من طرف بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلقه
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
لا تنظر إلى العصا ولكن انظر إلى من بيده العصا !!!
إذا ضربك شخص بعصا
فمن الذى ضربك العصا
أم
من بيده العصا ؟
؟؟؟
كان الصحابى الجليل رضى الله عنه
" سعد بن أبى وقاص "
مستجاب الدعوة
فكان الناس يذهبون إليه ليدعو الله لهم
فحين فقد بصره
ذهب إليه غلام
وقال :
"لولا دعوت الله فرد عليك بصرك"
قال سعد :
" يا بنيَّ ! قضاء الله أحبّ إليَّ من بصري "
كلمات قليلة قالها سعد تحمل معنى عظيم جدا
لقد أحب هذا الصحابى ربه حبا عظيما
حتى صار يحب العمى لأنه من عند الله !!!
هو لم يفكر فى فقد البصر
بل فكر من الذى ابتلاه بفقد البصر ؟
الله
و لأنه يحب الله
أحب قضاء الله
حتى و إن كان هذا القضاء هو "العمى"
فيا ليتنا نتعلم من تلك الكلمات
يا ليتنا نستقبل كل بلاء أو مصيبة بهذه العبارة الرائعة التى قالها سعد
"قضاء الله أحب إلى من .."
فالله دائما يقضى لك الخير
وعجبا لأمر المؤمن أمره كله خير
إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له
و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
و هذا لأن المؤمن ليس بطالب دنيا
المؤمن طالب "جنة"
طالب "رضا الرحمن"
فحين تقع الضراء يصبر بل و يفرح
لأنه يعلم أن أجرها فى الآخرة عند ربه
ليوفيه أجره بغير حساب..
وهنا أيضا قصة قصيرة
رائعة في محتواها
معبرة في معناها:
وهي:
قضاء الله خير:
يحكى أن حاكماً لأحد البلدان كان له وزير يحب إرجاع الأمور
دائماً إلى الله سبحانه وتعالى وقضاءه
*وكان كثيراً ما يردد كلمة قضاء الله خير*
**
* فكلما أصابت البلاد مصيبة *
**
* كان يقول قضاء الله خير*
**
* قضاء الله خير *
**
* قضاء الله خير *
**
* وفي يوم من الأيام طلب الحاكم صحناً من الفاكهة الطازجة *
**
* فأحضرت إليه *
**
* فلما بدء في التقطيع *
**
* جرح أصبعه جرحاً عميقاً حتى قطع من مكانه وسال منه الدم *
**
* فصاح الحاكم .. أيييييييييييييييييي *
**
* فقال له الوزير *
**
* أيها الحاكم … قضاء الله خير *
* *
* فغضب الحاكم *
**
* وقال للوزير ألا ترى أن أصبعي قد قطع وأنت تقول قضاء الله خير*
**
* فأمر الحراس أن يلقوا الوزير في السجن حتى يتأدب ويعرف مرارة الألم ..*
**
* وبعد فترة من الزمن *
**
* أراد الحاكم *
**
* أن يخرج لرحلة صيد في الغابة *
**
* فأمر الخدم بتجهيز الموكب ..*
**
* وذهب الحاكم لصيد الغزلان والطيور البرية *
**
* وبعد الغروب …*
**
* هاجم الحاكم ومن معه من الخدم *
**
* مجموعة من رجال الغابة المتوحشين *
**
* فهرب الخدم خوفاً من رجال الغابة *
**
* ووقع الحاكم وأحد الخدم تحت الأسر *
**
* وفي آخر الليل …*
**
* أمر رئيس القبيلة المتوحشة بتقديم الحاكم والخادم قرباناً لأحد الأصنام *
**
* فبدأ الرجال بقتل الخادم *
**
* وعندما اقتربوا لقتل الحاكم *
**
* صاح رئيسهم ….*
**
* إنتظروا ..*
**
* هذا لا يصلح أن يكون قرباناً *
**
* إنه ناقص إصبع *
**
* أطلقوا سراحه فإنا لا نريده فهو ناقص …*
**
* عندها عاد الحاكم مهرولاً إلى القصر وهو يردد *
**
* الحمد لله .. الحمد لله *
**
* قضاء الله خير … قضاء الله خير …*
**
* وفي اليوم الثاني *
**
* أمر الحاكم الحراس بالإفراج عن الوزير من السجن *
**
* وعندما قابل الوزير الحاكم *
**
* قص عليه القصة وكيف كاد أن يموت *
**
* فقال الوزير … قضاء الله خير *
**
* فقال الحاكم للوزير *
**
* وأنت ماذا فعلت عندما أمرت بك إلى السجن *
**
* قال .. قلت .. قضاء الله خير *
**
* فلو أني لم أكن في السجن لكنت قربانا بدل الخادم ..*
**
* مهما حصل للإنسان من مكروه في هذه الحياة *
**
* فليتذكر أن قضاء الله خير *
اللهم إنا نسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت
ولذة النظر إلى وجهك الكريم
اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة في الرشد
ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك
ونسألك قلباً خاشعاً سليماً ولساناً صادقاً وعملاً متقبلاً
آمـــــــــــــيـــــــــــــــــــن
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين..