من خلال استعراض عام للمكتبة التربوية والتعليمية، يتبين أنه لم تجر دراسة مستقلة عن استخدام الرسول للوسائل التعليمية في تعليم أصحابه رضي الله عنهم، وذلك حسب ما وفقنا الله للوقوف عليه. إلا أن هناك عددًا من الدراسات التي لها علاقة بصورة أو بأخرى بالموضوع، وهي تلك الدراسات التي تتطرق إلى مشكلات تدريس التربية الإسلامية، أو تبحث في مدى استخدام الوسائل التعليمية في تدريس المواد الدينية، أو عن استخدام بعض الوسائل التعليمية في تدريس بعض موضوعات التربية الإسلامية، ونحو ذلك من الدراسات. من ذلك:
(أسباب ظاهرة انصراف الطلاب عن دراسة التربية الإسلامية) (1):
وهي دراسة ميدانية أعدها الدكتور إبراهيم الشافعي استخدمت فيها استبانة مكونة من خمسة وعشرين سؤالاً، وجهت إلى مائة مدرس في المرحلتين المتوسطة والثانوية في المملكة العربية السعودية.. تهدف إلى التعرف على أهم المشكلات التي تواجه مادة التربية الإسلامية في المدرسة، والتي من المرجح أن تكون أسبابًا قوية ومؤثرة لانصراف الطلاب عن المادة.
وقد أوضــح فيــها أن الانصـراف الذي تتــحدث عنـــه دراســـتــه لا يعني بالضرورة خروج التلميذ من الفصل، وإنما قد يأخذ صورًا متعددة، كأن ينصرف التلميـذ باهتمــامه عــن الــدرس والمـدرس، أو ينشغل بشيء ما، أو يثير الشغب مع زملائه، أو لا يقوم بالواجبات المنزلية في هذه المادة، وما إلى ذلك من مظاهر التساهل.
وأظهرت الدراسة أن من الأسباب القوية لانصراف الطلاب عن مادة التربية الإسلامية ما يلي:
- طريقة التدريس إلقائية تقليدية لا يشترك فيها الطلاب.
- عدم استخـدام الوسائل التعليمية في تدريس التربية الإسلامية كما في غيرها من المواد.
- طريقة عرض الكتب المدرسية الخاصة بالتربية الإسلامية طريقة قديمة ليست مشوقة للطلاب.
- بعض مدرسي التربية الإسلامية قد لا يكونون هم أنفسهم مهتمين بالوسائل التعليمية الاهتمام المطلوب.
(مدى استخدام الوسائل التعليمية في تدريس المواد الدينية بالمدارس المتوسطة للبنين بمدينة الرياض) (1):
وهي دراسة مسحية للأستاذ حمد اليوسف تهدف لمعرفة إلى أي حد تستخدم الوسائل التعليمية في تدريس الدين في المدارس المتوسطة، والوقوف على الصعوبات التي تحول دون استخدامها على الوجه الأمثل، وكذا التعرف على موقف مدرسي الدين من حيث استخدامهم للوسائل التعليمية، والأسباب الكامنة وراء ذلك. وكانت أداة الدراسة استبانات وجهت إلى المدرسين والموجهين ومديري المدارس والمسؤولين عن قسم الوسائل التعليمية. وخلص الباحث إلى نتيجة مفادها أن نسبة استخدام مدرسي المواد الدينية للوسائل التعليمية لا تتجاوز 21.34%.
وأشار إلى الأسباب التي اتفق المدرسون والمديرون على أنها تعيق استخدام الوسائل، وكان منها:
- عدم توفير الوسائل التي تغطي موضوعات المنهج.
- عدم المعرفة بكيفية إنتاج الوسائل التعليمية.
- ضعف تأهيل مدرسي المواد الدينية فيما يتعلق باستخدام الوسائل التعليمية.
- عدم المعرفة بكيفية تشغيل بعض الأجهزة.
- كثافة المنهج.
- وجود اتجاهات سلبية نحو استخدام الوسائل التعليمية من قبل مدرسي المواد الدينية.
- عدم تأكيد المنهج المقرر على استخدام الوسائل التعليمية.
- عدم اقتناع بعض مدرسي المواد الدينية بجدوى استخدام الوسائل التعليمية.
وقد تقدم بجملة من المقترحات كان من أهمها:
- العمل من قبل المؤسسات المعنية بإعداد المدرسين على ترسيخ مفاهيم الوسائل وأهميتها واستخداماتها.
- تزويد المدارس بشرائح وأفلام تحتوي على شروح وإيضاحات عملية ومبسطة لبعض المواد الدينية التي تدرس في المرحلة المتوسطة، كأنصبة الزكاة، ومراحل الوضوء، وإيضاح بعض الحقائق العلمية التي تحدث عنها القرآن الكريم.
- يجب أن يؤكد المنهج المقرر على استخدام المدرسين لكل وسيلة.
- أن يقوم قسم الوسائل بكليات التربية والكليات المتوسطة وإدارات التعليم، بالتعاون مع أقسام المناهج وطرق التدريس في تلك الكليات وفي كليات الشريعة وأقسام الدراسات الإسلامية، بإنتاج وسائل تعليمية تخدم أغراض تدريس المنهج.
- تنظيم دورات لمدرسي المواد الدينية في الوسائل الخاصة بموادهم وإطلاعهم على كيفية الاستعانة بالوسائل المتاحة، وكذلك استغلال الخامات البيئية الموجودة في إيجاد وسائل دينية جديدة.
- على قسم الوسائل بالوزارة أن يضع خطة لتغطية كل مواضيع المواد الدينية بالوسائل المناسبة، وذلك بالاشتراك مع إدارات المدارس، ومدرسي المواد الدينية، وبعض علماء الدين.
- تعيين اختصاصي مواد دينية للوسائل التعليمية الدينية في قسم الوسائل بالوزارة.
- طرح موضوع الوسائل التعليمية لمناقشة عامة، يشارك فيها من يوثق بعلمهم، للخروج بقناعة في عدم حرمة هذه الوسائل، أو بعضها، من قبل بعض مدرسي المواد الدينية.
- إيجاد كتاب للمعلم في المواد الدينية، يوضح أفضل الطرق والوسائل التي يمكن أن تستخدم لكل درس.
- استغلال معامل اللغات كوسيلة تعليمية في المواد الدينية، وذلك لدورها الكبير في تسهيل تدريس تلك المواد، وعلى المسؤولين عنها أن يزودوها بأشرطة عليها القرآن الكريم، ليستفاد منها في تعليم التــلاوة وكيفيـة التجويد ومخارج الحروف إلى غير ذلك.
- على المختصين من موجهي ومدرسي المواد الدينية، تقديم تصميمات لوسائل يمكن إنتاجها بمعرفة قسم الوسائل، مع عدم الاكتفاء بما ينتج على مستوى المدارس.
كما تقدم اليوسف بعدد من التوصيات من أهمها:
- إجراء دراسة تجريبية عن أثر تدريس المواد الدينية بواسطة استخدام الوسائل التعليمية للبنين والبنات.
- إيجاد كتيب يوضح كيفية استخدام الوسائل التعليمية في تدريس المواد الدينية.
- أن تحتوي الكتب المقررة في المواد الدينية، على خرائط ورسوم وأشكال توضيحية، ورسوم بيانية، لتساعد كوسائل تعليمية في توضيح حقائق الدروس.
(أثر استخدام الوسائل التعليمية في تدريس بعض موضوعات التوحيد للصف الأول المتوسط على تحصيل التلاميذ) (1):
استهدفت الدراسة، التي أعدها توفيــق بديـوي، التعرف على ما إذا كان هناك فرق في تحصيل تلاميذ الصف الأول المتوسط بالنسبة لبعض موضوعات التوحيد عند دراستهم لها باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة وبدون استخدامها، وكذلك إثبات أن بالإمكان عمل وسائل تعليمية في مادة التوحيد واستخدامها في تدريسها. كما كان من أهداف الدراسة أيضًا تشجيع مدرسي مادة التوحيد على استخدام الوسائل التعليمية في تدريسهم لها.
وقــد أشــار الباحث إلى أن الذي دفعه إلى إجـراء هذه الدراسة هو أن هناك ما يشبه الاعتقاد لدى مدرسي مادة التوحيد أنها غير قابلة لاستخدام الوسائل التعليمية فيها، وأنها غير محتاجة إلى ذلك، مع أنها في نظره ربما تكون أحوج المواد الدراسية جميعًا إلى استخدام الوسائل التعليمية في تدريسها للتلاميذ، وخاصة الصغار الذين لا يقدرون على إدراك المفاهيم والمعاني المجردة التي تكثر في هذه المادة.
وكانت أداة الدراسة اختبارًا أعده الباحث خصيصًا لأغراض الدراسة، حيث جرى اختيار مجموعتين متماثلتين تقريبًا من تلاميذ الصف الأول المتوسط، جعل إحداهما ضابطة والثانية تجريبية، وقام بتدريس المجموعتين نفس الدروس، واستخدم الوسائل التعليمية مع المجموعة التجريبية ولم يستخدمها مع المجموعة الضابطة، ثم قام بتطبيق الاختبار على المجموعتين.
وخلصت الدراسة إلى أن التحصيل الدراسي للتلاميذ الذين درسوا بعض موضوعات التوحيد باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة فاق تحصيل الذين درسوا هذه الموضوعات دون استخدام هذه الوسائل. وقد شمل تفوق تحصيل التلاميذ الذين استخدمت معهم الوسائل التعليمية كل جوانب هذا التحصيل، من اكتساب المعلومات والحقائق، ومن حسن الفهم وعمقه، ومن قدرة على تطبيق ما تعلموه على مواقف جديدة، ومن اكتسابهم لمهارات تدريسية مناسبة.
كما أثبتت الدراسة أن التلاميذ الذين استخدمت الوسائل التعليمية في تدريسهم، قد أظهروا رغبة في الدراسة ومشاركة وانتظامًا فيها، أكثر من التلاميذ الذين لم تستخدم في التدريس لهم تلك الوسائل.
وكان مما أوصى به توفيق بديوي في ختام دراسته، أن تعمل الهيئات المعنية على تكوين لجان مهمتها إعداد وسائل تعليمية مناسبة لمادة التوحيد، وكذا عقد دورات لمدرسي ومدرسات التربية الإسلامية يتدربون فيها على كيفية ابتكار الوسائل التعليمية المناسبة وإنتاجها واستخدامها، وعلى استخدام الآلات والتقنيات التي تتطلبها هذه الوسائل بأنواعها المختلفة.
(أهم مشكلات تدريس التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية بمنطقة الرياض التعليمية - دراسة مسحية) (1):
استهدفت الدراسة التعرف على أهم مشكلات تدريس فروع مادة التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية، والتوصل إلى المقترحات والوسائل اللازمة للتغلب على تلك المشكلات، وكذا تقديم مقترحات لتطوير مناهج فروع مادة التربية الإسلامية وتحسين تدريسها في المراحل الابتدائية خاصة، وفي مراحل التعليم العام بصفة عامة.
وكانت أداة البحث استبانة أعدها الباحث صالح المفدى موجهة إلى مدرسي التربية الإسلامية والموجهين والمديرين بالمرحلة الابتدائية، وتكونت الاستبانة من سبعة مجالات أو محاور كان أحدها طرق التدريس والوسائل التعليمية.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج كان من أهمها:
- اتفق المدرسون والمديرون على أن محتوى مناهج التربية الإسلامية لا يتناسب والمستوى العقلي للتلاميذ.
- اتفق المدرسون والمديرون والموجهون على أن طرق تدريس التربية الإسلامية تفتقر إلى عنصر التشويق وإثارة اهتمام التلاميذ.
- اتفق المدرسون والموجهون على عدم وجود وسائل تعليمية في مجال تدريس التربية الإسلامية.
- اتفق المدرسون والمديرون والموجهون على عدم وجود مختبرات صوتية لدروس القرآن الكريم.
- اتفق المدرسون والمديرون على أن الإعداد التربوي لمدرسي التربية الإسلامية ضعيف.
ومن أهم التوصيات التي أوصى بها الباحث ما يلي:
- ضرورة مراعاة المستوى العقلي للتلاميذ عند وضع محتوى مناهج التربية الإسلامية.
- أن توضع أهداف عامة وأخرى خاصة لمناهج التربية الإسلامية، بحيث تكون مبنية على أسس تربوية.
- أن يكون هناك ترابط بين مناهج التربية الإسلامية ومناهج العلوم الأخرى مثل اللغة العربية والتاريخ والعلوم الطبيعية.
- ضرورة العمل على جعل طرق تدريس التربية الإسلامية مشوقة ومثيرة لاهتمام التلاميذ.
- أن تقوم الجهات المختصة بتوفير جميع أنواع الوسائل التعليمية المناسبة لتدريس التربية الإسلامية.
- أن تعمل الجهات المختصة على إيجاد مختبرات صوتية لدروس القرآن الكريم.
- أن يوضع كتاب مرشد لمعلم التربية الإسلامية، يبين فيه أفضل الأساليب وأنسب الطرق لتدريس هذه المادة، مع بيان ما يمكن استخدامه من وسائل، وما يؤدى من أنشطة.
- أن تهتم الجهات المسؤولة برفع مستوى التأهيل المهني لمدرسي التربية الإسلامية.
(أثر استخدام الفيلم التعليمي المسجل على شريط فيديو في تعليم مناسك الحج للصف الثاني متوسط) (1):
استهدفت هذه الدراسة للباحث صالح الدباسي التعرف على أثر استخدام الفيلم التعليمي المسجل على شريط فيديو في التحصيل المباشر للطالب ومدى احتفاظه بالمعلومات. وكذا إمكانية استخدام الصور المتحركة بالفيديو في تدريس المواد الدينية.
وقد أجريت الدراسة على عينة عشوائية قوامها ( 249 ) طالبًا بالسنة الثانية بالمرحلة المتوسطة بمدينة الرياض. وتم اختيار فصول أفراد العينة بطريقة عشوائية داخل كل مدرسة، كما قسمت العينة المختارة بالطريقة نفسها إلى ثلاث مجموعات بحسب متغيرات البحث، إحداها ضابطة والأخريان تجريبيتان ( أ ) و(ب ).
أجري لأفراد المجموعات الثلاث اختبار تحصيلي أولي، وذلك لمعرفة ما لديهم من معلومات سابقة عن موضوع الحج. ثم أعيد تطبيق الاختبار التحصيلي مرة أخرى بعد التجربة مباشرة، وذلك لقياس أثر التعلم من الفيلم تبعًا لمتغيرات البحث. كما أعيد تطبيق الاختبار التحصيلي مرة أخرى بعد التجربة بعشرة أيام لمعرفة مدى الاحتفاظ بالمعلومات مدة أطول، وذلك على أفراد المجموعات الثلاث.
ولقد أوضحت نتائج هذه الدراسة أن للفيلم التعليمي (المسجل على شريط فيديو ) مع المدرس أثرًا له دلالة في تعليم مناسك الحج والاحتفاظ بها مدة أطول، وذلك لما يحققه من تشويق للطالب واستثارة لاهتمامه.
وقد أوصى الباحث بضرورة التأكيد على أهمية استخدام الأفلام التعليمية وأشرطة الفيديو، واعتبارها جزءًا أساسيًا في العملية التعليمية. كما أوصى بإنتاج فيلم تعليمي عن مناسك الحج والعمرة، وتعميمه على المدارس واستخدامه، إضافة لأسلوب التدريس التقليدي.
(أثر استخدام مختبر اللغة في تعليم أحكام التلاوة: دراسة تجريبية) (1):
استهدفت هذه الدراسة استقصاء أثر مختبر اللغة في تعليم الطلبة أحكام تلاوة القرآن الكريم، مقارنة بالتعلم حسب الطريقة العادية التي تتم في حجرة التدريس.
وقد أجريت الدراسة على طلبة الصف الثاني الإعدادي في المدارس النموذجية لجامعة اليرموك بالأردن، وعددهم أربعون طالبًا وطالبة، حيث يتم تقسيمهم إلى مجموعتين متكافئتين: تجريبية وضابطة.. واستمرت الدراسة ثمانية أسابيع بواقع حصة واحدة أسبوعيًا. وتعلم الطلبة في هذه الفترة سورتي ( الصافات ) و(ص ).
وفي نهاية الدراسة أعطي أفراد المجموعتين اختبارًا يقيس الأداء في تلاوة آيات تم التدريب عليها. وقومت لجنة مختصة مكونة من ثلاثة أعضاء أداء الطلبة. وأظهرت الدراسة وجود فرق ذي دلالة إحصائية يعزى إلى طريقة التدريس، إذ تفوقت المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة عندما اختبر الجميع في آيات تم التدريب على تلاوتها. وقد ظهرت هذه الفروق على وجه الخصوص في أحكام القلقلة والإدغام والإخفاء، بينما لم تظهر في حكمي المد والغنة. أما عندما اختبر أفراد الدراسة في آيات لم يتم التدريب عليها فإنه لم تظهر فروق ذات دلالة تعزى للطريقة.
وقد أوصت الدراسة بضرورة إجراء دراسات أخرى لاستقصاء أثر مختبر اللغة في ظل وجود عوامل أخرى، مثل طول الفترة الزمنية التي يستغرقها التدريب في المختبر، ودرجة إتقان المعلم لأحكام التلاوة، والمناخ السائد في حجرة التدريس.
تعقيب عام:
ومن خلال استعراض هذه الدراسات، يتبين أنها متفقة على قلة استخدام الوسائل التعليمية في تدريس مادة التربية التربية الإسلامية، وأن بعض مدرسي هذه المادة يرون أنها لا تحتاج إلى استخدام وسائل تعليمية في تدرسيها أصلاً، وأن الجهات المختصة لم تقم بتوفير الوسائل التعليمية اللازمة لتدريس المادة في المدارس.
وقد تميزت دراسات كل من بديوي والدباسي وصالح وملكاوي بأنها دراسات تجريبية عن أثر الوسائل التعليمية في تدريس مواد التربية الإسلامية، حيث كانت الأولى في مادة التوحيد، والثانية في مادة الفقه، والثالثة في مادة التجويد. وجاءت نتائجها لتدعم وتعزز الاتجاه الداعي إلى ضرورة استخدام الوسائل التعليمية المناسبة في تدريس التربية الإسلامية.
غير أن جميع هذه الدراسات، لم يكن من أهداف أيٍّ منها التعرف على وسائل التعليم التي استخدمها الرسول في تعليم أصحابه رضي الله عنهم، مما يبرر إجراء مثل هذه الدراسة
(أسباب ظاهرة انصراف الطلاب عن دراسة التربية الإسلامية) (1):
وهي دراسة ميدانية أعدها الدكتور إبراهيم الشافعي استخدمت فيها استبانة مكونة من خمسة وعشرين سؤالاً، وجهت إلى مائة مدرس في المرحلتين المتوسطة والثانوية في المملكة العربية السعودية.. تهدف إلى التعرف على أهم المشكلات التي تواجه مادة التربية الإسلامية في المدرسة، والتي من المرجح أن تكون أسبابًا قوية ومؤثرة لانصراف الطلاب عن المادة.
وقد أوضــح فيــها أن الانصـراف الذي تتــحدث عنـــه دراســـتــه لا يعني بالضرورة خروج التلميذ من الفصل، وإنما قد يأخذ صورًا متعددة، كأن ينصرف التلميـذ باهتمــامه عــن الــدرس والمـدرس، أو ينشغل بشيء ما، أو يثير الشغب مع زملائه، أو لا يقوم بالواجبات المنزلية في هذه المادة، وما إلى ذلك من مظاهر التساهل.
وأظهرت الدراسة أن من الأسباب القوية لانصراف الطلاب عن مادة التربية الإسلامية ما يلي:
- طريقة التدريس إلقائية تقليدية لا يشترك فيها الطلاب.
- عدم استخـدام الوسائل التعليمية في تدريس التربية الإسلامية كما في غيرها من المواد.
- طريقة عرض الكتب المدرسية الخاصة بالتربية الإسلامية طريقة قديمة ليست مشوقة للطلاب.
- بعض مدرسي التربية الإسلامية قد لا يكونون هم أنفسهم مهتمين بالوسائل التعليمية الاهتمام المطلوب.
(مدى استخدام الوسائل التعليمية في تدريس المواد الدينية بالمدارس المتوسطة للبنين بمدينة الرياض) (1):
وهي دراسة مسحية للأستاذ حمد اليوسف تهدف لمعرفة إلى أي حد تستخدم الوسائل التعليمية في تدريس الدين في المدارس المتوسطة، والوقوف على الصعوبات التي تحول دون استخدامها على الوجه الأمثل، وكذا التعرف على موقف مدرسي الدين من حيث استخدامهم للوسائل التعليمية، والأسباب الكامنة وراء ذلك. وكانت أداة الدراسة استبانات وجهت إلى المدرسين والموجهين ومديري المدارس والمسؤولين عن قسم الوسائل التعليمية. وخلص الباحث إلى نتيجة مفادها أن نسبة استخدام مدرسي المواد الدينية للوسائل التعليمية لا تتجاوز 21.34%.
وأشار إلى الأسباب التي اتفق المدرسون والمديرون على أنها تعيق استخدام الوسائل، وكان منها:
- عدم توفير الوسائل التي تغطي موضوعات المنهج.
- عدم المعرفة بكيفية إنتاج الوسائل التعليمية.
- ضعف تأهيل مدرسي المواد الدينية فيما يتعلق باستخدام الوسائل التعليمية.
- عدم المعرفة بكيفية تشغيل بعض الأجهزة.
- كثافة المنهج.
- وجود اتجاهات سلبية نحو استخدام الوسائل التعليمية من قبل مدرسي المواد الدينية.
- عدم تأكيد المنهج المقرر على استخدام الوسائل التعليمية.
- عدم اقتناع بعض مدرسي المواد الدينية بجدوى استخدام الوسائل التعليمية.
وقد تقدم بجملة من المقترحات كان من أهمها:
- العمل من قبل المؤسسات المعنية بإعداد المدرسين على ترسيخ مفاهيم الوسائل وأهميتها واستخداماتها.
- تزويد المدارس بشرائح وأفلام تحتوي على شروح وإيضاحات عملية ومبسطة لبعض المواد الدينية التي تدرس في المرحلة المتوسطة، كأنصبة الزكاة، ومراحل الوضوء، وإيضاح بعض الحقائق العلمية التي تحدث عنها القرآن الكريم.
- يجب أن يؤكد المنهج المقرر على استخدام المدرسين لكل وسيلة.
- أن يقوم قسم الوسائل بكليات التربية والكليات المتوسطة وإدارات التعليم، بالتعاون مع أقسام المناهج وطرق التدريس في تلك الكليات وفي كليات الشريعة وأقسام الدراسات الإسلامية، بإنتاج وسائل تعليمية تخدم أغراض تدريس المنهج.
- تنظيم دورات لمدرسي المواد الدينية في الوسائل الخاصة بموادهم وإطلاعهم على كيفية الاستعانة بالوسائل المتاحة، وكذلك استغلال الخامات البيئية الموجودة في إيجاد وسائل دينية جديدة.
- على قسم الوسائل بالوزارة أن يضع خطة لتغطية كل مواضيع المواد الدينية بالوسائل المناسبة، وذلك بالاشتراك مع إدارات المدارس، ومدرسي المواد الدينية، وبعض علماء الدين.
- تعيين اختصاصي مواد دينية للوسائل التعليمية الدينية في قسم الوسائل بالوزارة.
- طرح موضوع الوسائل التعليمية لمناقشة عامة، يشارك فيها من يوثق بعلمهم، للخروج بقناعة في عدم حرمة هذه الوسائل، أو بعضها، من قبل بعض مدرسي المواد الدينية.
- إيجاد كتاب للمعلم في المواد الدينية، يوضح أفضل الطرق والوسائل التي يمكن أن تستخدم لكل درس.
- استغلال معامل اللغات كوسيلة تعليمية في المواد الدينية، وذلك لدورها الكبير في تسهيل تدريس تلك المواد، وعلى المسؤولين عنها أن يزودوها بأشرطة عليها القرآن الكريم، ليستفاد منها في تعليم التــلاوة وكيفيـة التجويد ومخارج الحروف إلى غير ذلك.
- على المختصين من موجهي ومدرسي المواد الدينية، تقديم تصميمات لوسائل يمكن إنتاجها بمعرفة قسم الوسائل، مع عدم الاكتفاء بما ينتج على مستوى المدارس.
كما تقدم اليوسف بعدد من التوصيات من أهمها:
- إجراء دراسة تجريبية عن أثر تدريس المواد الدينية بواسطة استخدام الوسائل التعليمية للبنين والبنات.
- إيجاد كتيب يوضح كيفية استخدام الوسائل التعليمية في تدريس المواد الدينية.
- أن تحتوي الكتب المقررة في المواد الدينية، على خرائط ورسوم وأشكال توضيحية، ورسوم بيانية، لتساعد كوسائل تعليمية في توضيح حقائق الدروس.
(أثر استخدام الوسائل التعليمية في تدريس بعض موضوعات التوحيد للصف الأول المتوسط على تحصيل التلاميذ) (1):
استهدفت الدراسة، التي أعدها توفيــق بديـوي، التعرف على ما إذا كان هناك فرق في تحصيل تلاميذ الصف الأول المتوسط بالنسبة لبعض موضوعات التوحيد عند دراستهم لها باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة وبدون استخدامها، وكذلك إثبات أن بالإمكان عمل وسائل تعليمية في مادة التوحيد واستخدامها في تدريسها. كما كان من أهداف الدراسة أيضًا تشجيع مدرسي مادة التوحيد على استخدام الوسائل التعليمية في تدريسهم لها.
وقــد أشــار الباحث إلى أن الذي دفعه إلى إجـراء هذه الدراسة هو أن هناك ما يشبه الاعتقاد لدى مدرسي مادة التوحيد أنها غير قابلة لاستخدام الوسائل التعليمية فيها، وأنها غير محتاجة إلى ذلك، مع أنها في نظره ربما تكون أحوج المواد الدراسية جميعًا إلى استخدام الوسائل التعليمية في تدريسها للتلاميذ، وخاصة الصغار الذين لا يقدرون على إدراك المفاهيم والمعاني المجردة التي تكثر في هذه المادة.
وكانت أداة الدراسة اختبارًا أعده الباحث خصيصًا لأغراض الدراسة، حيث جرى اختيار مجموعتين متماثلتين تقريبًا من تلاميذ الصف الأول المتوسط، جعل إحداهما ضابطة والثانية تجريبية، وقام بتدريس المجموعتين نفس الدروس، واستخدم الوسائل التعليمية مع المجموعة التجريبية ولم يستخدمها مع المجموعة الضابطة، ثم قام بتطبيق الاختبار على المجموعتين.
وخلصت الدراسة إلى أن التحصيل الدراسي للتلاميذ الذين درسوا بعض موضوعات التوحيد باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة فاق تحصيل الذين درسوا هذه الموضوعات دون استخدام هذه الوسائل. وقد شمل تفوق تحصيل التلاميذ الذين استخدمت معهم الوسائل التعليمية كل جوانب هذا التحصيل، من اكتساب المعلومات والحقائق، ومن حسن الفهم وعمقه، ومن قدرة على تطبيق ما تعلموه على مواقف جديدة، ومن اكتسابهم لمهارات تدريسية مناسبة.
كما أثبتت الدراسة أن التلاميذ الذين استخدمت الوسائل التعليمية في تدريسهم، قد أظهروا رغبة في الدراسة ومشاركة وانتظامًا فيها، أكثر من التلاميذ الذين لم تستخدم في التدريس لهم تلك الوسائل.
وكان مما أوصى به توفيق بديوي في ختام دراسته، أن تعمل الهيئات المعنية على تكوين لجان مهمتها إعداد وسائل تعليمية مناسبة لمادة التوحيد، وكذا عقد دورات لمدرسي ومدرسات التربية الإسلامية يتدربون فيها على كيفية ابتكار الوسائل التعليمية المناسبة وإنتاجها واستخدامها، وعلى استخدام الآلات والتقنيات التي تتطلبها هذه الوسائل بأنواعها المختلفة.
(أهم مشكلات تدريس التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية بمنطقة الرياض التعليمية - دراسة مسحية) (1):
استهدفت الدراسة التعرف على أهم مشكلات تدريس فروع مادة التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية، والتوصل إلى المقترحات والوسائل اللازمة للتغلب على تلك المشكلات، وكذا تقديم مقترحات لتطوير مناهج فروع مادة التربية الإسلامية وتحسين تدريسها في المراحل الابتدائية خاصة، وفي مراحل التعليم العام بصفة عامة.
وكانت أداة البحث استبانة أعدها الباحث صالح المفدى موجهة إلى مدرسي التربية الإسلامية والموجهين والمديرين بالمرحلة الابتدائية، وتكونت الاستبانة من سبعة مجالات أو محاور كان أحدها طرق التدريس والوسائل التعليمية.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج كان من أهمها:
- اتفق المدرسون والمديرون على أن محتوى مناهج التربية الإسلامية لا يتناسب والمستوى العقلي للتلاميذ.
- اتفق المدرسون والمديرون والموجهون على أن طرق تدريس التربية الإسلامية تفتقر إلى عنصر التشويق وإثارة اهتمام التلاميذ.
- اتفق المدرسون والموجهون على عدم وجود وسائل تعليمية في مجال تدريس التربية الإسلامية.
- اتفق المدرسون والمديرون والموجهون على عدم وجود مختبرات صوتية لدروس القرآن الكريم.
- اتفق المدرسون والمديرون على أن الإعداد التربوي لمدرسي التربية الإسلامية ضعيف.
ومن أهم التوصيات التي أوصى بها الباحث ما يلي:
- ضرورة مراعاة المستوى العقلي للتلاميذ عند وضع محتوى مناهج التربية الإسلامية.
- أن توضع أهداف عامة وأخرى خاصة لمناهج التربية الإسلامية، بحيث تكون مبنية على أسس تربوية.
- أن يكون هناك ترابط بين مناهج التربية الإسلامية ومناهج العلوم الأخرى مثل اللغة العربية والتاريخ والعلوم الطبيعية.
- ضرورة العمل على جعل طرق تدريس التربية الإسلامية مشوقة ومثيرة لاهتمام التلاميذ.
- أن تقوم الجهات المختصة بتوفير جميع أنواع الوسائل التعليمية المناسبة لتدريس التربية الإسلامية.
- أن تعمل الجهات المختصة على إيجاد مختبرات صوتية لدروس القرآن الكريم.
- أن يوضع كتاب مرشد لمعلم التربية الإسلامية، يبين فيه أفضل الأساليب وأنسب الطرق لتدريس هذه المادة، مع بيان ما يمكن استخدامه من وسائل، وما يؤدى من أنشطة.
- أن تهتم الجهات المسؤولة برفع مستوى التأهيل المهني لمدرسي التربية الإسلامية.
(أثر استخدام الفيلم التعليمي المسجل على شريط فيديو في تعليم مناسك الحج للصف الثاني متوسط) (1):
استهدفت هذه الدراسة للباحث صالح الدباسي التعرف على أثر استخدام الفيلم التعليمي المسجل على شريط فيديو في التحصيل المباشر للطالب ومدى احتفاظه بالمعلومات. وكذا إمكانية استخدام الصور المتحركة بالفيديو في تدريس المواد الدينية.
وقد أجريت الدراسة على عينة عشوائية قوامها ( 249 ) طالبًا بالسنة الثانية بالمرحلة المتوسطة بمدينة الرياض. وتم اختيار فصول أفراد العينة بطريقة عشوائية داخل كل مدرسة، كما قسمت العينة المختارة بالطريقة نفسها إلى ثلاث مجموعات بحسب متغيرات البحث، إحداها ضابطة والأخريان تجريبيتان ( أ ) و(ب ).
أجري لأفراد المجموعات الثلاث اختبار تحصيلي أولي، وذلك لمعرفة ما لديهم من معلومات سابقة عن موضوع الحج. ثم أعيد تطبيق الاختبار التحصيلي مرة أخرى بعد التجربة مباشرة، وذلك لقياس أثر التعلم من الفيلم تبعًا لمتغيرات البحث. كما أعيد تطبيق الاختبار التحصيلي مرة أخرى بعد التجربة بعشرة أيام لمعرفة مدى الاحتفاظ بالمعلومات مدة أطول، وذلك على أفراد المجموعات الثلاث.
ولقد أوضحت نتائج هذه الدراسة أن للفيلم التعليمي (المسجل على شريط فيديو ) مع المدرس أثرًا له دلالة في تعليم مناسك الحج والاحتفاظ بها مدة أطول، وذلك لما يحققه من تشويق للطالب واستثارة لاهتمامه.
وقد أوصى الباحث بضرورة التأكيد على أهمية استخدام الأفلام التعليمية وأشرطة الفيديو، واعتبارها جزءًا أساسيًا في العملية التعليمية. كما أوصى بإنتاج فيلم تعليمي عن مناسك الحج والعمرة، وتعميمه على المدارس واستخدامه، إضافة لأسلوب التدريس التقليدي.
(أثر استخدام مختبر اللغة في تعليم أحكام التلاوة: دراسة تجريبية) (1):
استهدفت هذه الدراسة استقصاء أثر مختبر اللغة في تعليم الطلبة أحكام تلاوة القرآن الكريم، مقارنة بالتعلم حسب الطريقة العادية التي تتم في حجرة التدريس.
وقد أجريت الدراسة على طلبة الصف الثاني الإعدادي في المدارس النموذجية لجامعة اليرموك بالأردن، وعددهم أربعون طالبًا وطالبة، حيث يتم تقسيمهم إلى مجموعتين متكافئتين: تجريبية وضابطة.. واستمرت الدراسة ثمانية أسابيع بواقع حصة واحدة أسبوعيًا. وتعلم الطلبة في هذه الفترة سورتي ( الصافات ) و(ص ).
وفي نهاية الدراسة أعطي أفراد المجموعتين اختبارًا يقيس الأداء في تلاوة آيات تم التدريب عليها. وقومت لجنة مختصة مكونة من ثلاثة أعضاء أداء الطلبة. وأظهرت الدراسة وجود فرق ذي دلالة إحصائية يعزى إلى طريقة التدريس، إذ تفوقت المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة عندما اختبر الجميع في آيات تم التدريب على تلاوتها. وقد ظهرت هذه الفروق على وجه الخصوص في أحكام القلقلة والإدغام والإخفاء، بينما لم تظهر في حكمي المد والغنة. أما عندما اختبر أفراد الدراسة في آيات لم يتم التدريب عليها فإنه لم تظهر فروق ذات دلالة تعزى للطريقة.
وقد أوصت الدراسة بضرورة إجراء دراسات أخرى لاستقصاء أثر مختبر اللغة في ظل وجود عوامل أخرى، مثل طول الفترة الزمنية التي يستغرقها التدريب في المختبر، ودرجة إتقان المعلم لأحكام التلاوة، والمناخ السائد في حجرة التدريس.
تعقيب عام:
ومن خلال استعراض هذه الدراسات، يتبين أنها متفقة على قلة استخدام الوسائل التعليمية في تدريس مادة التربية التربية الإسلامية، وأن بعض مدرسي هذه المادة يرون أنها لا تحتاج إلى استخدام وسائل تعليمية في تدرسيها أصلاً، وأن الجهات المختصة لم تقم بتوفير الوسائل التعليمية اللازمة لتدريس المادة في المدارس.
وقد تميزت دراسات كل من بديوي والدباسي وصالح وملكاوي بأنها دراسات تجريبية عن أثر الوسائل التعليمية في تدريس مواد التربية الإسلامية، حيث كانت الأولى في مادة التوحيد، والثانية في مادة الفقه، والثالثة في مادة التجويد. وجاءت نتائجها لتدعم وتعزز الاتجاه الداعي إلى ضرورة استخدام الوسائل التعليمية المناسبة في تدريس التربية الإسلامية.
غير أن جميع هذه الدراسات، لم يكن من أهداف أيٍّ منها التعرف على وسائل التعليم التي استخدمها الرسول في تعليم أصحابه رضي الله عنهم، مما يبرر إجراء مثل هذه الدراسة