءَ اللّـيـل وأطـرافَ الـنّـهـَـار.
. ومتى سمحت لك الظروف بذلك….
فكما أنّنا نخصّص وقـتــًـا للعمل … ووقتــًا للـرّاحة… أو للـدّراسة أو وقتــًـا للأهــل.. والعـائـلـة.
. أو لـمُـشــاهَــدة الـتّـلـفـَــاز.. أو لـتـصـفّــح الأنـتـرنت…. عـلـيـنـا أن نمنحَ كـلامَ الله أيضـًـا حـقّــه
… ونـُـخصّـص لـه جُـزءاً ولـو يـسـيــراً مـن وقـتِــنــَـا …
وأن نـتـلـوَهُ تـلاوة ( النّوع ) قـبــلَ الـكــمّ..
فوالله لو أنّكم قرأتموووه ولو آيــةً واحـدة في الـيـوم كـلّـه
و كـَــرّرتـَموووها… لـكِــن بِـتّأنـي … و تــأمّــل… و تــدبّــر… و تـمـحـيـص…
واستنبطتَ مِـنها هـديَـهــا … ومفاهيمها الجـلـيّـة … ومعانيهـا الجـلـيـلـة … واستوعَـبَـتموووها
بعقلكم
… واستوطن نورُهــا في قـلـوووبكم… لهي خيرٌ عند الله… وأحبّ إليه…
مـن الــتــلاوة الّتــي تـُــركّــز عـلــى (الـكــمّ)
وقِـراءة الأحزاب… والأجـزاء.. تِــلـوَ الأجــزاء…. كـُـلّ يـوم….
قـراءَةَ (سِـبـاق السّـيّــارات !!) كـمـَـا هُـوَ الـسّـائِــدُ غــالــبـــاً…
كـُـلّ حـرف بـحَـسَـنـة.. ! و الـحـسـنــَــة بـعـشــر أمـثـــالـِـهـَـا… !!
و هَــيّــــا… !! إنـطــــلاق….. !!!
ومهما بلغ بنا التـفـنُّـن في القـراءة بأحـكـام الـتّــلاوة
… فهـيَ مـُــجــرّدُ قــراءة سطحيّة.. سـريـعــة.. لا تـدبّـُـر ولا تمـعّــُــن فـيـهــا..
وما ذاك هو المطلوب مِـنّــَـا…! (كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبـّــرُوا آياتِـه و ليتذكّـر أُولُـو الألـبَـاب..)
و ذاكَ كـَــانَ حــالُـنــا جـمـيـعــاً…
حـتــّـى وفّـقـنــا الله لاكـتـشــاف الـحـقـيـقــَــة… !
وعلينا كذلك .. أن نـحـمـلــهُ مـحـمَــلَ الــجِــدّ..
و نــأخُــذه عـلـى أنـّـهُ كـتـابُ هـِــدَايــة و رحــمـَــة..
وكـتابُ قـواعـد إلـهـيّــة .. وقــوَانـيـن ربّـانـيّــة تـسـري بُـنـُــودُهـَــا عـلـى الـبـشـريّــة جـمـعـَـــاء .
. دُونَ اسـتـثــنـَــاء .. ولا تـُـحابـي في ذلك أحــداً مِـنَ الخلـق ..
يجب أن نستنبط تلك القوانين الرّشيدة العـادِلـة .. ونـسـتـوعِـبَ تلك المفاهـيـم العـظـيـمَـة
.. والمعـانـي الجلـيـلـة .. الـواضحَـة..الجـلـِـيّــة…
فكلامُ الله.. يـشــرحُ نـفـسَـهُ بـنـفـسـه…
كـقَــَـانـُــون ( الـضـُــرّ ) :
أي مَـا مِـن عَـمَــلٍ سـيّــئ.. إلاّ و تُـقــابِـلــُـهُ عـقــُـوبـَـة حـتـمِـيّــة.. عــاجـلاً أم آجِــلاً…
(وَمَـا أَصَابَـكُـم مِّـن مّـُصِـيـبـَـةٍ فَـبـِمـَا كَـسَــبَـتْ أَيْــدِيـكُـمْ وَيَـعْـفُـو عَـن كَـثـيـر)
تـأمـّـل مـعـي.. رحـمَــةَََ ربّـي.. (..و يـعـفـُــو عـن كَـثـِـيــــــر…
أو قـــانـُــون ( الـتّـقــوَى ) :
(وَمَنْ يَـتّـَقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجـاً وَيَـرْزُقْـهُ مِـنْ حَـيْـثُ لايَـحْـتَـسِــب…)
أي أنّ الله.. سـُـفــرّجُ عـنـكَ لا مَـحَــالــة.. !
و سيجعـلُ لكَ من كُـلّ أزمـة تـجـتــاحـُــك… أو مـُـعـضـلــةٍ تُـصـيـبُـك.. أو ضـيـقٍ يـنـتـابُـك… مـخـرجــاً.. و فـرَجــاً.. إذا مــا اتّـقـيـتـَــهُ حـقّ تـُــقـَــاتِــه…
فاتّقِوا الله حـيـثُ مــا كـُـنــتم.. و اتـّـقِــوهِ و لـو بـشـقّ تـمــرة… ! كـمـا يـقــُــول رسـُـولــنــَا و مـُـعـلّـمـُـنـَــا و مـُــرشِــدُنــا.. صـلــواتُ ربّـي و ســلامـُــهُ عَـلـيــه…
و صـدّقووني أنـّـي لا اتـكــلّــمُ مـن فــراغ… !
جــرّب.. و سترى بـأمّ عـيـنـيــك… !
أو قـــانـُــون ( الـجـُـهـــد الـمُـفـضــي للـهِــدَايــة ) :
(…و اللّــذيــنَ جـَــاهَــدُوا فـيـنـَــا.. لـنـهـدِيَـنّـهـُــم سـُــبُــلـنـَـــا…)
و هـذا يـخـُــصّ مـن يـنــتَـظــرُونَ مِــنَ الـسّـمــاء أن تـُـمـطِــرَ عـلـيـهـم بالـهِــدَايــة…. !!
مـعَ الـتّـذكـِــيــر بــأنّ جـِـهَـــادَ الـنّـفـس هـُــوَ مِـن أكـبَــر أنـواع الـجِـهـَــاد و أعـظـمِـهـَــا..
أو قـانـُــون ( الـحِـجـَـاب الـحَــافِــظ.. ) :
(وَ إِذَا قَـرَأْتَ الْقُـرْآنَ جَـعَـلْـنـَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِـجَـابـًا مَـسْـتـُورًا)
و إلى غـيــر ذلـك مـن قـَــوانـيــن….
ولا ينبغي لنا أن نـقـرأه على أنّه مجرّد كلام غامض !
وطلاسِم مُـبـهـمـَـة ! أو أن نأخذه على أنّه كِـتــاب قـصص ..
وأسـاطـيـر .. وروايــات .. !!
فوالله.. الذي لم يخـلـقـك عـبـثــاً .. مَــا أنـزل هــذا الـقـرآن عـبـَــثــًا
.. (..وبالحقّ أنزلناه وبـالحــقّ نــَــزل…)
ومــا أوردَ فــيــه تـلـك الـقصص ..
وكرّرها في عـديـد المواضع عـبـثــاً كـذلـك..
أفلا نقــُـول بمُـسـطـحـاتـنــا نحـن .. (في الإعادة .. إفــادَة… !)
و لا شــكّ أنّ في قِـصـص الأوّلـيــن ..أبـقــى الـدُّروس…
و أبـلـغُ الـعِـبَـر..
وما حـفِـظــهُ لـنــا سُـبحــانه كـمَــا هـُـوَ.. طــيـلــة 15 قــرنــاً…
ولا يزال… عـبـثـًـًـا أيـضــاً.. (إنّـا نحـنُ نـزّلـنـا الــذّكــر وإنّــا لـهُ لحــافـظـــون…)
وما جـعـلـــه الحكـيـــم الخـبـيـــر مُــتــوفّــراً بـكـثــرة ..
سَـهـل المَـنــال عـبـثــًـا أيـضــًا .. و(لـقــد يـسّــرنا الـقــُــرآن للــذّكر فـهــل مِـن مُــذّكِـــر..)
إذا سـنجـدُ المصاحـف بـوفــرة .. في كـُــلّ بـيـت .. وفي كُــلّ مـسـجــد .
. إلاّ أنّـنـا سنجــدُهــا غـالـبــًا .. موضوعة موضِــعَ الـزّيـنـة فـحَــســب…
أو قد بلغ منها الغبار مبلغه .. !!
وليس غريباً أن تسري على تلك الأُسر والبـيـُــوت .. قـوانـيـنُ الله .. كـالعـيـشـة الضّـنـك .. والمشــاكل.. والإضطرابــات … والإهـتـزازات … لا لـشيء … سِـوى أنّهُـم أعـرضـُـوا .. رغـم وفـرة الحلّ .. ويُـسر الـوصول إليه…. !
و كـُــونوا عـلـى حــذَر .. كُــلّ الحـذر مـن عــدوّ البشريّـة اللّــدُود … إبـلـيــس اللّـعـيــن..
إذ لـن يـتـرُكَـَــكَم وشـأنــكم في طـريـق تـصحـيـح وتصويـب قــراءتك للقرآن…
بَـل سيكون لك بالمرصاد.. وسيُـوَسـوسُ لــكم .. ويُـغــريــكم ..
ويــأزُّكَم أزّاً…!!
بـل وسَـيُــســلّــطُ عليكم أعوانه وجنُـوده… من شياطين الجنّ والإنس..
(وشياطين الإنس أدهـَـى وأمَـــرّ..!)
ليشغلوك وليصدّوك.. ويُـلهـُـوك ويُـعـمُــو بصـيــرتـك عـن فهـم كــلام الله !
لا لشيء سوى لـيـبـلـُـغ اللّــعــيــن (إبليس) مُـبـتـغـاه…
عـساكم تكونُوا ضـمـن نصـيـبـه المـفـروض .
. الـذي سـيَــلِــجُ بــهِ في نـــار جهـنّــم عـيـاذاًً بـالله …
(..وقال لأتخذنّ من عـبَـادك نصيـبـًـا مفروضـا..)
بـل وتـأمّـلـهُ معي وهُـوَ يـتـوَعّــد.. ويُـقـسـم.. ويُــهــدّد
… (..فبعزّتـك لأُغوينّهم أجمعيـن…)
تــذكــّـــروا.. أيــضــاً.. أنّ كــلامَ الله نــُــور..
و نـُــور الله لا يـُــؤتَــى لِــعــَـــاصٍ… !
(وَ مـا جـعـَـل اللهُ لِــرجـُــلٍ مِـن قَـلـبَـيــن فِـي جَـوفِــه…)
فـإمـّــا أن تـمــلأ قـلـبَــك بِـمـَــا فـيــهِ خـَــيــرُ ديـنِـك..
و دُنـيــاكَ و قـُــرآنِــك…
و إمّــا امــتــلأ مِـن تِـلـقــاء نـفـسِـه.. بـأنــواع الـشُّــرُور.
. و صُـنـُــوف الــبــاطـِــل…. !
ختاما لا يسعُـنـي سِـوَى رفـعُ كَـفّــَـايَ لله … وَلِـسَــانُ حـالـي يُـردّد ..
(…فــاطِــرَ الـسّــمَــاوَاتِ والأرض.. أنتَ ولـِـيّــي في الـدّنـيـَــا والآخِــرَة..
تــَـوَفّـنِــي مُــسـلـمــًـا.. وألـحِـقـنِــي بِـالـصّـَــالِـحِــيـــن
