من طرف نجوى احميدي الصاعدي الأربعاء 4 نوفمبر 2009 - 4:27نعاني في عالمنا العربي وفي مجال التربية بالتحديد معاناة شديدة في ما يتعلق بالتخبط الواضح نتيجة عدم التحديد الدقيق لمعاني العديد من المصطلحات التربوية والتعليمية فكثيراً ما تختلف المعاني للمصطلح الواحد كما تستخدم مصطلحات مختلفة المعاني على نحو مترادف 0
ومن هذه المصطلحات مصطلح ( تكنولوجيا التعليم 0 هذا المصطلح التي تباينة حوله المعاني وتداخلت والتبست معه مصطلحات أخرى عديدة من مثل الوسائل التعليمية، ووسائل الإيضاح، والوسائط التعليمية، وتكنولوجيا التربية، والوسائل المعينة 00 إلى غير ذلك من المصطلحات التي تستخدم كمرادفات لمصطلح تكنولوجيا التعليم، على الرغم من اختلاف دلالات ومعاني كثير منها 0
وهذه الإشكالية لا تزال قائمة من ذو ظهور هذا المصطلح وحتى وقتنا هذا على الرغم من تنامي هذا المصطلح وتطوره إلى الحد الذي جعله يستقل عن مجال المناهج وطرق التدريس ليصبح مجالاً قائماً بذاته 0
فلا تكاد تتصفح مرجعاً من مراجع التربية إلا وتجد اختلافاً في المصطلحات وتباين في المعاني وخلطاً في المفاهيم في أحيان كثيرة مما يجعلك كقارئ تقف أمام هذه الاختلافات مذهولاً وحائراً 0
وهذا ما يدعونا هنا إلى فض الاشتباك بين مفهوم تكنولوجيا التعليم، وغيره من المصطلحات التي تتداخل معه0ومن أجل الوصول إلى ذلك لا بد من تعريف كل مصطلح من هذه المصطلحات لبيان مدى ارتباط مصطلح تكنولوجيا التعليم بتلك المصطلحات وسنحاول أن نستقي تلك التعريفات من مصادرها الموثوقة من أصحاب الاختصاص 0
أولاً: مفهوم تكنولوجيا التعليم Instructional Technology
هذا المصطلح هو مصطلح معرب ب ( تقنيات التعليم ) وقد ظهر هذا المصطلح تقريباً في النصف الأخير من القرن العشرين مواكباً للثورة التكنولوجية العارمة التي شملت كافة نظم الحياة الإنسانية على كوكب الأرض 0 ولكي يتضح لنا مفهوم التكنولوجيا لا بد من تعريف مصطلح التكنولوجيا بشكل عام
وكلمة تكنولوجيا في الأصل كلمة يونانية مشتقة من كلمتين:
المقطع الأول ( تكنو Techno ) بمعنى حرفه أو صنعة 0
والمقطع الثاني ( لوجي Logy ) بمعنى فن أو علم 0
ومن هنا يتضح لنا ان معنى هذه الكلمة المركبة هو فن الحرفة أو علم الحرفة أو فن الصنعة 0
ويتضح لنا من هذا المعنى أن كلمة تكنولوجيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم التطبيقي التقني يدل على ذلك أصل الكلمة في اللغة الإنجليزية ( Technique) بمعنى تقانة أو تقنية 0
وعلى ضوء هذا التعريف العام للتكنولوجيا يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها :
(( تطبيق نظمي لمبادئ ونظريات التعليم عملياً في الواقع الفعلي لميدان التعليم ))
ثانياً: التكنولوجيا في التعليم Technology in Instruction
ويشير هذا المصطلح إلى ( استخدام التطبيقات التكنولوجية والاستفادة منها ، في إدارة وتنظيم العملية التعليمية بأية مؤسسة تعليمية ) فاستخدام الحاسب الآلي مثلاً لعمل قواعد بيانات عن الطلاب والعاملين بالمؤسسة التعليمية أو لتنظيم الجدول 00 إلى غير ذلك 00 يطلق عليه التكنولوجيا في التعليم 0 ومن هنا يتضح الفرق بين المصطلحين 0
ثالثاً : تكنولوجيا التربية : Educational Technology
وتكنولوجيا التربية مفهوم مركب يشترك فيه العنصر البشري بأفكاره وأساليبه مع الأجهزة والأدوات والمواد بإمكانياتها للعمل على تحليل القضايا والمشكلات المتصلة بجميع جوانب النمو الإنساني واقتراح الحلول المناسبة لها 0 والعمل على تنفيذ تلك الحلول ، وتقويم نتائجها ، وإدارة جميع العمليات المتعلقة بها 0
وعلى هذا الأساس فتكنولوجيا التعليم تعد جزءاً من تكنولوجيا التربية وبعداً واحداً من أبعادها 0
وعلى هذا فإن الاختلاف بين المفهومين هو في درجة العمومية والخصوصية فتكنولوجيا التربية أعم من تكنولوجيا التعليم 0
رابعاً : الوسائل التعليمية Instructional Aids
وهذا المصطلح من أكثر المصطلحات تداخلاً مع مصطلح تكنولوجيا التعليم0
والوسائل التعليمية قد تمثل خطوة سابقة ومرحلة تطورية أدت إلى ظهور تكنولوجيا التعليم 0
وقد تطور مفهوم الوسائل التعليمية بتطور الحواس التي تخاطبها هذه الوسائل فكانت الوسائل البصرية ثم كانت الوسائل السمعية ثم الوسائل السمع بصرية ثم الوسائل التعليمية التي تخاطب أكثر من حاسة 00 وهكذاً 0
ونوجز هنا تعريفاً للوسائل التعليمية يقول(( بأنها الأجهزة والأدوات والمواد التعليمية التي يستخدمها المعلم داخل حجرة الدراسة 0 لتيسر له نقل الخبرات التعليمية إلى المتعلم بسهولة ووضوح ))0
ومن هنا نخلص إلى أن الوسائل التعليمية تمثل جزءاً من منظومة تكنولوجيا التعليم واحد عناصرها 0
وسنقتصر في هذا البحث على الحديث عن الوسائل التعليمية وفق المفهوم الذي عرضناه آنفاً :
الوسائل التعليمية Instructional Aids
كثيراً ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الوسائل التعليمية، أن مفهوم هذا الاصطلاح لا يتعدى حدود استعمال الوسائل الإيضاحية البسيطة التي تستعمل في عملية التعليم، كالنماذج البسيطة، والمصورات، والمجسمات المختلفة، والعينات، والرسوم، والخرائط، وابتكارات بدائية أخرى يستوحيها المعلم من بيئته، ولا تكلف كثيراً من القابلية الإبداعية والجهد أو الكلفة المادية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن كثيراً من المعلمين يعتقدون أن جميع الوسائل التعليمية أنفة الذكر لا يستفاد من استعمالها إلا في المراحل الدراسية الأولى دون الجامعة 0
وفي الحقيقة إن النظرة المذكورة أنفاً قد أصبحت في هذه المرحلة من مراحل التطور العلمي، وسعت البحث، والتجربة في أصول التربية، نظرة قاصرة وضيقة إلى حد كبير، بحيث لا تتفق، أو تتواءم والنظريات التربوية 0 وهي لا تختلف كثيراً عن المحاولات التاريخية الأولى في استعمال الوسائل التعليمية في قضايا التعليم 0
وبالإضافة إلى توافر الوسائل التعليمية البسيطة للاستعمال في غرفة الدراسة كالسبورة والمصورات العلمية والخرائط والرسوم البيانية والمخططات والنماذج وغيرها، نرى العديد من الأجهزة والمواد التعليمية الحديثة التي أصبح في مستطاع كل معلم استعمالها في غرفة الصف، أو قاعة المختبر في أثناء قيامه بعملية التعليم أو التدريب 0 كما أن هذه الوسائل أثبتت أهمية بالغة في تحقيق الأهداف التعليمية، إذ كان كثير من العلماء المتخصصين في الماضي يجدون في البحث – بما تيسر لديهم من وسائل علمية – عن معرفة حقيقة الأشياء الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة، لدراسة شكلها وطبيعتها، نرى الطالب اليوم يتمكن بسهولة النظر خلال عدسة المجهر ليطلع على حقيقة مثل هذه الأشياء ويستطيع تصورها في أي وقت كان بعد مشاهدتها بهذه الوسيلة، كما يمكنه مشاهدة الأجزاء المختلفة للمجموعة الشمسية عن طريق التلسكوب، أو الأقمار الصناعية 0
لقد أصبح للسينما، والتلفاز، والتسجيل المرئي المغناطيسي ( التسجيل التلفازي ) ، وأجهزة العرض المختلفة دور فعال في تقديم خلاصات علمية مفيدة لمختلف الموضوعات ، والمستويات الدراسية كافة ، في كل زمان ومكان 0 كما تساعد كل من أجهزة الصوت ، والمذياع والتلفاز ، والأقمار الصناعية ، والإنترنت ، على نقل كثير من المعلومات العلمية والثقافية إلى المستمعين والمشاهدين أينما كانوا من العالم ، هذا إضافة إلى وسائل أخرى ، ومبتكرات لا حصر لها ، يستغلها المعلم بدافع الحاجة ، مما ينبغي أن تكون ضمن حدود البيئة ، وما يتوافر فيها من إمكانيات 0
إن التصور القاصر لمدلول الوسائل التعليمية جعلها تسير في دائرة ضيقة، ولم يحقق الغرض من استخدامها لأنه لا يضع الوسيلة التعليمية داخل نظرية شاملة، تنظر للعملية التعليمية نظرة متكاملة منهجية لتسير في خطوات متسلسلة، ولتؤثر كل منها في الأخرى، بحيث تصبح الوسيلة التعليمية جزءاً متكاملاً من استراتيجية التعليم التي يتبعها المعلم لتحقيق أهداف محددة، يصوغها في صورة أنماط سلوكية يمارسها المتعلم 0 إن أهمية الوسائل التعليمية لا تكمن في الوسائل التعليمية في حد ذاتها، ولكن فيما تحققه هذه الوسائل من أهداف سلوكية محددة 0 ضمن أسلوب متكامل يضعه المعلم لتحقيق أهدافه الدرس النظري أو العملي، ويأخذ بعين الاعتبار معايير اختيار الوسيلة، أو إنتاجها وطرق استخدامها وتوظيفها، ومواصفات المكان الذي تستخدم فيه، وغير ذلك من العوامل التي تؤثر في تحقيق أهداف الدرس النظري أو العملي وهذا ما يحققه مفهوم التقنيات التعليمية0
المراجع /
1 من الوسائل التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم 0 ص 18 – 19 0
2 تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق د / محمد محمود الحيلة – ص 53 – 54 0
3 وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم – د / حسين حمدي الطوبجي – الطبعة الثامنة 1987 م – دار القلم – الكويت 0
ومن هذه المصطلحات مصطلح ( تكنولوجيا التعليم 0 هذا المصطلح التي تباينة حوله المعاني وتداخلت والتبست معه مصطلحات أخرى عديدة من مثل الوسائل التعليمية، ووسائل الإيضاح، والوسائط التعليمية، وتكنولوجيا التربية، والوسائل المعينة 00 إلى غير ذلك من المصطلحات التي تستخدم كمرادفات لمصطلح تكنولوجيا التعليم، على الرغم من اختلاف دلالات ومعاني كثير منها 0
وهذه الإشكالية لا تزال قائمة من ذو ظهور هذا المصطلح وحتى وقتنا هذا على الرغم من تنامي هذا المصطلح وتطوره إلى الحد الذي جعله يستقل عن مجال المناهج وطرق التدريس ليصبح مجالاً قائماً بذاته 0
فلا تكاد تتصفح مرجعاً من مراجع التربية إلا وتجد اختلافاً في المصطلحات وتباين في المعاني وخلطاً في المفاهيم في أحيان كثيرة مما يجعلك كقارئ تقف أمام هذه الاختلافات مذهولاً وحائراً 0
وهذا ما يدعونا هنا إلى فض الاشتباك بين مفهوم تكنولوجيا التعليم، وغيره من المصطلحات التي تتداخل معه0ومن أجل الوصول إلى ذلك لا بد من تعريف كل مصطلح من هذه المصطلحات لبيان مدى ارتباط مصطلح تكنولوجيا التعليم بتلك المصطلحات وسنحاول أن نستقي تلك التعريفات من مصادرها الموثوقة من أصحاب الاختصاص 0
أولاً: مفهوم تكنولوجيا التعليم Instructional Technology
هذا المصطلح هو مصطلح معرب ب ( تقنيات التعليم ) وقد ظهر هذا المصطلح تقريباً في النصف الأخير من القرن العشرين مواكباً للثورة التكنولوجية العارمة التي شملت كافة نظم الحياة الإنسانية على كوكب الأرض 0 ولكي يتضح لنا مفهوم التكنولوجيا لا بد من تعريف مصطلح التكنولوجيا بشكل عام
وكلمة تكنولوجيا في الأصل كلمة يونانية مشتقة من كلمتين:
المقطع الأول ( تكنو Techno ) بمعنى حرفه أو صنعة 0
والمقطع الثاني ( لوجي Logy ) بمعنى فن أو علم 0
ومن هنا يتضح لنا ان معنى هذه الكلمة المركبة هو فن الحرفة أو علم الحرفة أو فن الصنعة 0
ويتضح لنا من هذا المعنى أن كلمة تكنولوجيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم التطبيقي التقني يدل على ذلك أصل الكلمة في اللغة الإنجليزية ( Technique) بمعنى تقانة أو تقنية 0
وعلى ضوء هذا التعريف العام للتكنولوجيا يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها :
(( تطبيق نظمي لمبادئ ونظريات التعليم عملياً في الواقع الفعلي لميدان التعليم ))
ثانياً: التكنولوجيا في التعليم Technology in Instruction
ويشير هذا المصطلح إلى ( استخدام التطبيقات التكنولوجية والاستفادة منها ، في إدارة وتنظيم العملية التعليمية بأية مؤسسة تعليمية ) فاستخدام الحاسب الآلي مثلاً لعمل قواعد بيانات عن الطلاب والعاملين بالمؤسسة التعليمية أو لتنظيم الجدول 00 إلى غير ذلك 00 يطلق عليه التكنولوجيا في التعليم 0 ومن هنا يتضح الفرق بين المصطلحين 0
ثالثاً : تكنولوجيا التربية : Educational Technology
وتكنولوجيا التربية مفهوم مركب يشترك فيه العنصر البشري بأفكاره وأساليبه مع الأجهزة والأدوات والمواد بإمكانياتها للعمل على تحليل القضايا والمشكلات المتصلة بجميع جوانب النمو الإنساني واقتراح الحلول المناسبة لها 0 والعمل على تنفيذ تلك الحلول ، وتقويم نتائجها ، وإدارة جميع العمليات المتعلقة بها 0
وعلى هذا الأساس فتكنولوجيا التعليم تعد جزءاً من تكنولوجيا التربية وبعداً واحداً من أبعادها 0
وعلى هذا فإن الاختلاف بين المفهومين هو في درجة العمومية والخصوصية فتكنولوجيا التربية أعم من تكنولوجيا التعليم 0
رابعاً : الوسائل التعليمية Instructional Aids
وهذا المصطلح من أكثر المصطلحات تداخلاً مع مصطلح تكنولوجيا التعليم0
والوسائل التعليمية قد تمثل خطوة سابقة ومرحلة تطورية أدت إلى ظهور تكنولوجيا التعليم 0
وقد تطور مفهوم الوسائل التعليمية بتطور الحواس التي تخاطبها هذه الوسائل فكانت الوسائل البصرية ثم كانت الوسائل السمعية ثم الوسائل السمع بصرية ثم الوسائل التعليمية التي تخاطب أكثر من حاسة 00 وهكذاً 0
ونوجز هنا تعريفاً للوسائل التعليمية يقول(( بأنها الأجهزة والأدوات والمواد التعليمية التي يستخدمها المعلم داخل حجرة الدراسة 0 لتيسر له نقل الخبرات التعليمية إلى المتعلم بسهولة ووضوح ))0
ومن هنا نخلص إلى أن الوسائل التعليمية تمثل جزءاً من منظومة تكنولوجيا التعليم واحد عناصرها 0
وسنقتصر في هذا البحث على الحديث عن الوسائل التعليمية وفق المفهوم الذي عرضناه آنفاً :
الوسائل التعليمية Instructional Aids
كثيراً ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الوسائل التعليمية، أن مفهوم هذا الاصطلاح لا يتعدى حدود استعمال الوسائل الإيضاحية البسيطة التي تستعمل في عملية التعليم، كالنماذج البسيطة، والمصورات، والمجسمات المختلفة، والعينات، والرسوم، والخرائط، وابتكارات بدائية أخرى يستوحيها المعلم من بيئته، ولا تكلف كثيراً من القابلية الإبداعية والجهد أو الكلفة المادية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن كثيراً من المعلمين يعتقدون أن جميع الوسائل التعليمية أنفة الذكر لا يستفاد من استعمالها إلا في المراحل الدراسية الأولى دون الجامعة 0
وفي الحقيقة إن النظرة المذكورة أنفاً قد أصبحت في هذه المرحلة من مراحل التطور العلمي، وسعت البحث، والتجربة في أصول التربية، نظرة قاصرة وضيقة إلى حد كبير، بحيث لا تتفق، أو تتواءم والنظريات التربوية 0 وهي لا تختلف كثيراً عن المحاولات التاريخية الأولى في استعمال الوسائل التعليمية في قضايا التعليم 0
وبالإضافة إلى توافر الوسائل التعليمية البسيطة للاستعمال في غرفة الدراسة كالسبورة والمصورات العلمية والخرائط والرسوم البيانية والمخططات والنماذج وغيرها، نرى العديد من الأجهزة والمواد التعليمية الحديثة التي أصبح في مستطاع كل معلم استعمالها في غرفة الصف، أو قاعة المختبر في أثناء قيامه بعملية التعليم أو التدريب 0 كما أن هذه الوسائل أثبتت أهمية بالغة في تحقيق الأهداف التعليمية، إذ كان كثير من العلماء المتخصصين في الماضي يجدون في البحث – بما تيسر لديهم من وسائل علمية – عن معرفة حقيقة الأشياء الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة، لدراسة شكلها وطبيعتها، نرى الطالب اليوم يتمكن بسهولة النظر خلال عدسة المجهر ليطلع على حقيقة مثل هذه الأشياء ويستطيع تصورها في أي وقت كان بعد مشاهدتها بهذه الوسيلة، كما يمكنه مشاهدة الأجزاء المختلفة للمجموعة الشمسية عن طريق التلسكوب، أو الأقمار الصناعية 0
لقد أصبح للسينما، والتلفاز، والتسجيل المرئي المغناطيسي ( التسجيل التلفازي ) ، وأجهزة العرض المختلفة دور فعال في تقديم خلاصات علمية مفيدة لمختلف الموضوعات ، والمستويات الدراسية كافة ، في كل زمان ومكان 0 كما تساعد كل من أجهزة الصوت ، والمذياع والتلفاز ، والأقمار الصناعية ، والإنترنت ، على نقل كثير من المعلومات العلمية والثقافية إلى المستمعين والمشاهدين أينما كانوا من العالم ، هذا إضافة إلى وسائل أخرى ، ومبتكرات لا حصر لها ، يستغلها المعلم بدافع الحاجة ، مما ينبغي أن تكون ضمن حدود البيئة ، وما يتوافر فيها من إمكانيات 0
إن التصور القاصر لمدلول الوسائل التعليمية جعلها تسير في دائرة ضيقة، ولم يحقق الغرض من استخدامها لأنه لا يضع الوسيلة التعليمية داخل نظرية شاملة، تنظر للعملية التعليمية نظرة متكاملة منهجية لتسير في خطوات متسلسلة، ولتؤثر كل منها في الأخرى، بحيث تصبح الوسيلة التعليمية جزءاً متكاملاً من استراتيجية التعليم التي يتبعها المعلم لتحقيق أهداف محددة، يصوغها في صورة أنماط سلوكية يمارسها المتعلم 0 إن أهمية الوسائل التعليمية لا تكمن في الوسائل التعليمية في حد ذاتها، ولكن فيما تحققه هذه الوسائل من أهداف سلوكية محددة 0 ضمن أسلوب متكامل يضعه المعلم لتحقيق أهدافه الدرس النظري أو العملي، ويأخذ بعين الاعتبار معايير اختيار الوسيلة، أو إنتاجها وطرق استخدامها وتوظيفها، ومواصفات المكان الذي تستخدم فيه، وغير ذلك من العوامل التي تؤثر في تحقيق أهداف الدرس النظري أو العملي وهذا ما يحققه مفهوم التقنيات التعليمية0
المراجع /
1 من الوسائل التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم 0 ص 18 – 19 0
2 تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق د / محمد محمود الحيلة – ص 53 – 54 0
3 وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم – د / حسين حمدي الطوبجي – الطبعة الثامنة 1987 م – دار القلم – الكويت 0
