هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كل عام وأنتن بخير أسأل الله أن يجعله عام خير وبركة على الجميع 
 
ملاحظة هامة : نقدك لإنتاج زميلاتك سواء بالإيجاب أو السلب يؤكد حضورك معنا هنا ويزيد من درجاتك
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

    تونس وقصة الحرب على الحجاب !! ومصير الحجاب في تونس ....مقال

    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    تونس وقصة الحرب على الحجاب !! ومصير الحجاب في تونس ....مقال Empty تونس وقصة الحرب على الحجاب !! ومصير الحجاب في تونس ....مقال

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 16 يناير 2011 - 4:43

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    تونس وقصة الحرب على الحجاب
    إنه لغز معقدجدًّا، ومحيِّر للغاية.. هذا الذي نراه في تونس!
    إنها حرب منظمة ومستمرة دون كلل أوملل ضد حجاب المرأة المسلمة!!
    فتونس دولة إسلامية منذ الأيام الأولى للإسلام، وليستدولة إسلامية عادية،
    بل إنها دولة رائدة كان لها السبق في الإسلام في منطقة شمال إفريقيا، وكانت قاعدة مهمَّة لانطلاق الجيوش والدعاة والعلماء إلى أقطار إفريقياالمختلفة، وبها القيروان من أعظم الحواضر الحضارية الإسلامية، وفيها جامعة الزيتونةالمنارة الإسلامية الشاهقة، والتي كان لها أبلغ الأثر في نشر الدعوة الإسلامية، وفي الحفاظ على ثوابت الدين والعقيدة، لا في تونس وحدها ولكن في العالم الإسلامي بأسره.

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    جامع القيروان في تونس الإسلاميةإنها تونس المسلمة
    التي كانت قاعدتنا لفتح الأندلس ثم صقلية.



    تونس المسلمة بشعبها الذي يعشق الإسلام بالفطرة،والذي يمثل الأغلبية الكاسحة من إجمالي عدد السكان، حيث يصل المسلمون في تونس إلى 98% من العشرة ملايين الذين يسكنون تونس الحبيبة؛ لهذا كله نقول إن الحرب على الحجاب في تونس لغز معقد !
    وآخر فصول هذه الحرب ما رأيناه مؤخرًا في الأسبوع الماضيمن
    قرار بعض الجامعات التونسية أن توقِّع الطالبات الملتحقات بالجامعة
    على أنهن لن يدخلن الجامعة إلا "برأس مكشوف"!!
    هكذا.. فليس الممنوع هو الحجاب فقط،
    ولكن الطاقيةأو القبعة أو المنديل أو أي شيء يغطِّي الشعر للمرأة!!
    والطالبة التي لن توقع على المرسوم لن تدخل الجامعة،
    بل وستتعرض لملاحقة قضائية على حدِّ وصف المرسوم.
    كما لم يغفل المرسوم الطلاب الذكور،
    حيث شرط عليهم دخول الجامعة "بذقن محلوق"؛
    حيث إن اللحية تُعَدّ خطرًا داهمًا على الجامعات التونسية!!
    ما هذا الذي نراه في تونس الحبيبة؟!
    إنه انتهاك خطير لحرمة المرأة المسلمة،
    بل إننا لا نرى مثل هذا الانتهاك في دول غير إسلاميةمعروفة بعدائها للمسلمين
    ، فهل صارت الحرب ضد الإسلام في تونس أشد ضراوةً من حروب غير المسلمين؟!
    ولكي نفهم هذا اللغز المعقد لا بُدَّ من العودة إلى الجذور،
    ولا بدمن دراسة القصة من أوَّلها،
    وهي في الواقع قصة مؤلمة غاية الإيلام.

    جذور قصةالحجاب في تونس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    منع الحجاب في تونس
    لقد عاشت تونس قرونًا طويلة تحافظ على الإسلام وقيمه ومبادئه، ولم تهتز فيها الثوابت الإسلاميةعلى مر عصورها السابقة، غير أنه في سنة 1881م ابتليت تونس بالاحتلال الفرنسي الذيغيَّر كثيرًا من الأوضاع في الشقيقة تونس.


    إن الاستعمار الفرنسي استعمار خاص جدًّا، له سمات معينة معروفة للدارسين،
    ولعلَّ من أهم سماته أمرين مهمَّين..


    أما الأمر الأول -وهو الأخطر- فهو الاهتمام بتغيير ثقافةالمجتمع الذي تقوم فرنسا باحتلاله،
    وتحويل مبادئه وثوابته وقيمه إلى النظا م ا لفرنسي، ويشمل ذلك اللغة والأخلاق وطرق التعليم والإعلام، وغير ذلك من أمور تحددهوية البلد. ولا يسعى الفرنسيون -بخبثٍ شديد- إلى مهاجمة الدين بأنفسهم، ولكن هم ينتقون بعض الرموز والنُّخب السياسية والدينية والفكرية من أهل البلد المحتَلّ
    ليقوموا هم بتشجيع أهلهم على هجر ثوابتهم، والاتجاه إلى الثقافة الفرنسية بكل طاقاتهم.


    وتهتم فرنسا أن تتابع هذا التغير الثقافي حتى بعد خروجها من البلاد المحتلة، ولا تتوانى عن توفير وسائل الاتصال الدائم بين الشعوب المحتلة وبين الجامعات والمراكز الثقافية والمنتديات الفرنسية؛ حتى يستمر المد الثقافي الفرنسي في البلد حتى بعد خروج الجيوش الفرنسية، وهذا ما يفرز مواقف سخيفة للغاية مثل التي نراها الآن في تونس من حرب على الحجاب والإسلام، مع أن الجنود الفرنسيين خرجوا من 53 سنة!


    وأما الأمر الثاني الذي يميز الاحتلال الفرنسي فهو الضراوةالشرسة، والعنف المبالَغ فيه مع الذي لا يسير وفق المخطط الفرنسي؛ ولذلك ليس عجيبًاأن ترى عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من الشهداء في البلاد التي تحتلها فرنسا، بلتجاوز العدد رقم المليون في الجزائر الحبيبة، وهذا العنف منهج أصيل تورثه فرنسا إلى أتباعها في أيِّ بلد محتل، فتصبح هذه القبضة الحديدية هي وسيلة الإدارة للبلاد
    بعدتحررها من المحتلين الفرنسيين.


    هذا هو الاحتلال الفرنسي.. علمانية تكره الإسلام وتمقته وتسعى إلى هدم ثوابته، وعنف ظاهر يكسر عظام كل من يقاومه.


    دخل الاستعمار الفرنسي تونس سنة 1881م بهذه المبادئ، وواجهه الشعب التونسي الأصيل بمقاومة شرسة، وسقط الشهداء والشهداء، ولكن فرنسا بدأت فيتدرج في ممارسة سياستها الماكرة باستقطاب رموز تونسية تتولى تحطيم الثوابت الإسلامية..
    وكانت فرنسا تعلم أن إفساد المرأة التونسية المسلمة
    هو أحد أهم معاول الهدم في المجتمع؛
    ففساد المرأة سيدمِّر الأسرة، وسينشر الإباحية بين الشباب،
    وسيلهي هؤلاء الشباب عن أدوارهم تجاه وطنهم وأمتهم ودينهم.


    وبداالفرنسيون وكأنهم يقرءون أحاديث رسول الله
    المحذِّرة من فتنة النساء أكثر من قراءة المسلمين أنفسهم لهذه الأحاديث،
    فوضحت أمامهم الرؤية، بينما غابت الرؤية عن كثيرٍ من المسلمين..
    روى الترمذي وحسنه عن عبد الله بن مسعود
    أن رسول الله قال: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان".


    وروى مسلم عن أبي سعيدالخدري
    أن رسول اللهقال: "واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
    فهذه هي أول فتنة، ثم تأتي الفتن بعد ذلك تباعًا.
    وروى مسلم عن أبي هريرةأن رسول الله قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقريضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البختالمائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذاوكذا"
    .إن هذا العقاب الشديدلهذه النساء ليس مردُّه إلى وقوعهن في ذنب يخصهن فقط،
    بل إن هذا الذنب الذي ارتكبنه
    أدى إلى إفساد المجتمع الذي يعشن فيه؛
    لذلك فالمرأة الكاشفة لشعرها وجسدها تحمل من السيئات بقدر من يراها من الناس،
    وهذا يثقل كاهلها، فتقع بأوزارها في النار، ولاتجد ريح الجنة. .
    روى الترمذي عن أبي موسى الأشعري
    أن رسول اللهقال: "كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا"
    يعني زانية.
    وفي روايةالنسائي تصريح بأنها زانية،
    حيث قال رسول الله : "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"؛
    ذلك لأنها دفعتهم إلى النظر إليها،
    وأوقعتهم في زناالعين، وقد يدفع هذا بعد ذلك إلى الزنا الحقيقي.

    إن الأمر جِدُّ خطير!
    لقد كانت فرنسا تقرأ -بخبث شديد- هذه المعاني والتوجيهات
    فعلمت أن إفساد المجتمع المسلم يعتمد على إفساد المرأة،
    ومن ثَمَّ اجتهدت بكل طاقتها في إخراج المرأة التونسية المسلمة من حجابها وحشمتها وعفتها
    ،واجتهدت في إيجاد جيل من المفكرين العلمانيين والسياسيين الفاسدين
    الذين يحملون هذاالملف الدنيء، ويدافعون عنه أكثر من الفرنسيين ذاتهم.
    علماني و تونس والحجاب كانت البداية في أوائل العشرينيات
    (بعد 40 سنة من الاحتلال الفرنسي)
    عندمادفع الفرنسيون أذنابهم من العلمانيين التونسيين
    لكي يناقشوا مسألة حجاب المرأة،وأعلن هؤلاء أن تغطية وجه المرأة فيه اضطهاد لها،
    كما أنه يعطِّل مسيرتها في خدمةالمجتمع..
    وثار علماء الزيتونة في وجه هؤلاء المخرِّبين
    ، واحتدم جدال شرس بين الفريقين، واعتبر العلماء الأفاضل أن هذا هجوم على الإسلام ذاته
    ، ومن ثَم تكاتفوا لكشف هذا المخطَّط الفرنسي الخبيث.


    ثم حدث تطور نوعي في الحرب ضد الحجاب عندما عقدت جمعية "الترقي" الثقافية -
    وهي جمعية علمانية متفرنسة- ندوة بعنوان "معأو ضد الحركة النسوية"، وذلك في 15 يناير سنة 1924م، وفوجئ الجميع بدخول "منوبيةالورتاني" -وهي إحدى التونسيات المتفرنسات- القاعة، وصعود منبر الجمعية، وهي كاشفةوجهها، داعية المرأة التونسية إلى "التحرر" من الحجاب!
    إنه نفس السيناريو الذي قامت به قبل ذلك بسنوات قليلة في مصر
    هدى شعراوي وصفية زغلول.. {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْهُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات: 53].

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    مظاهرات لنصرة الحجاب
    وقامت الدنيا ولم تقعد في تونس، واحتدم النقاش والصراع،
    وطرحت القضية بعنف في الصحف والمجلات
    ، وناقشها الشارع التونسي، واستنكرها أغلب الشعب،لكنها كانت بداية.



    مرت خمس سنوات كاملة دون أن تتجرأ امرأة تونسيةأخرى
    على تكرار تجربة "منوبية الورتاني"، ولكن في يوم 8 يناير سنة 1929م عقدت نفس الجمعية (جمعية الترقي) ندوة بنفس العنوان (مع أو ضد الحركة النسوية)
    ، وقامت "حبيبةالمنشاري" بإلقاء محاضرة في هذه الندوة وهي كاشفة لوجهها،
    وتحدثت عن تعاسة الفتاةالتونسية التي تغطِّي جسدها بالحجاب،
    بينما تعيش الفتاة الفرنسية في حريةوانطلاق.
    طاهر الحداد والتحرر من الحجاب
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    طاهر الحدادوفي سنة 1930م حدث تطور نوعي آخر عندما قام منحرف علماني يُدعى "طاهر الحداد" بإصدار كتاب تحت عنوان "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"، وفي هذاالكتاب تهجَّم بشدة على ثوابت الدين، ودعا المرأة إلى نبذ الحجاب والتحرُّر منه،ودعا إلى نزع حق الطلاق من يد الرجل وإعطائه إلى القضاء، ودعا إلى رفض تعددالزوجات، ودعا أيضًا المرأة إلى الخروج إلى كل الساحات بما فيها الساحات الرياضية،ومنافسة المرأة الأوربية في الألعاب المختلفة، وهاجم الإسلام الذي يفرض قيودًاكثيرة على المرأة تعوق مسيرتها في المجتمع.


    ومع كون تونس محتلة في ذلك الوقت من فرنسا إلا أن الكتاب أحدث ثورة مضادة قام بها العلماء والإعلام والشعب نفسه، فقد كانت ثوابت الدين واضحة إلى حد كبير في عيون المجتمع برغم الاحتلال..


    لقد صدرت عدة كتب تهاجم هذا الكتاب المضلّ، كان منها "الحدادعلى امرأة الحداد" للشيخ محمد الصالح بن مراد، وكتاب "سيف الحق على من لا يرى الحق" للشيخ عمر البري المدني، وقامت عدة صحف مثل "الزهرة" و"النهضة" و"الوزير"
    بمهاجمةطاهر الحداد بشدة، ووصل الأمر إلى إصدار فتوى وقّع عليها
    العلاّمة الكبير "الطاهربن عاشور" بتكفير الحداد، وضرورة مصادرة الكتاب.


    وفتح هذا الكتاب الباب أمام العلمانيين الآخرين للكلام بجرأة في حق الحجاب
    ، وهذا ما يدعو العلمانيين الآن إلى اعتبار طاهر الحداد "رائد نهضة المرأة التونسية"،
    ومع ذلك فمظاهر السفور لمتتفشَّ بشكل كبير في المجتمع التونسي الذي ظل محافظًا على ثوابته الإسلامية برغم التغريب المستمر، وتحررت تونس من فرنسا سنة 1956م.
    بورقيبة والتشريعات المخالفةللإسلام لكنها -للأسف- لم تتحرر من العلمانيين المتفرنسين، الذين يحملون أسماءً إسلامية، ويتخذون شكلاً تونسيًّا، لكنهم يحملون قلوبًا تمتلئ بالضغينة على الإسلام أشدَّ من الفرنسيين أنفسهم!
    لقد تولى حكم تونس "الحبيب بورقيبة"..


    وما أدراك مَن ا لحبيب بورقيبة!!

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    الحبيب بورقيبةلقد أصدر هذا الرجل بعدثلاثة أشهر فقط من الاستقلال مجلة أسماها
    "
    مجلة الأحوال الشخصية"، وفي هذه المجلةبدأ يصدر التشريعات التي تعيد تشكيل المجتمع التونسي وفق الرؤيةالفرنسية، بل وأفسد!!



    وهكذا صدرت التشريعات المخالفة للإسلام منذالأيام الأولى لحكم بورقيبة،فصدر قانون منع تعدُّد الزوجات، وحدثت القصةالهزلية التي داهمت فيها الشرطة بيت رجل أشيع عنه أنه تزوج بامرأة ثانية،فلما وجدوه مع زوجته الثانية قال لهم: إنها عشيقتي!
    فتركوه معتذرين؛ لأن اتخاذ عشيقة حرية شخصية،بينما اتخاذ زوجة ثانية جريمة يعاقب عليهاالقانون!!


    وصدر قانون يبيح التبني، وصدر أيضًا قانون يمنع الزوج منالعودة إلى مطلقتهالتي طلقها ثلاثًا بعد طلاقها من زوج غيره،وصدر قانون يمنع الزوج من طلاق زوجته إلا بإذن من القضاء. وسمح بورقيبة للمرأة بالإجهاض،بل سمح للزوجة أن تجهض نفسها دون استشارة زوجها،ورفع سن زواج الرجال إلى عشرين سنة، والبنات إلى 17 سنة،بل إن تونس صادقت على اتفاقية نيويورك المؤرخة في 10ديسمبر سنة 1962م، والتي تقضي بأن من حق المرأة أن تتزوج من أي رجل دون اعتبارللدين، ومن ثَم يمكن للمرأة التونسية المسلمة أن تتزوج من غيرمسلم!


    لقد صدرت هذه القوانين تباعًا في مجلة الأحوال الشخصية، وحدثت اعتراضات كبيرة جدًّا في المجتمع التونسي، غير أن بورقيبة الذي تشرَّب المنهج الفرنسي كاملاً واجه هذه الاعتراضات بدموية شديدة، وبقسوة بالغة، ولم ينظر إلى أن الدستور التونسي يعتبر الإسلام دين الدولة، ولعب بمشاعر الشعب بشكل لم يره الشعب من المحتل الفرنسي! ووقعت المرأة التونسية -للأسف الشديد- في شراك فرنسا وبورقيبة،وخرجت من حجابها وحشمتها، وانزلق المجتمع التونسي في هاوية الإباحية، واتجهت الكثيرمن التونسيات إلى فرنسا بعقولهن وقلوبهن، ورأت البلاد شرًّا مطيرًا.
    بورقيبةوحظر الحجاب في تونس ولكن -يا إخواني وأخواتي- الإسلام قد يضعف، ولكنه أبدًالا يموت.. لقد ظهرت في السبعينيات الصحوة الإسلامية في تونس كما ظهرت في بلادإسلامية عديدة، وبدأ المخلصون والمخلصات من أبناء تونس يعملون لإعادة المجتمع التونسي إلى الله
    ، فهل سكت بورقيبة على هذه الأوضاع الجديدة؟!


    لقدتحرك بورقيبة -في تهور عجيب- تحركًا مشينًا،وقام في سنة 1981م عندما رأى ظاهرةانتشار الحجاب -
    بإصدار قانون عُرف بالقانون رقم (108)
    يحظر فيه ارتداءالحجاب على المرأة التونسية!!


    لقد أصبح الحجاب مجرَّمًا في تونس بحكم القانون!!


    والسبب الذي أعلنه بورقيبة لهذا التهور هو أن الحجاب زي طائفي،
    يؤدي إلى انقسام المجتمع،مع أن نسبة المسلمين في تونس أكثر من 98%،ونسبة النصارى 1%
    ، ونسبة اليهود أقل من 1%!

    إنها الجريمةالمنكرة، والبلية العظمى!

    ونشطت الشرطة في مطاردة المحجبات في الشوارع،
    ومنعت المحجبات من الأعمال الحكومية،وتعرض الأزواج والآباء للمساءلة في حالةوجود محجبة في بيوتهم،بل إن المحجبة كانت لا تستطيع أن تلد في مستشفيات الحكومة!!

    لقد كانت حربًا سافرة على العفة والمرأة المسلمة
    ، بل إن الحرب في الحقيقةكانت على الإسلام ذاته؛
    فبورقيبة لم يكن يضرب الإسلام في هذا الباب فقط
    ،بل كان يهزُّ كل ثوابت الدين، حتى إنه كان يدعو شعبه إلى الإفطار في رمضان
    ؛لأن الصيام -على حد تعبيره- يقلل الإنتاج!

    وفي خطوة تأكيدية لهذاالقانون الإجرامي

    صدر قانون آخر يُعرف بقانون (102) في سنة 1986م
    يؤكد على خطرالحجاب على نساء تونس!!


    ونتيجة لهذا الاضطهاد غير المسبوق، والذي لم نره من التتار أو الصليبيين أو الفرنسيين،
    قَلَّ الحجاب جدًّا في تونس لدرجة تقتر ب من الانعدام،
    وتراجعت الصحوة الإسلامية خطوات كبيرة،
    وامتلأت السجون بالمعتقلين الإسلاميين الذين وقفوا في مواجهة هذا الإفساد.

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وفي عام 1987م -
    وبعد 31 سنة من حكم بورقيبة-
    قام وزير الداخلية "زين العابدين بن علي"
    بانقلاب على الرئيس بورقيبة ليتولى زمام الحكم في البلاد،
    من وقتها وإلى زماننا هذا!


    تُرى ماذا فعل زين العابدين في فترة رئاسته؟
    وهل التزم بقوانين بورقيبة أم خالفها؟
    وما هومصير معركة الحجاب في تونس؟
    وما هي الآثار المتوقعة لهذه الحرب الضروس على ثوابت الدين؟
    وأخيرًا ما هو دورنا تجاه هذه الهجمة الشرسة على الحجاب والإسلام؟


    هذه الأسئلة مهمَّة تحتاج إلى مقال خاص

    ، وستكون بإذن الله موضوع مقالناالقادم.
    وأسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
    د. راغب السرجاني

    </STRONG>





    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    تونس وقصة الحرب على الحجاب !! ومصير الحجاب في تونس ....مقال Empty رد: تونس وقصة الحرب على الحجاب !! ومصير الحجاب في تونس ....مقال

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 16 يناير 2011 - 5:02




    د. راغب السرجاني
    قصة الحجاب في تونس قصة مؤلمة حقًّا.. ولقد تناولت في مقالي السابق
    "تونس وقصة الحرب على الحجاب" تفاصيل القصة من أوَّلها، وكيف

    أن المستعمر الفرنسي الخبيث استغل بعض الرموز التونسية من الرجال والنساء لينفِّذوا مخطَّطه الرامي إلى إخراج المرأة من حجابها وعفتها بُغية تدمير المجتمع التونسي وتغريبه، وبهدف إفقاده لهويته الإسلامية، ولإيقاع الشباب في براثن الشهوة والانحلال.
    . ولقد نجح الاستعمار الفرنسي في ذلك إلى حدٍّ كبير، بل إن نجاحه كان أعظم بعد خروجه من البلاد، حيث استخدم الرئيس السابق بورقيبة في دعم مسيرة الانحلال، والتي وصل الأمر فيها إلى سنّ قانون سنة 1981م يحظر الحجاب على المرأة التونسية!!

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




    زين العابدين يسير على خطا بورقيبة !
    وفي سنة 1987م قام وزير الداخلية "زين العابدين بن علي" بانقلاب على الرئيس بورقيبة، ونجح الانقلاب وتولى زين العابدين حكم البلاد من يومها وإلى حين كتابة هذه السطور،
    فماذا حدث في معركة الحجاب؟!

    إن المعتاد في حوادث الانقلاب أن يعلن الرئيس الجديد رفضه لمنهج الرئيس القديم، وإلاَّ فليس هناك مبرر للانقلاب. وعادةً ما يبدأ الرئيس الجديد في كسب وُدّ الشعب بطريقة أو أخرى حتى تستقر الأوضاع.. لكن هذا في الواقع لم يحدث!!




    لقد أعلن "زين العابدين" في أيامه الأولى وتحديدًا في خطاب له في مارس 1988م أنه متمسك بمنهج بورقيبة في مسألة المرأة والحجاب، وأعلن أنه لن يكون هناك تراجع عن المكاسب التي حققتها مجلة الأحوال الشخصية (وهي المجلة التي كان يصدر فيها بورقيبة تشريعاته الظالمة بخصوص المرأة والأسرة)، وزاد القمع بشدة لرجال الدعوة الإسلامية، وامتلأت السجون بالمعتقلين، وهرب العديد منهم إلى خارج البلاد، وسجلت لجان حقوق الإنسان تجاوزات خطيرة، وازداد تتبع المحجبات واضطهادهم
    . ولقد قابلْتُ الكثير من التونسيين في أوربا وأمريكا، وكان الجميع يذكر أن المرأة التونسية لا تستطيع أن تلبس الحجاب، وإلاَّ تعرضت للقهر والإذلال،
    وأنها إذا ذهبت للعمرة أو الحج تلبس الحجاب بعد مغادرة الطائرة لتونس،
    ثم تعود لخلعه قبل عودة الطائرة إلى الأراضي التونسية!!
    لقد سمعت هذا بنفسي وحكاه لي العديد من أفراد الجاليات التونسية المنتشرة في كل مكان.
    ولقد قابلتُ ظاهرة عجيبة عكسية لكل ما أراه من الجاليات الأخرى؛
    فالمعتاد للمسلم الذي يعيش في أوربا أو أمريكا أن يفكر للعودة إلى بلاده عندما تبلغ بناته سن المراهقة حتى لا تفسد البنات في المجتمع الغربي، ولكني وجدت الكثير من العائلات التونسية تهاجر من تونس إلى أوربا أو أمريكا عندما تكبر بناتها حتى تجد وسطًا تستطيع فيه البنت أن تلبس الحجاب!!

    إنه وضع معكوس غير مفهوم، ولكنه الواقع!

    ونتيجة لهذه الضراوة في المعركة قلَّتْ نسبة المحجبات جدًّا في تونس في فترة التسعينيات، بل إن الأمر ازداد سوءًا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م في أمريكا، وزادت ضراوة الحرب ضد الحجاب، وضد الثوابت الإسلامية بدعوى الحرب ضد الإرهاب، ولمحاولة تسويق النظام التونسي لنفسه عند أمريكا، خاصةً أن الأوضاع في الجزائر والمغرب متقلبة وغير مستقرة.


    <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=200 align=left border=0>


    <TR>
    <td></TD></TR></TABLE>





    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    معاقبة المتحجبات


    صحوة إسلامية في تونس
    ولكن -سبحان الله الذي بيده ملكوت السموات والأرض!- نشطت في تونس صحوة إسلامية في عام 2002م، ولعلها رَدَّة فعلٍ للهجوم الشرس على الإسلام بقيادة أمريكا، وكثيرًا ما نجد أن زيادة الاضطهاد تفجِّر طاقات الإيمان في قلوب المسلمين والمسلمات. وبدأ الحجاب ينتشر من جديد، واكتشف النظام التونسي أن التشريعات الظالمة، والقوانين الجائرة، والعصا الغليظة، والسجون الكثيرة.. كل ذلك لم يقتل حب التونسيين والتونسيات للإسلام؛ فالإسلام جذوة في قلوب المؤمنين قد تضعف أحيانًا ولكنها لا تنطفئ أبدًا.

    وتزامنت هذه الفترة مع ظهور عدة مواقع إسلامية على الإنترنت، إضافةً إلى ظهور القنوات الفضائية الإسلامية، وانتشار صحوة إسلامية عامَّة في أقطار العالم الإسلامي هبَّتْ ريحها على تونس بقوَّة، وبدأ الحجاب يدخل إلى المعاهد والجامعات، بل وتسلل إلى داخل الإدارات العمومية والخاصة.

    لم تقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام هذا النشاط العميق، إنما بدأت تتحرش وبقوَّة بالمحجبات، خاصة الطالبات في الجامعة، وسعت إلى تفعيل القوانين الجائرة والمخالفة للدستور التونسي، ولكن روح الإسلام كانت قد سرت بالفعل في أوصال الشعب التونسي الأصيل، وظهر جو عام من الرفض لتعدي النظام الحاكم على ثوابت الدين، ومن ثَمَّ قامت في عام 2003م احتجاجات قوية من بعض طوائف الشعب على السلطات التونسية، وكان من أهم هذه الاحتجاجات مطالبة عدد من المحامين والشخصيات السياسية التونسية رئيسَ الدولة بالتدخُّل لإيقاف مهزلة انتهاك حرمة النساء التونسيات العفيفات والملتزمات بزيهن الإسلامي. وصدر بيان عن المجلس الوطني للحريات في تونس في 30 مايو 2003م يندِّد فيه بمنع الكثير من المعاهد العلمية والجامعات الطالباتِ المحجبات من دخول المؤسسة التعليمية. وبعدها بثلاثة أيام، وفي 2 يونيو 2003م أدانت مجموعة من الطالبات التونسيات المحجبات النظام التونسي؛ لأنه منعهُنَّ من خوض امتحان نهاية العام بسبب حجابهن. وتفاقم الأمر في آخر السنة، حيث وقّع أكثر من مائة محامٍ وناشط حقوقي على عريضة تدين النظام التونسي في تعامله مع مسألة الحجاب، وجاء في هذه العريضة -التي قُدِّمت لرئيس الدولة في 11 نوفمبر 2003م- "أن النساء التونسيات المرتديات للحجاب يتم حرمانهن منذ بداية السنة من العمل ودخول المعاهد والجامعات، كما يعمد رجال الأمن دون موجب قانوني إلى تعنيفهن، ونزع الحجاب بالقوة مع الشتم والوصف بشتى النعوت، ولو أمام أزواجهن أو إخوانهن، وإجبارهن على إمضاء التزام بعدم ارتداء الحجاب مستقبلاً".

    صور من محاربة الحجاب في تونس
    وإزاء هذا النشاط الإسلامي تحركت الجمعيات التونسية العلمانية في اتجاهٍ مضاد، ودارت مناقشات حادة في أروقة هذه الجمعيات؛ فعلى سبيل المثال شددت "الجمعيات التونسية للنساء الديمقراطيات" -وهي جمعية نسائية علمانية- في مؤتمرها السنوي يوم 8 مارس 2004م على "رفضها القاطع للحجاب، وذلك لما يرمز إليه من انغلاق ورجعية " على حد تعبيرها.


    خلع الحجاب عن لعبالأطفال
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ولم تتوقف الانتهاكات، ووصلت أحيانًا إلى أمور طفولية لا تخطر على بال العقلاء! فقد داهمت الشرطة التونسية محلات لعب الأطفال التي تبيع دُمية "فلة"، وهي دمية لفتاة محجبة! فحتى لعب الأطفال غير مسموح لها أن تتحجب! وإذا كان الأمر كذلك فلا شك أن مناهج الدراسة عند الأطفال ستكون خالية تمامًا من أيِّ صورة تمثل امرأة محجبة، بل إن وزير التربية أصدر قرارًا في عام 2006م بإيقاف المدرِّسة "سعيدة عدالة" عن التدريس لمدة 3 أشهر مع إيقاف مرتبها؛ بسبب ارتدائها للحجاب داخل المدرسة! ولكن -والحمد لله- أبطل القضاء التونسي القرار، والذي يتعارض مع الدستور التونسي.

    وفي عام 2008م أصدرت وزارة شئون المرأة والأسرة في تونس مرسومًا يؤكد على منع ارتداء الحجاب في كل مؤسساتها، ويعتبر المرسوم أن الحجاب أو أي شكل من أشكال تغطية الرأس كالمناديل أو القبعات ما هو إلا شكل من أشكال التطرف، بل ويطالب المرسوم "بالتصدي" لكل من يرتدي أو يستخدم الأشياء المشار إليها! وكأن الحجاب أو المنديل سلاح إرهابي لا بُدَّ من التصدي لحاملته من النساء!

    ثم كانت الصورة الأخيرة التي رأيناها منذ أسبوعين عندما أجبرت عدة جامعات تونسية الطالبات على التوقيع على إقرار بعدم لبس الحجاب في الجامعة.

    إنها ليست حربًا على الحجاب فقط، ولكنها على الإسلام ذاته.

    إن ما ذكرناه من معركة الحجاب ما هو إلا صورة من صور تعنُّت النظام التونسي ضد كل ما هو إسلامي، وإلاَّ فالصور كثيرة، والآلام عميقة، ولجان حقوق الإنسان تسجِّل اضطهادات وانتهاكات مستمرة، والأخطر من ذلك هو محاولة الحكومة التونسية أن تقوم بما يسمَّى "بتجفيف المنابع"؛ فتضع حظرًا إلكترونيًّا على مواقع الإنترنت الإسلامية الواعية، وكذلك على بعض الفضائيات، وأيضًا على زيارات الشيوخ والعلماء، فهي بالجملة تريد تغييب الشعب التونسي عن مواكبة نمو الصحوة الإسلامية في البلاد الإسلامية بشكل عام.

    كلمة إلى الحكومة التونسية
    إنني أتوجَّه في هذا المقال بكل صدق وإخلاص إلى الحكومة التونسية أن تراجع نفسها ومناهجها، وأن تثوب إلى رشدها، وأن تنيب إلى الله ، وأن تنظر إلى الأمور نظرة تجرُّد تهدف إلى مصلحة البلد الأصيل تونس لا إلى مصلحة بعض الأفراد، أو بعض الدول الخارجية.

    إن تونس تتجه إلى مخاطر جمَّة إذا استمرت الحكومة في هذه الطريقة الشاذَّة في التعامل مع شعبها.
    ولعل من أهم هذه المخاطر هي انتشار الفساد والانحلال في المجتمع
    نتيجة تعرية المرأة وكشف عوراتها،
    وهذا الانحلال قد يقود المجتمع إلى تدمير نفسه
    ، ولقد أشار الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري
    في إحدى دراساته إلى أن 11.9% من فتيات تونس توافق على ممارسة الجنس قبل الزواج،
    كما يوافق على نفس الشيء 40% من الشبان التونسيين،
    وهي نسب مفجعة للغاية، ومع ذلك فهذه هي أقل أرقام في هذا المجال،
    وهناك بعض الدراسات الأخرى التي ترتفع بالنسبة عن ذلك كثيرًا.

    والمصيبة الكبرى تتمثل فيما صدر عن منظمة المسح الوطني لصحة الأسرة -
    وهي منظمة حكومية- فقد صدرت عنها سنة 2007م
    إحصائية تشير إلى أن 18% من الزوجات التونسيات، و60% من الأزواج التونسيين
    (في المرحلة العمرية بين 18 و29 سنة) لهم علاقات غير شرعية خارج إطار الزواج!!

    ونتيجة لشيوع الفاحشة بهذه الصورة فقد ارتفعت نسبة العزوبية
    بشكل مبالَغ فيه، ووصلت النسبة بين الشباب
    الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 سنة إلى 65% في عام 2006م، في مقابل 53.9% في عام 2001م.

    وليس الانحلال هو الكارثة التي تواجه تونس فقط
    ، ولكني أحذِّر الحكومة التونسية مما سوف يرعبها حقًّا!!

    إن هذا الضغط المستمر على الشعب لن يوفِّر لكم الأمان أبدًا،
    ولن يثبِّت أقدامكم أمام عدوكم، ولن يحفظكم -كما تريدون- في كراسيكم.
    . إن هذا الخصام بين الشعب وحُكّامه سيقود الشعب حتمًا إلى ثورة،
    وسيأتي زمن يفيض الكيل بالناس فينقلبون على من يخنقونهم ويذلونهم
    ، وقد لا تكون هذه الثورة منضبطة،
    وقد تخرج عن حدود المألوف والمعقول
    ، وقد تدفعون الناس إلى الاتجاه المعاكس تمامًا،
    فتظهر التيارات الإسلامية المتشددة التي تقبل باستباحة الدماء، وتدمير المجتمع.

    إن هذه ليست توقعات متشائمة لا وجود لها في الواقع،
    ولكننا -في الحقيقة- نراها الآن كثيرًا، وما هذه الموجة العاتية
    من التطرف التي نراها في أطراف العالم إلا ردَّة فعلٍ لقهر أعداء الإسلام للمسلمين،
    وأعداء الإسلام ليسوا نصارى ويهودًا ومجوسًا وهندوسًا وشيوعيين فقط،
    إنما كثيرًا ما يكونون من أبناء الإسلام، أو هكذا يقولون!
    وهي فتنة كبيرة تجعل الحليم حيرانَ؛ لأن الصليبي أو التتري واضح الهيئة،
    أما المنافقون فقد يضربون الإسلام ويذبحونه بينما يستشهدون -
    ظلمًا وزورًا- بآية أخرجوها عن معناها، أو بحديث حرَّفوا مقصده،
    فتكون فتنة يقع فيها عموم المسلمين.
    ولقد وصف وزير الشئون الدينية التونسي الحجاب بأنه زي طائفي دخيل على التقاليد التونسية
    ، وأنه صورة من صور النشاز! وهذا ليس كلامًا لرجل من عوام الصحفيين،
    إنما كلام أكبر مسئول عن الشئون الدينية!!
    روى الإمام_أحمد]أحمد بن حنبل-رحمه الله- عن عمر_بن_الخطاب_
    في_ميزان_الإسلام عمر بن الخطاب أن رسول الله قال:
    "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمُ اللِّسَانِ
    مصير_الحجاب_في_تونس
    إن نتائج هذه المعركة الآثمة شديدة الخطورة، ولعل أخطر هذه النتائج وأتعسها أن النظام التونسي يُدخِل نفسه في صراع مع الله
    ، ورسوله العظيم وهذه حرب خاسرة في أوَّلها وفي آخرها، ولن يفلح قوم ناصبوا ربَّهم العداء،
    وراجعوا التاريخ حتى تعرفوا النتائج.. يقول تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [النمل: 69].

    كلمة إلى الشعب التونسي
    وأخيرًا فإني أوجِّه كلمة إلى إخواننا وأخواتنا في تونس المسلمة..
    ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.
    لكل مخاضٍ ألم، ولكل ليلٍ فجر، ولكل ظالم نهاية، فلا يَهُولَنَّكم ما ترون من كيد وتدبير
    ، فهذه أفعال من لا وزن لهم ولا قيمة، أما الكيد المتين والتدبير الحكيم فهو تدبير ربِّ العالمين.. يقول تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [النمل: 50-53].

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    وكلمة أخيرة إلى أخواتنا العفيفات في تونس..
    إنكن لا تدافعن عن حجابكن أو أشخاصكن فقط، إنما تدافعن عن الإسلام كله، وعن الأمة بأسرها..
    فاللهَ اللهَ في حجابكن..
    والله الله في عقيدتكن..
    إنكن تحملن راية قد تقود المسلمين جميعًا إلى الخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه الأمة منذ ردح من الزمان، فلا تُسقِطْنَ هذه الراية أبدًا.

    إن النصر في النهاية لَكُنَّ أيتها المناضلات المجاهدات، فلا تيْئَسْنَ أو تجزعن، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
    ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
    د. راغب السرجاني


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 3:41