و المْدَيَنَةٌ خًيْرٌ لَهْمُ لَو كَانُوا يَعَلَمْووووووون ~
نفحات من الوجدان أسوقها إلى موطن بداية الرسالة المحمدية
و إلى منطلق الفتح المبين الذي غمر
أرجاء الدنيا من خلال أرضها
و طهر الوجود من أردان الشرك و الشك والجهالة من ربوعها
ونظم عقد الجمان الغاية في البهاء والحسن والجمال
على تلالها وثراها ومسجدها ..
إلى موكب الأرض الحفية بسيد الخلق
و إلى مرتع الفؤاد التي ضمت بين أحضانها أعظم رجل عرفته
الدنيا ، و ولدت بين أحشائها أعلام ورجال لن ينساهم التاريخ ما بقي ..
إنها زهرة الروح ، ونقاء النفس ، ومنية العاشق ، و باسقة الأرض
و طويلة المناقب والعرض ، ناثرة
مشاعر الرجال على أحضانها ، وساكبة الدموع لمحبيها و خلانها
الندى يلوح على وجنة من احتواه شيء
من حبها ، والصفح رسالة لمن حفظ في وجدانه من عاش على أرضها ..
أنا المدينة مـن فـي الكـون يجهلنـي ... ومـن تـراه درى عنـى ومـا شـغـلا
تتلمـذ المجـد طفـلا عنـد مدرسـتـي ... حتـى تخـرج منهـا عالـمـا رجــلا
هي نداء العاشق لمن أحب المصطفى ، و هيام الوجد لمن لأثره و نهجه أقتفى
فجال يطوف على ثراها
، بين قباء و جبل أحد ، و بين البقيع وبدر ، يطوف بناظرة يتقفاها
و يتنهد بصدره ليحوز على هواها ،
فنسماتها غالية ، و أركانها وبقاعها في الوصف سامية عالية ..
هناك كان قوم أخيار ، حازوا قدراً و به كانوا مع السفرة الأبرار
أعلنوا للدنيا ميلاد أنوار ..
للطيبة الطيبة ، كانت هذه الكلمات تهتز طربا من شوق ما ألم بها
وتنتشي فخرا لسعد ما حل عليها
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ..
هناك تسكن النفوس ، و ترتاح فكأنما هي في دارها
وكأنما هي في قرارها ، من رحل إليها ما أطاق
البعد عنها ، و من عاش فيها كان الشوق مصيره إذا ابتعد منها
وحق لها ، فالمدينة خير لهم لو كانوايعلمون ..
أرض إذا جئتها أهدتك زينتها .. حمّالة الورد لا حمالة الحطب
موطن النخيل الباسقات ، المحمية من نوائب الدهر القاصمات
المجارة من دجال الكفر إذا ما انقلب
على عقبيه يبغي لمؤمنها الشتات
( على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) ....
على أرضها سفكت الدماء لأجل إعلاء التوحيد
وعلى ربوعها قطعت الرؤوس و الأجساد
لأجل أن يتم البناء والتجديد ، فيتبدل الظلام إلى نور
ويتبدل الحقد إلى سرور ..
إنها المدينة ، بجبالها و وهادها وسهولها ، بسمائها وبأرضها وربوعها
بجلالها و كمالها وصفائها ونقائها
بطيورها و بيوتها و رجالها ، بالروضة الغراء تغمر مهجتي بجمالها
بالقبة الخضراء يشرق وزنها في ناضري ودلالها
بالمسك يغمرني و يمسح غربتي هذي المدينة قد بدت أطلالها ..
المدينة الاسم الذي يحن له كل مؤمن ، و يرق له قلب كل موحد
ويشرق له ضمير كل مسلم ..
حسبي فلستُ أفي ببعضِ صِفاتـها ... لو أن لي عـدد الـورى أفواهـا
يكفي في جلالها وقدرها ، أن خير الورى أحبها
و أنه دفن بأرضها ، فحبها مقرون بحبه
و حنينها ممزوج بالحنين إليه ..
المدنية وصفحة من الذكرى الغابرة المليئة بالأشجان
حكاية رسالة احتوت خير مكان ، و رواية حسن قد أعجزت كل بنان
و أجهدت كل لسان ..
و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ..
يا ليتني أموت بأرضها ، وأدفن بين جنباتها ،
و تزهق روحي على رابيتها ..
و تغيب أنفاسي على مهادها
و تتحلل جثتي بين ترابها ..
(من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن يموت بها )
وهذه إنشوووده زاد شوقي للمدينة والحبيب للمنشد بندر عاشور>>>
وهذا رابطRM:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وهذا MP3:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]