«التربيـة بالعاطفـة»
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من الآباء والأمهات من يربون أبناءهم تربية العاطفة، ومنهم من يربونهم تربية الجسد.
أعرف بعض الأمهات، كل همهن في تربيتهن أطفالهن أن يأكلوا ويشربوا لكي يكبروا. وأعرف آباء يربون أولادهم على الحزم والقوة والشجار والعراك مع الآخرين، ولهم منطق غريب جداً هو: "من تشعر أنه قد يضربك فلتضربه أنت قبل أن يفعل".
هؤلاء، كل همهم أن يكون أبناؤهم على درجة من القوة، يستطيعون من خلالها أن يعيشوا في هذا العالم، من دون أن يدركوا أن العالم، على الرغم من كل ما يحدث فيه، لم يتحول إلى غابة بعد، وأن الأساس في التربية هو الحب والاحترام والتقدير، وكلها في الأساس مشاعر وعاطفة قوية يجب أن نربي أبناءنا عليها.
أعرف آباء يعاقبون أبناءهم بالضرب المبرح، وأعرف آخرين يعاقبونهم بنظرة يظهرون فيها عدم رضاهم عنهم. أعرف أطفالاً وأبناءً يخافون من قسوة آبائهم، بينما أعرف آخرين يخافون من أن يجرحوا مشاعر آبائهم وأمهاتهم.
عن العاطفة أتحدث وأبحث..
يقول أحد العلماء: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة".
وأنا أقول: لعل جنة الدنيا هي الأسرة، جنة معرفة الله وجنة لمّ شمل الأسرة.
العاطفة هي المفتاح السحري: هيا نعيش مع الرسول (ص) حب العائلة وحب الناس.
هيا نرى كيف أن لغة العاطفة هي الأكبر تأثيراً في البشرية لا في الأبناء فقط.
صدقوني.. العاطفة هي المفتاح السحري للعلاقة بين الآباء والأبناء، العاطفة مثل عصا موسى، قلبت الأرض بحراً وقلبت البحر جبلاً، وكذلك العاطفة هي المفتاح لعودة ابنك أو ابنتك لحضنك.
العاطفة، أيها الشباب، هي المفتاح الذي يفتح العلاقة بينكم وبين آبائكم.
بادر أيها الأب، وأيتها الأم، وأيها الأبناء، بفتح الباب، وستجدون الجنة في بيوتكم.
- رسالة للآباء والأمهات: أحبوا أبناءكم من دون شرط، أي سواء أكان الإبن حسن الخلق أم غير ذلك، عليك أن تحبه، وتظهر له عاطفتك وحبك وتضمه إليك لكي يبادلك العاطفة نفسها، لأنه لو شعر بأن الحب مشروط بأن يكون مطيعاً سيتحول إلى إبن عنيد.
- مواقف من واقعنا: كان لأم إبن مدمن مخدرات، وقد عانت الكثير معه من سوء معاملة وسب، ثم ذهبت به إلى المستشفى لكي يتم علاجه. وعندما قابلت الطبيبة المسؤولة عن الحالة سألتها الطبيبة: متى كانت آخر مرة قلت فيها لابنك إني أحبك؟ قالت الأم: عندما كان صغيراً. فقالت لها الطبيبة: اذهبي وقولي لابنك "أحبك"، بصدق وبحنان. تقول الأم: جلست أمام ابني، ولكني لا أستطيع أن أعبر له عن حبي، وبدأت أستشعر ذكرياتي معه عندما كان صغيراً، وبالفعل قلت له: إني أحبك. تقول الأم: فبكى ابني وقام ليحتضني. وكان الإبن يحتاج إلى هذه الكلمة منذ زمن بعيد.
- دعوني أسأل: لماذا يتوقف الحب عندما يبلغ الطفل عشر سنوات؟ متى قلتَ لابنكَ أني أحبك؟ وأنت، أيتها الأم الحنون، متى قلتِ لابنك أو ابنتك إني أُحبك؟ وأنت أيها الشاب، متى قلت لأبيك "أُحبك"؟ أو كتبت له كلمة حب في ورقة؟ لماذا نخجل من أن نُظهر عاطفتنا وحبنا تجاه بعضنا؟
اكتب لابنك..
كان هناك أب وأم، وكان لديهما إبن في السابعة عشرة، وكان ابناً عنيداً جداً وعصبياً جداً. فلم يجدا وسيلة للتحدث معه إلّا بالكتابة. كانا يكتبان له رسائل ويضعانها له في مكان نومه، وكانا يكتبان على الظرف: "اقرأها عندما تكون وحدك". وكان يقرأ الرسائل كل يوم.
يقول الإبن: كنت أنتظر كل يوم الرسالة من أبي وأمي. وعندما كانت الرسالة تتأخر كنت أحزن كثيراً. ويقول: مرت فترة المراهقة بسلام بسبب هذه الرسائل.
لمذا تترك والديك حتى يستخدما وسيلة الرسائل؟
ابدأ أنت، لا تنتظر حتّى يكتبا لك.
لابدّ أن تعلم أيها الشاب أنك أغلى شيء في حياة والديك.
أوضح لنا الله سبحانه وتعالى مدى عاطفة الأم تجاه ابنها من خلال قصة أم موسى. قال تعالى: (وَأَصبَحَ فُؤادُ أمِّ مُوسى فارِغاً إن كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أن رَّبَطْنا عَلَى قَلْبِهَا...) (القصص/10).
هنا الآية تبين حال قلب أم موسى من شدة التألم لفراق ابنها.
ثم قال تبارك وتعالى: (... إنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ...) (القصص/7).
يطمئن الله عزّوجلّ قلبها.. سنرده لك، لأنه يعرف قلب الأم وعاطفة الأم تجاه ابنها. قال تعالى: (... وَلا تَخافي وَلا تَحْزَني إنّا رَادُّوهُ إلَيْكِ وَجاعلُوهُ مِنَ المُرْسَلينَ) (القصص/7). ثم يقول تبارك وتعالى: (فَرَدَدْناهُ إلى أمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ...) (القصص/13).
أيها الشاب: أمك شيء غال.
يأتي القرآن أيضاً ويُظهر لنا عاطفة الأب: فسيدنا نوح وابنه، على الرغم من أنه كافر، إلّا أنه دعا له بعد غرقه، قال تعالى: (... فَقالَ رَبّ إنَّ ابْني مِنْ أهْلي وَإنّ وَعْدَكَ الحَقُّ وَأنْتَ أحْكَمُ الحاكِمِينَ) (هود/45).
نرى عاطفة سيدنا نوح تجاه ابنه وهو يدعو الله بأن ينجي ابنه.
هل رأيتم يا شباب مدى عاطفة الأم والأب؟
- مواقف من الواقع في التعامل بالعاطفة:
تروي إحدى الفتيات، تقول: أبي شيء غال عندي جداً، وأشعر بالضيق النفسي عندما أشعر بأنه غاضب مني. فكنت كل يوم، قبل ذهابي إلى العمل، أكتب ورقة وأرسم فيها قلباً وأكتب اسمه وأقول له "أُحبك يا أبي". أبي هو مفتاح حياتي في الدنيا.
ويقول أحد الشباب: كنت أنا ووالدي، - رحمه الله -، تجمعنا صداقة قوية جداً. وكان يتناقش معي في كل صغيرة وكبيرة. وعلى الرغم من هذه الصداقة، إلّا أنه كان يعاقبني عندما كنت أفعل شيئاً خطأ. ولكني ما غضبت منه لأنه عاقبني. وأحب أو أوجه رسالة للشباب: ستعرف مدى أهمية الوالد إذا قدر الله لك أن تفقده، فكل شاب عليه أن ينتهز فرصة وجود والده معه ويحتضنه ويصادقه. كثيراً ما أشعر بأنني محتاج إليه في قراراتي، وكثيراً ما أحتاج إلى التحدث معه. وبفضل الله لا أنساه في دعائي أبداً.
* كلمة أخيرة:
فلنبدأ بالعاطفة لا بالجسد.
علموا أبناءكم الحب وذكروهم بدعاء النبي (اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني إلى حبك).
كلها مشاعر وعاطفة.
مع احترامنا للجسد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من الآباء والأمهات من يربون أبناءهم تربية العاطفة، ومنهم من يربونهم تربية الجسد.
أعرف بعض الأمهات، كل همهن في تربيتهن أطفالهن أن يأكلوا ويشربوا لكي يكبروا. وأعرف آباء يربون أولادهم على الحزم والقوة والشجار والعراك مع الآخرين، ولهم منطق غريب جداً هو: "من تشعر أنه قد يضربك فلتضربه أنت قبل أن يفعل".
هؤلاء، كل همهم أن يكون أبناؤهم على درجة من القوة، يستطيعون من خلالها أن يعيشوا في هذا العالم، من دون أن يدركوا أن العالم، على الرغم من كل ما يحدث فيه، لم يتحول إلى غابة بعد، وأن الأساس في التربية هو الحب والاحترام والتقدير، وكلها في الأساس مشاعر وعاطفة قوية يجب أن نربي أبناءنا عليها.
أعرف آباء يعاقبون أبناءهم بالضرب المبرح، وأعرف آخرين يعاقبونهم بنظرة يظهرون فيها عدم رضاهم عنهم. أعرف أطفالاً وأبناءً يخافون من قسوة آبائهم، بينما أعرف آخرين يخافون من أن يجرحوا مشاعر آبائهم وأمهاتهم.
عن العاطفة أتحدث وأبحث..
يقول أحد العلماء: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة".
وأنا أقول: لعل جنة الدنيا هي الأسرة، جنة معرفة الله وجنة لمّ شمل الأسرة.
العاطفة هي المفتاح السحري: هيا نعيش مع الرسول (ص) حب العائلة وحب الناس.
هيا نرى كيف أن لغة العاطفة هي الأكبر تأثيراً في البشرية لا في الأبناء فقط.
صدقوني.. العاطفة هي المفتاح السحري للعلاقة بين الآباء والأبناء، العاطفة مثل عصا موسى، قلبت الأرض بحراً وقلبت البحر جبلاً، وكذلك العاطفة هي المفتاح لعودة ابنك أو ابنتك لحضنك.
العاطفة، أيها الشباب، هي المفتاح الذي يفتح العلاقة بينكم وبين آبائكم.
بادر أيها الأب، وأيتها الأم، وأيها الأبناء، بفتح الباب، وستجدون الجنة في بيوتكم.
- رسالة للآباء والأمهات: أحبوا أبناءكم من دون شرط، أي سواء أكان الإبن حسن الخلق أم غير ذلك، عليك أن تحبه، وتظهر له عاطفتك وحبك وتضمه إليك لكي يبادلك العاطفة نفسها، لأنه لو شعر بأن الحب مشروط بأن يكون مطيعاً سيتحول إلى إبن عنيد.
- مواقف من واقعنا: كان لأم إبن مدمن مخدرات، وقد عانت الكثير معه من سوء معاملة وسب، ثم ذهبت به إلى المستشفى لكي يتم علاجه. وعندما قابلت الطبيبة المسؤولة عن الحالة سألتها الطبيبة: متى كانت آخر مرة قلت فيها لابنك إني أحبك؟ قالت الأم: عندما كان صغيراً. فقالت لها الطبيبة: اذهبي وقولي لابنك "أحبك"، بصدق وبحنان. تقول الأم: جلست أمام ابني، ولكني لا أستطيع أن أعبر له عن حبي، وبدأت أستشعر ذكرياتي معه عندما كان صغيراً، وبالفعل قلت له: إني أحبك. تقول الأم: فبكى ابني وقام ليحتضني. وكان الإبن يحتاج إلى هذه الكلمة منذ زمن بعيد.
- دعوني أسأل: لماذا يتوقف الحب عندما يبلغ الطفل عشر سنوات؟ متى قلتَ لابنكَ أني أحبك؟ وأنت، أيتها الأم الحنون، متى قلتِ لابنك أو ابنتك إني أُحبك؟ وأنت أيها الشاب، متى قلت لأبيك "أُحبك"؟ أو كتبت له كلمة حب في ورقة؟ لماذا نخجل من أن نُظهر عاطفتنا وحبنا تجاه بعضنا؟
اكتب لابنك..
كان هناك أب وأم، وكان لديهما إبن في السابعة عشرة، وكان ابناً عنيداً جداً وعصبياً جداً. فلم يجدا وسيلة للتحدث معه إلّا بالكتابة. كانا يكتبان له رسائل ويضعانها له في مكان نومه، وكانا يكتبان على الظرف: "اقرأها عندما تكون وحدك". وكان يقرأ الرسائل كل يوم.
يقول الإبن: كنت أنتظر كل يوم الرسالة من أبي وأمي. وعندما كانت الرسالة تتأخر كنت أحزن كثيراً. ويقول: مرت فترة المراهقة بسلام بسبب هذه الرسائل.
لمذا تترك والديك حتى يستخدما وسيلة الرسائل؟
ابدأ أنت، لا تنتظر حتّى يكتبا لك.
لابدّ أن تعلم أيها الشاب أنك أغلى شيء في حياة والديك.
أوضح لنا الله سبحانه وتعالى مدى عاطفة الأم تجاه ابنها من خلال قصة أم موسى. قال تعالى: (وَأَصبَحَ فُؤادُ أمِّ مُوسى فارِغاً إن كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أن رَّبَطْنا عَلَى قَلْبِهَا...) (القصص/10).
هنا الآية تبين حال قلب أم موسى من شدة التألم لفراق ابنها.
ثم قال تبارك وتعالى: (... إنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ...) (القصص/7).
يطمئن الله عزّوجلّ قلبها.. سنرده لك، لأنه يعرف قلب الأم وعاطفة الأم تجاه ابنها. قال تعالى: (... وَلا تَخافي وَلا تَحْزَني إنّا رَادُّوهُ إلَيْكِ وَجاعلُوهُ مِنَ المُرْسَلينَ) (القصص/7). ثم يقول تبارك وتعالى: (فَرَدَدْناهُ إلى أمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ...) (القصص/13).
أيها الشاب: أمك شيء غال.
يأتي القرآن أيضاً ويُظهر لنا عاطفة الأب: فسيدنا نوح وابنه، على الرغم من أنه كافر، إلّا أنه دعا له بعد غرقه، قال تعالى: (... فَقالَ رَبّ إنَّ ابْني مِنْ أهْلي وَإنّ وَعْدَكَ الحَقُّ وَأنْتَ أحْكَمُ الحاكِمِينَ) (هود/45).
نرى عاطفة سيدنا نوح تجاه ابنه وهو يدعو الله بأن ينجي ابنه.
هل رأيتم يا شباب مدى عاطفة الأم والأب؟
- مواقف من الواقع في التعامل بالعاطفة:
تروي إحدى الفتيات، تقول: أبي شيء غال عندي جداً، وأشعر بالضيق النفسي عندما أشعر بأنه غاضب مني. فكنت كل يوم، قبل ذهابي إلى العمل، أكتب ورقة وأرسم فيها قلباً وأكتب اسمه وأقول له "أُحبك يا أبي". أبي هو مفتاح حياتي في الدنيا.
ويقول أحد الشباب: كنت أنا ووالدي، - رحمه الله -، تجمعنا صداقة قوية جداً. وكان يتناقش معي في كل صغيرة وكبيرة. وعلى الرغم من هذه الصداقة، إلّا أنه كان يعاقبني عندما كنت أفعل شيئاً خطأ. ولكني ما غضبت منه لأنه عاقبني. وأحب أو أوجه رسالة للشباب: ستعرف مدى أهمية الوالد إذا قدر الله لك أن تفقده، فكل شاب عليه أن ينتهز فرصة وجود والده معه ويحتضنه ويصادقه. كثيراً ما أشعر بأنني محتاج إليه في قراراتي، وكثيراً ما أحتاج إلى التحدث معه. وبفضل الله لا أنساه في دعائي أبداً.
* كلمة أخيرة:
فلنبدأ بالعاطفة لا بالجسد.
علموا أبناءكم الحب وذكروهم بدعاء النبي (اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني إلى حبك).
كلها مشاعر وعاطفة.
مع احترامنا للجسد.