ماهي العوامل التي ينبغي أن تتوفر في المعلمة المُستخدمة لوسائط الاتصال التعليمية:
إن المعلمة التي تستخدم وسائط الاتصال التعليمية لا بد أن تتوافر فيها كفاءات خاصة
لكي يستخدمها استخداماً سليماً يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 ـ أن تكون المعلمة مُلمة بنظريات علم النفس التعليمي وخاصة ما يتعلق بمراحل النمو المختلفة:
وبذلك تتمكن من تكييف عرض الوسيلة واستخدامها مع استعدادات وميول المتعلمات في كل مرحلة،
وإذا لم يتحقق هذا الشرط في المعلمة فيكون استخدامها للوسائل المختلفة خاطئاً في معظمه مما يترتب عليه
عدم جدواها عند استعمالها،
وربما يكون لها تأثير سيئ فاقدة بذلك أداء وظيفتها،
أي يصبح استخدام الوسيلة قليل أو عديم الفائدة.
2 ـ أن تكون المعلمة على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها:
لا يكفي أن تكون المعلمة مُلماً بنظريات علم النفس التعليمي،
إنما بالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون على دراية بتشغيلها لأنه إذا لم تكن كذلك
فربما لا تجد من يشغّل لها جهازاً معيناً كجهاز البروجكتر مثلاً في الوقت المناسب لاستخدامها،
ربما لانشغال الشخص الآخر في عمله أو لغيابه،
أو لخلافِها معه أو لأي سبب آخر مما يترتب عليه تعطيل العمل،
بالإضافة إلى أن طالباتها ربما لا تُقدّرنها التقدير الكافي بسبب اعتمادها على الآخرين
في تشغيل الأجهزة،
ولكن بتوافر هذا الشرط فإن المعلمة تشعر باطمئنان في استخدام الوسيلة في الوقت المناسب
وبالطريقة التي تتلاءم معه، وكذلك يزيد من تقدير طالباته لها.
3 ـ أن تكون المعلمة على دراية بصيانة وسائل الاتصال التعليمية:
لا يكفي أن تكون المعلمة على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها،
وإنما يجب عليها كذلك أن يكون على دراية بصيانة الأجهزة ووسائط الاتصال التعليمية خاصة الحساس منها
كأجهزة الحاسب والفيديو وغيرها من الأجهزة الحساسة وذلك لكي يدوم استعمالها،
ويستمر لفترات طويلة.
أما في حالة جهل أو عدم دراية المعلمة بصيانة هذه الوسائل،
فإن ذلك سوف يؤدي إلى قلة فاعلية هذه الأجهزة مما يترتب عليه استبدالها بغيرها مما يكلف نفقات كثيرة.
4- أن تكون المعلمة على دراية بمصادر الحصول على وسائل الاتصال التعليمية
وعلى أنواع الوسائل المختلفة وفوائدها التربوية:
فإذا تحقق كل ذلك فسوف تكون المعلمة على علم كامل بزمن الحصول على الوسيلة،
ومكان الحصول عليها، وأنواعها المختلفة، والفوائد التربوية التي تتحقق من استعمالها،
مما يترتب عليه زيادة الفاعلية من استخدامها والانتفاع بها، واختيار المناسب منها،
طبقاً لطبيعة كل درس. أما إذا لم يتحقق هذا الشرط بسبب جهل المعلمة بكيفية الحصول على الوسائل
أو معرفة أنواعها أو العلم بفوائدها التربوية فسوف تقل فاعلية التعليم ويصبح قليل أو عديم الجدوى.
5 ـ أن تكون المعلمة مُلمة بشروط العرض المناسب لكل وسيلة:
فمثلاً عند استعمالها لجهاز البروجكتر، ينبغي أن تكون على علم بأنه محتاج لمكان مُجهّز بالستائر السوداء وبمصدر
للتيار الكهربي،
وبالمسافة المناسبة التي يجلس عندها الصف الأول من المشاهدات، وغيرها من الشروط.
6- أن تكون المعلمة مؤمنة ومقتنعة بالدور الهام الذي يمكن أن تحققه وسائل الاتصال التعليمية في التعليم :
فإذا تحقق هذا الشرط فسوف تكون المعلمة مُقتنعاً باستعمال وسائل الاتصال التعليمية
ليس فقط لمجرد الاستعمال،
وإنما عن إيمان واقتناع بدورها الفعّال في المواقف التربوية المختلفة.
أما إذا استعملتها تقليداً لغيرها، أو خوفاً من قرارات المشرف التربوي (الموجه)،
أو لمجرد تضييع الوقت، أو لراحتها الشخصية وليس عن اقتناع بأهميتها
فسوف يؤثر ذلك على النتائج المرجوة من استخدامها.
* ثانياً : الشروط التي ينبغي أن تتوافر عند اختيار وسائط الاتصال التعليمية:
على فرض أنه صار أمام المعلمة أكثر من وسيلة تحقق الغرض،
فعلى أي أساس يختار بينها؟ يجدر بالمعلمة أن تسأل نفسها :
ـ لماذا تستخدم هذا الفيلم بالذات؟
أو هذه الاسطوانة المدمجة؟ أو تلك الشفافيات؟
وأيها يحقق غرضه بكيفية أفضل؟
ـ وهل الوقت الذي تستغرقه هذه الوسيلة أو تلك يتناسب مع ما ستحققه من فوائد؟
ـ وهل يمكن أن تغني المناقشة والقراءة عن هذه الوسيلة أو تلك؟
ـ وهل تجدي مع طالباتها؟
ـ وهل المادة التعليمية التي تقدمها الوسيلة موثوق بها؟
وتساعد على تحقيق أهداف الدرس ومتصلة بموضوعه؟
ـ وهل المادة التعليمية المتضمنة في المواد التعليمية تناسب مستوى إدراك الطالبات وأعمارهن؟
وتناسب قدراتهن؟
ـ وهل تثير الوسيلة في الطالبات أسئلة جديدة ومزيد من حب الاستطلاع،
ومزيد من الاستمتاع، وتطرح مشكلات ورغبة في إجراء التجارب
وممارسة أوجه نشاط إبتكارية وتطبيقات جديدة؟
ـ وهل يسهل استخدام الوسيلة؟ أم أن في استخدامها أخطاراً؟
ـ وهل ثمنها مناسب؟ وكيف يُقارن ثمنها بأثمان الوسائل الأخرى؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تتمكن المعلمة من الإجابة عنها بمعرفتها للشروط
التي ينبغي توافرها عند اختيار الوسائل التعليمية ويمكن إجمالها فيما يلي:
1 ـ أن تكون الوسيلة ذات قيمة تربوية
فإذا لم يتحقق أي عامل من هذه العوامل كتضييعها الوقت مثلاً بدلاً من توفيره كأن تكون خارجة عن نطاق ما يُدرس،
أو تحتاج إلى جهد أكبر عند استعمالها، وكأن تكون معقدة التركيب فيحسن بالمعلمة عدم الاستعانة بها،
أو التعليم بدونها أو اختيار غيرها.
2 ـ أن تكون الوسيلة مفهومة لدى الطالبات:
قد يكون الوسيط التقني مفيد لمرحلة من المراحل، ولكنه لا يفيد مرحلة أخرى.
فمثلاً عند دراسة الجهاز الهضمي في دروس الأحياء قد لا يكون الفيلم التعليمي الذي يحمل اسم الجهاز الهضمي
مناسباً للمرحلة الثانوية
ولكنه يتناسب مع المرحلة الابتدائية فعند عرضه بالمرحلة الثانوية
فسوف يكون قليل أو عديم الجدوى لاحتوائه على معلومات بسيطة ومعروفه
على طالبات المرحلة الثانية وبذلك فسوف يكون استعمالها عديم القيمة التربوية.
3 ـ أن تكون الوسيلة واضحة من حيث رسمها والبيانات والألوان وتناسب حجم أجزائها المختلفة:
تفتقر بعض المواد التعليمية إلى الوضوح من حيث رسمها والبيانات عليها، أو ألوانها، أو تناسب
حجم أجزائها المختلفة مما يؤثر تأثيراً كبيراً عند استعمالها.
فمثلاً عند استعمال صورة مرسومة تقنياً للجهاز الهضمي في الإنسان ينبغي مراعاة نسب حجم وأطوال أعضاءه
المختلفة كالفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الرفيعة والغليظة … الخ،
كما أن رسم الجهاز ينبغي أن يكون واضحاً مع استخدام الألوان المناسبة القريبة من لونها الطبيعي بقدر الإمكان،
فإذا لم تتوفر هذه الشروط فسوف يكون من الخطأ اختيارها.
4 ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع مكان عرضها وظروفها:
فمثلاً عند استخدام شاشة لعرض أي مادة تعليمية من خلال جهاز الفيديو بروجكتور أو السينما التعليمية أو عرض
بيانات الكمبيوتر من خلال جهاز العرض (Data Show) يجب على المعلمة أن تكون متأكدة من المكان المهيأ لاستخدام
هذه الشاشة، وكذلك عند اختيارها فيلماً تعليمياً لعرضه على الطالبات ينبغي على المعلمة أن تكون متأكدة من
المكان الذي سيُعرض فيه من حيث إظلام المكان ووجود مصدر كهربي،
وإلا قلت أو انعدمت فائدة اختيار هذا الفيلم لعرضه.
5 ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع أهداف الدرس:
ينفرد كل درس بأهداف خاصة تميزه عن غيره،
وبذلك فربما يكون الأفضل لدرس من الدروس اختيار نموذج معين بدلاً من عرض فيلم،
أو القيام برحلة تعليمية لمكان معين بدلاً من سماع شريط مُسجّل، أو التفاعل مع جهاز كمبيوتر أو جهاز فيديو
تفاعلي، وهكذا …
ولذا يجب أن يكون اختيار الوسيلة قائماً على الأهداف التي تضعها المعلمة عند تدريسها لموضوع معين.
* ثالثاً : القواعد العامة التي ينبغي مراعاتها عند استخدام الاتصال التعليمية:
1 ـ تحديد الغرض من استعمال الوسيلة:
لا يعتبر مجرد استخدام وسيلة تعليمية أو أكثر في الدرس ضماناً لاستفادة واستمتاع الطالبات:
فرُبّ معلمة تدخل فصل لتدريس موضوع عن الجهاز التنفسي في الإنسان،
وكان معها فيلم عن الجهاز التنفسي في الإنسان، وعند بدء عرضه في الصف، سرعان ما تساءلت الطالبات: "ما
مناسبة عرض هذا الفيلم؟
وما الغرض منه؟ وما علاقته بمنهجنا؟ "
وساد الدرس الهرج، وشعرت المعلمة بفشل العرض،
وتساءلت عن أسباب الفشل، فوجدت أنها لو شوّقت الطالبات إلى موضوع الدرس،
وموضوع الفيلم قبل عرضه، وما ينبغي أن تركّز الطالبات عليه أثناء مشاهدتهن للفيلم،
أو لو أنه عرض مشكلة تتطلب حلاً تجده الطالبات في الفيلم لكان شوق الطالبات واهتمامهن به كبيراً،
ولكانت فائدته المتوقعة عظيمة.
من هذا المثال يتضح أنه من الضروري تحديد الغرض أو الأغراض للطالبات قبل استخدام أي وسيلة تعليمية.
وعلى ذلك فالمعلمة الناجحة ينبغي أن تكون على علم بالهدف الذي ستحققه الوسيلة عند استخدامها،
وعليها أن تجيب عن الأسئلة التي تدور في ذهنها قبل استخدام الوسيلة مثل سبب استخدامها،
والفوائد التي تعود على الطالبات من استخدامها، وعن مدى الحاجة إليها،
وعن مدى ما تساهم فيه في موقف التعليم ـ التعلم، ولا يقتصر تحديد الهدف بالنسبة للمعلمة وحدها،
بل يجب أن يتعداها إلى معرفة الطالبات أنفسهن بالهدف من استخدام الوسيلة،
ويمكن أن تكون هذه المعرفة مباشرة أو ضمنية تحس الطالبات بأهميتها بالنسبة لهن.
2 ـ أن تقوم المعلمة بتجربة الوسيلة قبل استخدامها:
وقد حدث أن أرادت معلمة العلوم أن تثبت أن الغاز المتصاعد في تجربة معينة هو غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يمتاز
بقدرته على تعكير ماء الجير الصافي،
وبالفعل مررت المعلمة هذا الغاز في مخبار مكتوب عليه "ماء الجير"، لكن لم يحدث تعكير لأن الزجاجة كان بها ماءً عادياً،
وفشل التجربة يرجع إلى أن هذه المعلمة لم تتثبت قبل الدرس من محتويات تلك الزجاجة.
ولذلك ينبغي أن تقوم المعلمة بتجربة الوسيلة التي اختارتها وذلك قبل عرضها على الطالبات
لعدة أسباب منها:
(أ) الحكم على الوسيلة قبل الاستعمال.
(ب) التأكد من دقة المعلومات المتضمنة في الوسيلة قبل العرض.
(ج) التأكد من صلاحية الوسيلة للاستعمال.
4 ـ أن تُستخدم الوسيلة في الموعد المناسب:
يجب على المعلمة أن تستخدم الوسيلة في الموعد المناسب للاستخدام، أي في الوقت الذي تراه مناسباً لتقبُّل
الطالبات لها، واستعدادهن وتهيؤهن الذهني لها، وذلك لكي يكون استخدامها طبيعياً وليس مُفتعلاً، ولكي يتلاءم
استخدامها مع باقي خطوات الدرس، وبذلك يتحقق الهدف من استعمالها.
ويُفضل في معظم الأحيان ألاّ تُظهِر المعلمة الوسيلة أو الوسائل التي ستستخدمها في درسها في الفصل إلا في
الموعد المناسب، حيث يجب إخفاء هذه الوسيلة أو هذه الوسائل
وعدم إظهارها إلا في الوقت المناسب، وبذلك يكون استخدام الوسيلة وظيفياً، لا لمجرد اللهو والزخرفة.
5 ـ أن تُستخدم الوسيلة في المكان المناسب:
يجب أن تختار المعلمة المكان المناسب لعرض الوسيلة، وهو المكان الذي يسمح بتسلسل الأفكار
وحُسن تتبُّع الدرس واستفادة الطالبات. وقد يكون هذا المكان هو الفصل المدرسي، أو المعمل، أو فناء المدرسة، أو
مسرحها، أو المكان الذي تقصده الطالبات في رحلة تعليمية … الخ.
وتتدخل عوامل كثيرة في تحديد المكان منها:
(أ) عدد الطالبات الذين ستُعرض الوسيلة عليهن.
(ب) إمكانيات المكان نفسه.
(ج) نوع الوسيلة المُزمع استخدامها.
وغير ذلك من العوامل.
6 ـ أن تقوم كل من المعلمة والطالبات بدور إيجابي فعّال أثناء استخدام الوسيلة:
من الضروري أن تقوم كل من المعلمة والطالبات بدور فعّال ونشط أثناء استخدام الوسيلة،
ولتحقيق ذلك ينبغي أن تتيح المعلمة لطالباتها فرص التعبير عن نفوسهن
واستجلاء الغامض عنهن والربط بين الخبرات التي يمرون بها.
فمثلاً عند عرض فيلم تعليمي متحرك يجب على المعلمة أن تتكلم عن الفيلم في صورة مقدمة صغيرة
وعليها كذلك إذا لزم الأمر أن تعلق على أجزاء منه أثناء العرض،
وإذا كان الفيلم يتضمن مصطلحات جديدة قد تعوق تسلسل أفكار الطالبات،
فعلى المعلمة أن تُذلل هذه العقبة أولاً بأول بأن تتثبّت من أن الطالبات تفهمن المقصود بهذه المصطلحات،
ثم عليها تقويم الفيلم بعد عرضه، أما الطالبات فعليهن تسجيل ملاحظاتهن
على الفيلم وحسن متابعتهن له، وسؤالهن المعلمة عما تردن السؤال عنه … الخ.
7 ـ أن تقوم المعلمة بتقويم الطالبات لما حققته الوسيلة من أهداف:
لا ينتهي استخدام الوسيلة بانتهاء عرضها: إنما يلزم التثبُّت من استفادة الطالبات منها،
وفهنهن محتوياتها بدقة، وربطهن لما في الوسيلة من مادة بما سبق عرضه في الدرس من خبرات،
وحُسن الاستنتاج واستقامة التفكير، أي أنه يلزم تقويم الطالبات، أي التأكد من أنهن ـ
بمشاهدتهن أو سماعهن للوسيلة، أو تعاملهن معها ـ
قد حققن الأغراض التي كن تنشدنها من استخدام الوسيلة،
سواء كان هذا الغرض إشعارهن بمشكلة، أو مقارنة عمليتين، أو تعلم مهارة .. أو غير هذا من الأغراض.
إن المعلمة التي تستخدم وسائط الاتصال التعليمية لا بد أن تتوافر فيها كفاءات خاصة
لكي يستخدمها استخداماً سليماً يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 ـ أن تكون المعلمة مُلمة بنظريات علم النفس التعليمي وخاصة ما يتعلق بمراحل النمو المختلفة:
وبذلك تتمكن من تكييف عرض الوسيلة واستخدامها مع استعدادات وميول المتعلمات في كل مرحلة،
وإذا لم يتحقق هذا الشرط في المعلمة فيكون استخدامها للوسائل المختلفة خاطئاً في معظمه مما يترتب عليه
عدم جدواها عند استعمالها،
وربما يكون لها تأثير سيئ فاقدة بذلك أداء وظيفتها،
أي يصبح استخدام الوسيلة قليل أو عديم الفائدة.
2 ـ أن تكون المعلمة على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها:
لا يكفي أن تكون المعلمة مُلماً بنظريات علم النفس التعليمي،
إنما بالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون على دراية بتشغيلها لأنه إذا لم تكن كذلك
فربما لا تجد من يشغّل لها جهازاً معيناً كجهاز البروجكتر مثلاً في الوقت المناسب لاستخدامها،
ربما لانشغال الشخص الآخر في عمله أو لغيابه،
أو لخلافِها معه أو لأي سبب آخر مما يترتب عليه تعطيل العمل،
بالإضافة إلى أن طالباتها ربما لا تُقدّرنها التقدير الكافي بسبب اعتمادها على الآخرين
في تشغيل الأجهزة،
ولكن بتوافر هذا الشرط فإن المعلمة تشعر باطمئنان في استخدام الوسيلة في الوقت المناسب
وبالطريقة التي تتلاءم معه، وكذلك يزيد من تقدير طالباته لها.
3 ـ أن تكون المعلمة على دراية بصيانة وسائل الاتصال التعليمية:
لا يكفي أن تكون المعلمة على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها،
وإنما يجب عليها كذلك أن يكون على دراية بصيانة الأجهزة ووسائط الاتصال التعليمية خاصة الحساس منها
كأجهزة الحاسب والفيديو وغيرها من الأجهزة الحساسة وذلك لكي يدوم استعمالها،
ويستمر لفترات طويلة.
أما في حالة جهل أو عدم دراية المعلمة بصيانة هذه الوسائل،
فإن ذلك سوف يؤدي إلى قلة فاعلية هذه الأجهزة مما يترتب عليه استبدالها بغيرها مما يكلف نفقات كثيرة.
4- أن تكون المعلمة على دراية بمصادر الحصول على وسائل الاتصال التعليمية
وعلى أنواع الوسائل المختلفة وفوائدها التربوية:
فإذا تحقق كل ذلك فسوف تكون المعلمة على علم كامل بزمن الحصول على الوسيلة،
ومكان الحصول عليها، وأنواعها المختلفة، والفوائد التربوية التي تتحقق من استعمالها،
مما يترتب عليه زيادة الفاعلية من استخدامها والانتفاع بها، واختيار المناسب منها،
طبقاً لطبيعة كل درس. أما إذا لم يتحقق هذا الشرط بسبب جهل المعلمة بكيفية الحصول على الوسائل
أو معرفة أنواعها أو العلم بفوائدها التربوية فسوف تقل فاعلية التعليم ويصبح قليل أو عديم الجدوى.
5 ـ أن تكون المعلمة مُلمة بشروط العرض المناسب لكل وسيلة:
فمثلاً عند استعمالها لجهاز البروجكتر، ينبغي أن تكون على علم بأنه محتاج لمكان مُجهّز بالستائر السوداء وبمصدر
للتيار الكهربي،
وبالمسافة المناسبة التي يجلس عندها الصف الأول من المشاهدات، وغيرها من الشروط.
6- أن تكون المعلمة مؤمنة ومقتنعة بالدور الهام الذي يمكن أن تحققه وسائل الاتصال التعليمية في التعليم :
فإذا تحقق هذا الشرط فسوف تكون المعلمة مُقتنعاً باستعمال وسائل الاتصال التعليمية
ليس فقط لمجرد الاستعمال،
وإنما عن إيمان واقتناع بدورها الفعّال في المواقف التربوية المختلفة.
أما إذا استعملتها تقليداً لغيرها، أو خوفاً من قرارات المشرف التربوي (الموجه)،
أو لمجرد تضييع الوقت، أو لراحتها الشخصية وليس عن اقتناع بأهميتها
فسوف يؤثر ذلك على النتائج المرجوة من استخدامها.
* ثانياً : الشروط التي ينبغي أن تتوافر عند اختيار وسائط الاتصال التعليمية:
على فرض أنه صار أمام المعلمة أكثر من وسيلة تحقق الغرض،
فعلى أي أساس يختار بينها؟ يجدر بالمعلمة أن تسأل نفسها :
ـ لماذا تستخدم هذا الفيلم بالذات؟
أو هذه الاسطوانة المدمجة؟ أو تلك الشفافيات؟
وأيها يحقق غرضه بكيفية أفضل؟
ـ وهل الوقت الذي تستغرقه هذه الوسيلة أو تلك يتناسب مع ما ستحققه من فوائد؟
ـ وهل يمكن أن تغني المناقشة والقراءة عن هذه الوسيلة أو تلك؟
ـ وهل تجدي مع طالباتها؟
ـ وهل المادة التعليمية التي تقدمها الوسيلة موثوق بها؟
وتساعد على تحقيق أهداف الدرس ومتصلة بموضوعه؟
ـ وهل المادة التعليمية المتضمنة في المواد التعليمية تناسب مستوى إدراك الطالبات وأعمارهن؟
وتناسب قدراتهن؟
ـ وهل تثير الوسيلة في الطالبات أسئلة جديدة ومزيد من حب الاستطلاع،
ومزيد من الاستمتاع، وتطرح مشكلات ورغبة في إجراء التجارب
وممارسة أوجه نشاط إبتكارية وتطبيقات جديدة؟
ـ وهل يسهل استخدام الوسيلة؟ أم أن في استخدامها أخطاراً؟
ـ وهل ثمنها مناسب؟ وكيف يُقارن ثمنها بأثمان الوسائل الأخرى؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تتمكن المعلمة من الإجابة عنها بمعرفتها للشروط
التي ينبغي توافرها عند اختيار الوسائل التعليمية ويمكن إجمالها فيما يلي:
1 ـ أن تكون الوسيلة ذات قيمة تربوية
فإذا لم يتحقق أي عامل من هذه العوامل كتضييعها الوقت مثلاً بدلاً من توفيره كأن تكون خارجة عن نطاق ما يُدرس،
أو تحتاج إلى جهد أكبر عند استعمالها، وكأن تكون معقدة التركيب فيحسن بالمعلمة عدم الاستعانة بها،
أو التعليم بدونها أو اختيار غيرها.
2 ـ أن تكون الوسيلة مفهومة لدى الطالبات:
قد يكون الوسيط التقني مفيد لمرحلة من المراحل، ولكنه لا يفيد مرحلة أخرى.
فمثلاً عند دراسة الجهاز الهضمي في دروس الأحياء قد لا يكون الفيلم التعليمي الذي يحمل اسم الجهاز الهضمي
مناسباً للمرحلة الثانوية
ولكنه يتناسب مع المرحلة الابتدائية فعند عرضه بالمرحلة الثانوية
فسوف يكون قليل أو عديم الجدوى لاحتوائه على معلومات بسيطة ومعروفه
على طالبات المرحلة الثانية وبذلك فسوف يكون استعمالها عديم القيمة التربوية.
3 ـ أن تكون الوسيلة واضحة من حيث رسمها والبيانات والألوان وتناسب حجم أجزائها المختلفة:
تفتقر بعض المواد التعليمية إلى الوضوح من حيث رسمها والبيانات عليها، أو ألوانها، أو تناسب
حجم أجزائها المختلفة مما يؤثر تأثيراً كبيراً عند استعمالها.
فمثلاً عند استعمال صورة مرسومة تقنياً للجهاز الهضمي في الإنسان ينبغي مراعاة نسب حجم وأطوال أعضاءه
المختلفة كالفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الرفيعة والغليظة … الخ،
كما أن رسم الجهاز ينبغي أن يكون واضحاً مع استخدام الألوان المناسبة القريبة من لونها الطبيعي بقدر الإمكان،
فإذا لم تتوفر هذه الشروط فسوف يكون من الخطأ اختيارها.
4 ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع مكان عرضها وظروفها:
فمثلاً عند استخدام شاشة لعرض أي مادة تعليمية من خلال جهاز الفيديو بروجكتور أو السينما التعليمية أو عرض
بيانات الكمبيوتر من خلال جهاز العرض (Data Show) يجب على المعلمة أن تكون متأكدة من المكان المهيأ لاستخدام
هذه الشاشة، وكذلك عند اختيارها فيلماً تعليمياً لعرضه على الطالبات ينبغي على المعلمة أن تكون متأكدة من
المكان الذي سيُعرض فيه من حيث إظلام المكان ووجود مصدر كهربي،
وإلا قلت أو انعدمت فائدة اختيار هذا الفيلم لعرضه.
5 ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع أهداف الدرس:
ينفرد كل درس بأهداف خاصة تميزه عن غيره،
وبذلك فربما يكون الأفضل لدرس من الدروس اختيار نموذج معين بدلاً من عرض فيلم،
أو القيام برحلة تعليمية لمكان معين بدلاً من سماع شريط مُسجّل، أو التفاعل مع جهاز كمبيوتر أو جهاز فيديو
تفاعلي، وهكذا …
ولذا يجب أن يكون اختيار الوسيلة قائماً على الأهداف التي تضعها المعلمة عند تدريسها لموضوع معين.
* ثالثاً : القواعد العامة التي ينبغي مراعاتها عند استخدام الاتصال التعليمية:
1 ـ تحديد الغرض من استعمال الوسيلة:
لا يعتبر مجرد استخدام وسيلة تعليمية أو أكثر في الدرس ضماناً لاستفادة واستمتاع الطالبات:
فرُبّ معلمة تدخل فصل لتدريس موضوع عن الجهاز التنفسي في الإنسان،
وكان معها فيلم عن الجهاز التنفسي في الإنسان، وعند بدء عرضه في الصف، سرعان ما تساءلت الطالبات: "ما
مناسبة عرض هذا الفيلم؟
وما الغرض منه؟ وما علاقته بمنهجنا؟ "
وساد الدرس الهرج، وشعرت المعلمة بفشل العرض،
وتساءلت عن أسباب الفشل، فوجدت أنها لو شوّقت الطالبات إلى موضوع الدرس،
وموضوع الفيلم قبل عرضه، وما ينبغي أن تركّز الطالبات عليه أثناء مشاهدتهن للفيلم،
أو لو أنه عرض مشكلة تتطلب حلاً تجده الطالبات في الفيلم لكان شوق الطالبات واهتمامهن به كبيراً،
ولكانت فائدته المتوقعة عظيمة.
من هذا المثال يتضح أنه من الضروري تحديد الغرض أو الأغراض للطالبات قبل استخدام أي وسيلة تعليمية.
وعلى ذلك فالمعلمة الناجحة ينبغي أن تكون على علم بالهدف الذي ستحققه الوسيلة عند استخدامها،
وعليها أن تجيب عن الأسئلة التي تدور في ذهنها قبل استخدام الوسيلة مثل سبب استخدامها،
والفوائد التي تعود على الطالبات من استخدامها، وعن مدى الحاجة إليها،
وعن مدى ما تساهم فيه في موقف التعليم ـ التعلم، ولا يقتصر تحديد الهدف بالنسبة للمعلمة وحدها،
بل يجب أن يتعداها إلى معرفة الطالبات أنفسهن بالهدف من استخدام الوسيلة،
ويمكن أن تكون هذه المعرفة مباشرة أو ضمنية تحس الطالبات بأهميتها بالنسبة لهن.
2 ـ أن تقوم المعلمة بتجربة الوسيلة قبل استخدامها:
وقد حدث أن أرادت معلمة العلوم أن تثبت أن الغاز المتصاعد في تجربة معينة هو غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يمتاز
بقدرته على تعكير ماء الجير الصافي،
وبالفعل مررت المعلمة هذا الغاز في مخبار مكتوب عليه "ماء الجير"، لكن لم يحدث تعكير لأن الزجاجة كان بها ماءً عادياً،
وفشل التجربة يرجع إلى أن هذه المعلمة لم تتثبت قبل الدرس من محتويات تلك الزجاجة.
ولذلك ينبغي أن تقوم المعلمة بتجربة الوسيلة التي اختارتها وذلك قبل عرضها على الطالبات
لعدة أسباب منها:
(أ) الحكم على الوسيلة قبل الاستعمال.
(ب) التأكد من دقة المعلومات المتضمنة في الوسيلة قبل العرض.
(ج) التأكد من صلاحية الوسيلة للاستعمال.
4 ـ أن تُستخدم الوسيلة في الموعد المناسب:
يجب على المعلمة أن تستخدم الوسيلة في الموعد المناسب للاستخدام، أي في الوقت الذي تراه مناسباً لتقبُّل
الطالبات لها، واستعدادهن وتهيؤهن الذهني لها، وذلك لكي يكون استخدامها طبيعياً وليس مُفتعلاً، ولكي يتلاءم
استخدامها مع باقي خطوات الدرس، وبذلك يتحقق الهدف من استعمالها.
ويُفضل في معظم الأحيان ألاّ تُظهِر المعلمة الوسيلة أو الوسائل التي ستستخدمها في درسها في الفصل إلا في
الموعد المناسب، حيث يجب إخفاء هذه الوسيلة أو هذه الوسائل
وعدم إظهارها إلا في الوقت المناسب، وبذلك يكون استخدام الوسيلة وظيفياً، لا لمجرد اللهو والزخرفة.
5 ـ أن تُستخدم الوسيلة في المكان المناسب:
يجب أن تختار المعلمة المكان المناسب لعرض الوسيلة، وهو المكان الذي يسمح بتسلسل الأفكار
وحُسن تتبُّع الدرس واستفادة الطالبات. وقد يكون هذا المكان هو الفصل المدرسي، أو المعمل، أو فناء المدرسة، أو
مسرحها، أو المكان الذي تقصده الطالبات في رحلة تعليمية … الخ.
وتتدخل عوامل كثيرة في تحديد المكان منها:
(أ) عدد الطالبات الذين ستُعرض الوسيلة عليهن.
(ب) إمكانيات المكان نفسه.
(ج) نوع الوسيلة المُزمع استخدامها.
وغير ذلك من العوامل.
6 ـ أن تقوم كل من المعلمة والطالبات بدور إيجابي فعّال أثناء استخدام الوسيلة:
من الضروري أن تقوم كل من المعلمة والطالبات بدور فعّال ونشط أثناء استخدام الوسيلة،
ولتحقيق ذلك ينبغي أن تتيح المعلمة لطالباتها فرص التعبير عن نفوسهن
واستجلاء الغامض عنهن والربط بين الخبرات التي يمرون بها.
فمثلاً عند عرض فيلم تعليمي متحرك يجب على المعلمة أن تتكلم عن الفيلم في صورة مقدمة صغيرة
وعليها كذلك إذا لزم الأمر أن تعلق على أجزاء منه أثناء العرض،
وإذا كان الفيلم يتضمن مصطلحات جديدة قد تعوق تسلسل أفكار الطالبات،
فعلى المعلمة أن تُذلل هذه العقبة أولاً بأول بأن تتثبّت من أن الطالبات تفهمن المقصود بهذه المصطلحات،
ثم عليها تقويم الفيلم بعد عرضه، أما الطالبات فعليهن تسجيل ملاحظاتهن
على الفيلم وحسن متابعتهن له، وسؤالهن المعلمة عما تردن السؤال عنه … الخ.
7 ـ أن تقوم المعلمة بتقويم الطالبات لما حققته الوسيلة من أهداف:
لا ينتهي استخدام الوسيلة بانتهاء عرضها: إنما يلزم التثبُّت من استفادة الطالبات منها،
وفهنهن محتوياتها بدقة، وربطهن لما في الوسيلة من مادة بما سبق عرضه في الدرس من خبرات،
وحُسن الاستنتاج واستقامة التفكير، أي أنه يلزم تقويم الطالبات، أي التأكد من أنهن ـ
بمشاهدتهن أو سماعهن للوسيلة، أو تعاملهن معها ـ
قد حققن الأغراض التي كن تنشدنها من استخدام الوسيلة،
سواء كان هذا الغرض إشعارهن بمشكلة، أو مقارنة عمليتين، أو تعلم مهارة .. أو غير هذا من الأغراض.