[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تونس وقصة الحرب على الحجاب
إنه لغز معقدجدًّا، ومحيِّر للغاية.. هذا الذي نراه في تونس!
إنها حرب منظمة ومستمرة دون كلل أوملل ضد حجاب المرأة المسلمة!!
فتونس دولة إسلامية منذ الأيام الأولى للإسلام، وليستدولة إسلامية عادية،
بل إنها دولة رائدة كان لها السبق في الإسلام في منطقة شمال إفريقيا، وكانت قاعدة مهمَّة لانطلاق الجيوش والدعاة والعلماء إلى أقطار إفريقياالمختلفة، وبها القيروان من أعظم الحواضر الحضارية الإسلامية، وفيها جامعة الزيتونةالمنارة الإسلامية الشاهقة، والتي كان لها أبلغ الأثر في نشر الدعوة الإسلامية، وفي الحفاظ على ثوابت الدين والعقيدة، لا في تونس وحدها ولكن في العالم الإسلامي بأسره.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جامع القيروان في تونس الإسلاميةإنها تونس المسلمة
التي كانت قاعدتنا لفتح الأندلس ثم صقلية.
تونس المسلمة بشعبها الذي يعشق الإسلام بالفطرة،والذي يمثل الأغلبية الكاسحة من إجمالي عدد السكان، حيث يصل المسلمون في تونس إلى 98% من العشرة ملايين الذين يسكنون تونس الحبيبة؛ لهذا كله نقول إن الحرب على الحجاب في تونس لغز معقد !
وآخر فصول هذه الحرب ما رأيناه مؤخرًا في الأسبوع الماضيمن
قرار بعض الجامعات التونسية أن توقِّع الطالبات الملتحقات بالجامعة
على أنهن لن يدخلن الجامعة إلا "برأس مكشوف"!!
هكذا.. فليس الممنوع هو الحجاب فقط،
ولكن الطاقيةأو القبعة أو المنديل أو أي شيء يغطِّي الشعر للمرأة!!
والطالبة التي لن توقع على المرسوم لن تدخل الجامعة،
بل وستتعرض لملاحقة قضائية على حدِّ وصف المرسوم.
كما لم يغفل المرسوم الطلاب الذكور،
حيث شرط عليهم دخول الجامعة "بذقن محلوق"؛
حيث إن اللحية تُعَدّ خطرًا داهمًا على الجامعات التونسية!!
ما هذا الذي نراه في تونس الحبيبة؟!
إنه انتهاك خطير لحرمة المرأة المسلمة،
بل إننا لا نرى مثل هذا الانتهاك في دول غير إسلاميةمعروفة بعدائها للمسلمين
، فهل صارت الحرب ضد الإسلام في تونس أشد ضراوةً من حروب غير المسلمين؟!
ولكي نفهم هذا اللغز المعقد لا بُدَّ من العودة إلى الجذور،
ولا بدمن دراسة القصة من أوَّلها،
وهي في الواقع قصة مؤلمة غاية الإيلام.
جذور قصةالحجاب في تونس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
منع الحجاب في تونس
لقد عاشت تونس قرونًا طويلة تحافظ على الإسلام وقيمه ومبادئه، ولم تهتز فيها الثوابت الإسلاميةعلى مر عصورها السابقة، غير أنه في سنة 1881م ابتليت تونس بالاحتلال الفرنسي الذيغيَّر كثيرًا من الأوضاع في الشقيقة تونس.
إن الاستعمار الفرنسي استعمار خاص جدًّا، له سمات معينة معروفة للدارسين،
ولعلَّ من أهم سماته أمرين مهمَّين..
أما الأمر الأول -وهو الأخطر- فهو الاهتمام بتغيير ثقافةالمجتمع الذي تقوم فرنسا باحتلاله،
وتحويل مبادئه وثوابته وقيمه إلى النظا م ا لفرنسي، ويشمل ذلك اللغة والأخلاق وطرق التعليم والإعلام، وغير ذلك من أمور تحددهوية البلد. ولا يسعى الفرنسيون -بخبثٍ شديد- إلى مهاجمة الدين بأنفسهم، ولكن هم ينتقون بعض الرموز والنُّخب السياسية والدينية والفكرية من أهل البلد المحتَلّ
ليقوموا هم بتشجيع أهلهم على هجر ثوابتهم، والاتجاه إلى الثقافة الفرنسية بكل طاقاتهم.
وتهتم فرنسا أن تتابع هذا التغير الثقافي حتى بعد خروجها من البلاد المحتلة، ولا تتوانى عن توفير وسائل الاتصال الدائم بين الشعوب المحتلة وبين الجامعات والمراكز الثقافية والمنتديات الفرنسية؛ حتى يستمر المد الثقافي الفرنسي في البلد حتى بعد خروج الجيوش الفرنسية، وهذا ما يفرز مواقف سخيفة للغاية مثل التي نراها الآن في تونس من حرب على الحجاب والإسلام، مع أن الجنود الفرنسيين خرجوا من 53 سنة!
وأما الأمر الثاني الذي يميز الاحتلال الفرنسي فهو الضراوةالشرسة، والعنف المبالَغ فيه مع الذي لا يسير وفق المخطط الفرنسي؛ ولذلك ليس عجيبًاأن ترى عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من الشهداء في البلاد التي تحتلها فرنسا، بلتجاوز العدد رقم المليون في الجزائر الحبيبة، وهذا العنف منهج أصيل تورثه فرنسا إلى أتباعها في أيِّ بلد محتل، فتصبح هذه القبضة الحديدية هي وسيلة الإدارة للبلاد
بعدتحررها من المحتلين الفرنسيين.
هذا هو الاحتلال الفرنسي.. علمانية تكره الإسلام وتمقته وتسعى إلى هدم ثوابته، وعنف ظاهر يكسر عظام كل من يقاومه.
دخل الاستعمار الفرنسي تونس سنة 1881م بهذه المبادئ، وواجهه الشعب التونسي الأصيل بمقاومة شرسة، وسقط الشهداء والشهداء، ولكن فرنسا بدأت فيتدرج في ممارسة سياستها الماكرة باستقطاب رموز تونسية تتولى تحطيم الثوابت الإسلامية..
وكانت فرنسا تعلم أن إفساد المرأة التونسية المسلمة
هو أحد أهم معاول الهدم في المجتمع؛
ففساد المرأة سيدمِّر الأسرة، وسينشر الإباحية بين الشباب،
وسيلهي هؤلاء الشباب عن أدوارهم تجاه وطنهم وأمتهم ودينهم.
وبداالفرنسيون وكأنهم يقرءون أحاديث رسول الله
المحذِّرة من فتنة النساء أكثر من قراءة المسلمين أنفسهم لهذه الأحاديث،
فوضحت أمامهم الرؤية، بينما غابت الرؤية عن كثيرٍ من المسلمين..
روى الترمذي وحسنه عن عبد الله بن مسعود
أن رسول الله قال: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان".
وروى مسلم عن أبي سعيدالخدري
أن رسول اللهقال: "واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
فهذه هي أول فتنة، ثم تأتي الفتن بعد ذلك تباعًا.
وروى مسلم عن أبي هريرةأن رسول الله قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقريضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البختالمائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذاوكذا"
.إن هذا العقاب الشديدلهذه النساء ليس مردُّه إلى وقوعهن في ذنب يخصهن فقط،
بل إن هذا الذنب الذي ارتكبنه
أدى إلى إفساد المجتمع الذي يعشن فيه؛
لذلك فالمرأة الكاشفة لشعرها وجسدها تحمل من السيئات بقدر من يراها من الناس،
وهذا يثقل كاهلها، فتقع بأوزارها في النار، ولاتجد ريح الجنة. .
روى الترمذي عن أبي موسى الأشعري
أن رسول اللهقال: "كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا"
يعني زانية.
وفي روايةالنسائي تصريح بأنها زانية،
حيث قال رسول الله : "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"؛
ذلك لأنها دفعتهم إلى النظر إليها،
وأوقعتهم في زناالعين، وقد يدفع هذا بعد ذلك إلى الزنا الحقيقي.
إن الأمر جِدُّ خطير!
لقد كانت فرنسا تقرأ -بخبث شديد- هذه المعاني والتوجيهات
فعلمت أن إفساد المجتمع المسلم يعتمد على إفساد المرأة،
ومن ثَمَّ اجتهدت بكل طاقتها في إخراج المرأة التونسية المسلمة من حجابها وحشمتها وعفتها
،واجتهدت في إيجاد جيل من المفكرين العلمانيين والسياسيين الفاسدين
الذين يحملون هذاالملف الدنيء، ويدافعون عنه أكثر من الفرنسيين ذاتهم.
علماني و تونس والحجاب كانت البداية في أوائل العشرينيات
(بعد 40 سنة من الاحتلال الفرنسي)
عندمادفع الفرنسيون أذنابهم من العلمانيين التونسيين
لكي يناقشوا مسألة حجاب المرأة،وأعلن هؤلاء أن تغطية وجه المرأة فيه اضطهاد لها،
كما أنه يعطِّل مسيرتها في خدمةالمجتمع..
وثار علماء الزيتونة في وجه هؤلاء المخرِّبين
، واحتدم جدال شرس بين الفريقين، واعتبر العلماء الأفاضل أن هذا هجوم على الإسلام ذاته
، ومن ثَم تكاتفوا لكشف هذا المخطَّط الفرنسي الخبيث.
ثم حدث تطور نوعي في الحرب ضد الحجاب عندما عقدت جمعية "الترقي" الثقافية -
وهي جمعية علمانية متفرنسة- ندوة بعنوان "معأو ضد الحركة النسوية"، وذلك في 15 يناير سنة 1924م، وفوجئ الجميع بدخول "منوبيةالورتاني" -وهي إحدى التونسيات المتفرنسات- القاعة، وصعود منبر الجمعية، وهي كاشفةوجهها، داعية المرأة التونسية إلى "التحرر" من الحجاب!
إنه نفس السيناريو الذي قامت به قبل ذلك بسنوات قليلة في مصر
هدى شعراوي وصفية زغلول.. {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْهُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات: 53].
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مظاهرات لنصرة الحجاب
وقامت الدنيا ولم تقعد في تونس، واحتدم النقاش والصراع،
وطرحت القضية بعنف في الصحف والمجلات
، وناقشها الشارع التونسي، واستنكرها أغلب الشعب،لكنها كانت بداية.
مرت خمس سنوات كاملة دون أن تتجرأ امرأة تونسيةأخرى
على تكرار تجربة "منوبية الورتاني"، ولكن في يوم 8 يناير سنة 1929م عقدت نفس الجمعية (جمعية الترقي) ندوة بنفس العنوان (مع أو ضد الحركة النسوية)
، وقامت "حبيبةالمنشاري" بإلقاء محاضرة في هذه الندوة وهي كاشفة لوجهها،
وتحدثت عن تعاسة الفتاةالتونسية التي تغطِّي جسدها بالحجاب،
بينما تعيش الفتاة الفرنسية في حريةوانطلاق.
طاهر الحداد والتحرر من الحجاب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
طاهر الحدادوفي سنة 1930م حدث تطور نوعي آخر عندما قام منحرف علماني يُدعى "طاهر الحداد" بإصدار كتاب تحت عنوان "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"، وفي هذاالكتاب تهجَّم بشدة على ثوابت الدين، ودعا المرأة إلى نبذ الحجاب والتحرُّر منه،ودعا إلى نزع حق الطلاق من يد الرجل وإعطائه إلى القضاء، ودعا إلى رفض تعددالزوجات، ودعا أيضًا المرأة إلى الخروج إلى كل الساحات بما فيها الساحات الرياضية،ومنافسة المرأة الأوربية في الألعاب المختلفة، وهاجم الإسلام الذي يفرض قيودًاكثيرة على المرأة تعوق مسيرتها في المجتمع.
ومع كون تونس محتلة في ذلك الوقت من فرنسا إلا أن الكتاب أحدث ثورة مضادة قام بها العلماء والإعلام والشعب نفسه، فقد كانت ثوابت الدين واضحة إلى حد كبير في عيون المجتمع برغم الاحتلال..
لقد صدرت عدة كتب تهاجم هذا الكتاب المضلّ، كان منها "الحدادعلى امرأة الحداد" للشيخ محمد الصالح بن مراد، وكتاب "سيف الحق على من لا يرى الحق" للشيخ عمر البري المدني، وقامت عدة صحف مثل "الزهرة" و"النهضة" و"الوزير"
بمهاجمةطاهر الحداد بشدة، ووصل الأمر إلى إصدار فتوى وقّع عليها
العلاّمة الكبير "الطاهربن عاشور" بتكفير الحداد، وضرورة مصادرة الكتاب.
وفتح هذا الكتاب الباب أمام العلمانيين الآخرين للكلام بجرأة في حق الحجاب
، وهذا ما يدعو العلمانيين الآن إلى اعتبار طاهر الحداد "رائد نهضة المرأة التونسية"،
ومع ذلك فمظاهر السفور لمتتفشَّ بشكل كبير في المجتمع التونسي الذي ظل محافظًا على ثوابته الإسلامية برغم التغريب المستمر، وتحررت تونس من فرنسا سنة 1956م.
بورقيبة والتشريعات المخالفةللإسلام لكنها -للأسف- لم تتحرر من العلمانيين المتفرنسين، الذين يحملون أسماءً إسلامية، ويتخذون شكلاً تونسيًّا، لكنهم يحملون قلوبًا تمتلئ بالضغينة على الإسلام أشدَّ من الفرنسيين أنفسهم!
لقد تولى حكم تونس "الحبيب بورقيبة"..
وما أدراك مَن ا لحبيب بورقيبة!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحبيب بورقيبةلقد أصدر هذا الرجل بعدثلاثة أشهر فقط من الاستقلال مجلة أسماها
"مجلة الأحوال الشخصية"، وفي هذه المجلةبدأ يصدر التشريعات التي تعيد تشكيل المجتمع التونسي وفق الرؤيةالفرنسية، بل وأفسد!!
وهكذا صدرت التشريعات المخالفة للإسلام منذالأيام الأولى لحكم بورقيبة،فصدر قانون منع تعدُّد الزوجات، وحدثت القصةالهزلية التي داهمت فيها الشرطة بيت رجل أشيع عنه أنه تزوج بامرأة ثانية،فلما وجدوه مع زوجته الثانية قال لهم: إنها عشيقتي!
فتركوه معتذرين؛ لأن اتخاذ عشيقة حرية شخصية،بينما اتخاذ زوجة ثانية جريمة يعاقب عليهاالقانون!!
وصدر قانون يبيح التبني، وصدر أيضًا قانون يمنع الزوج منالعودة إلى مطلقتهالتي طلقها ثلاثًا بعد طلاقها من زوج غيره،وصدر قانون يمنع الزوج من طلاق زوجته إلا بإذن من القضاء. وسمح بورقيبة للمرأة بالإجهاض،بل سمح للزوجة أن تجهض نفسها دون استشارة زوجها،ورفع سن زواج الرجال إلى عشرين سنة، والبنات إلى 17 سنة،بل إن تونس صادقت على اتفاقية نيويورك المؤرخة في 10ديسمبر سنة 1962م، والتي تقضي بأن من حق المرأة أن تتزوج من أي رجل دون اعتبارللدين، ومن ثَم يمكن للمرأة التونسية المسلمة أن تتزوج من غيرمسلم!
لقد صدرت هذه القوانين تباعًا في مجلة الأحوال الشخصية، وحدثت اعتراضات كبيرة جدًّا في المجتمع التونسي، غير أن بورقيبة الذي تشرَّب المنهج الفرنسي كاملاً واجه هذه الاعتراضات بدموية شديدة، وبقسوة بالغة، ولم ينظر إلى أن الدستور التونسي يعتبر الإسلام دين الدولة، ولعب بمشاعر الشعب بشكل لم يره الشعب من المحتل الفرنسي! ووقعت المرأة التونسية -للأسف الشديد- في شراك فرنسا وبورقيبة،وخرجت من حجابها وحشمتها، وانزلق المجتمع التونسي في هاوية الإباحية، واتجهت الكثيرمن التونسيات إلى فرنسا بعقولهن وقلوبهن، ورأت البلاد شرًّا مطيرًا.
بورقيبةوحظر الحجاب في تونس ولكن -يا إخواني وأخواتي- الإسلام قد يضعف، ولكنه أبدًالا يموت.. لقد ظهرت في السبعينيات الصحوة الإسلامية في تونس كما ظهرت في بلادإسلامية عديدة، وبدأ المخلصون والمخلصات من أبناء تونس يعملون لإعادة المجتمع التونسي إلى الله
، فهل سكت بورقيبة على هذه الأوضاع الجديدة؟!
لقدتحرك بورقيبة -في تهور عجيب- تحركًا مشينًا،وقام في سنة 1981م عندما رأى ظاهرةانتشار الحجاب -
بإصدار قانون عُرف بالقانون رقم (108)
يحظر فيه ارتداءالحجاب على المرأة التونسية!!
لقد أصبح الحجاب مجرَّمًا في تونس بحكم القانون!!
والسبب الذي أعلنه بورقيبة لهذا التهور هو أن الحجاب زي طائفي،
يؤدي إلى انقسام المجتمع،مع أن نسبة المسلمين في تونس أكثر من 98%،ونسبة النصارى 1%
، ونسبة اليهود أقل من 1%!
إنها الجريمةالمنكرة، والبلية العظمى!
ونشطت الشرطة في مطاردة المحجبات في الشوارع،
ومنعت المحجبات من الأعمال الحكومية،وتعرض الأزواج والآباء للمساءلة في حالةوجود محجبة في بيوتهم،بل إن المحجبة كانت لا تستطيع أن تلد في مستشفيات الحكومة!!
لقد كانت حربًا سافرة على العفة والمرأة المسلمة
، بل إن الحرب في الحقيقةكانت على الإسلام ذاته؛
فبورقيبة لم يكن يضرب الإسلام في هذا الباب فقط
،بل كان يهزُّ كل ثوابت الدين، حتى إنه كان يدعو شعبه إلى الإفطار في رمضان
؛لأن الصيام -على حد تعبيره- يقلل الإنتاج!
وفي خطوة تأكيدية لهذاالقانون الإجرامي
صدر قانون آخر يُعرف بقانون (102) في سنة 1986م
يؤكد على خطرالحجاب على نساء تونس!!
ونتيجة لهذا الاضطهاد غير المسبوق، والذي لم نره من التتار أو الصليبيين أو الفرنسيين،
قَلَّ الحجاب جدًّا في تونس لدرجة تقتر ب من الانعدام،
وتراجعت الصحوة الإسلامية خطوات كبيرة،
وامتلأت السجون بالمعتقلين الإسلاميين الذين وقفوا في مواجهة هذا الإفساد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وفي عام 1987م -
وبعد 31 سنة من حكم بورقيبة-
قام وزير الداخلية "زين العابدين بن علي"
بانقلاب على الرئيس بورقيبة ليتولى زمام الحكم في البلاد،
من وقتها وإلى زماننا هذا!
تُرى ماذا فعل زين العابدين في فترة رئاسته؟
وهل التزم بقوانين بورقيبة أم خالفها؟
وما هومصير معركة الحجاب في تونس؟
وما هي الآثار المتوقعة لهذه الحرب الضروس على ثوابت الدين؟
وأخيرًا ما هو دورنا تجاه هذه الهجمة الشرسة على الحجاب والإسلام؟
هذه الأسئلة مهمَّة تحتاج إلى مقال خاص
، وستكون بإذن الله موضوع مقالناالقادم.
وأسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
د. راغب السرجاني
</STRONG>