الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
أما بعد:
فهذه تأملات قصيرة لإحدى عشرة آية.
******************
&ـ أولاً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه : "وأهش بها على غنمي " دليل على أن نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ كان يرعى الغنم , وما من نبي إلا وقد رعى الغنم ـ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ـ .
ولعل السر في ذلك حصول التدرج من رعيا الغنم إلى رعيا الأمم , فالغنم فيها الهزيلة , والقوية , والملائمة , والنافرة , والسريعة , والبطيئة , يحتاج راعيها إلى صبر , ومداراة ,وسعة بال ,ومراعاة .
وكذلك الحال بالنسبة للبشر , ففيهم العجول , وفيهم المتريث , وفيهم المبادر و وفيهم المتباطئ , وفيهم الغضوب , وفيهم الحكيم , وهكذا .......
فإن وطن نفسه على حسن الرعاية للغنم كان ذلك عوناً له على حسن رعاية الأمم.
******************
&ـ ثانياً: : في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه على لسان موسى ـ عليه السلام ـ :" قال رب اشرح لي صدري " إلى قوله :" كي نسبحك "
وقوله على لسان زكريا ـ عليه السلام ـ : " فهب لي من لدنك ولياً يرثني " أدب من آداب الدعاء , وهو نبل الغاية, وشرف المقصد ,
وقريب منه قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم اشف عبدك فلاناً ينكأ لك عدواً , ويمش لك إلى صلاة ".
******************
&ـ ثالثاً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة آل عمران : " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا ًغليظ القلب لانفضوا من حولك "
يفيد أن القلوب لا تجتمع إلا على من كان رفيقاً , رحيماً , ليناً, وأنها لا تقبل على صاحب القلب القاسي وإن بلغ ما بلغ من العلم والجاه.
******************
&ـ رابعاً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة ص : " رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي "
أدب من آداب الدعاء , وهو الطموح , وعلو الهمة , وعظم الرغبة .
فسليمان عليه السلام ـ لم يكتفي بسؤال الله المغفرة , ولكنه ـ لكبر نفسه , وعلو همته , وعلمه بسعة فضل ربه ـ سأله مع ذلك ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده .
فكانت النتيجة أن أجاب الله دعاءه , وسخر له الريح , والشياطين , وإن له في الآخرة لزلفى وحسن مآب .
******************
&ـ خامساً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة الحشر :" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان "
إشارة إلى انه يحسن بالداعي إذا أراد أن يدعو لنفسه ولغيره أن يبدأ بنفسه ثم يثني بغيره. ولهذا الدعاء القرآني نظائر كثيرة من الكتاب والسنة .
******************
&ـ سادساً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة القصص عن موسى ـ عليه السلام :"رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير"
إشارة إلى سبب من أسباب إجابة الدعاء , وهو إعلان الافتقار إلى الله , وإظهار المسكنة إليه ـ عز وجل ـ .
******************
&ـ سابعاً : في قوله ـ تعالى ـ عن يونس ـ عليه السلام ـ
في سورة الأنبياء : " فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
سبب من أسباب إجابة الدعاء , وهو إظهار الذلة , والإقرار بالذنب , ولهذا كان من أفضل الأدعية الدعاء المعروف سيد الاستغفار , لتضمنه ذلك المعنى .
******************
&ـ ثامناً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة يوسف :" واستبقا الباب "
مشروعية الفرار من الفتن مهما بلغ الإنسان من العلم , والدين , والعقل
******************
&ـ تاسعاً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة النساء :" وخلق الإنسان ضعيفاً "
بيان لضعف الإنسان الجبلي , وفيه إرشاد له بألا يغرر بنفسه , فيلقى بها في مواطن الفتن , ثقة بعلمه , ودينه , فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه
******************
&ـ عاشراً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه :" رب أشرح لي صدري "
بيان لمدى حاجة الداعية إلى انشراح الصدر , حتى يتمكن من إيصال دعوته بأيسر كلفة , ولأجل أن يراه الناس على أكمل ما يكون من السرور , فتسري تلك الروح منه إلى المدعوين , فيتحقق مقصد من أعظم مقاصد الدعوة ألا وهو الوصول إلى السعادة .
أما إذا ضاق صدره , وقل صبره , فلن يقوم بعمل كبير , ولن يصدر عنه خير كثير.
وأما ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متواصل الأحزان فلا يثبت ذلك عنه .
******************
&ـ حادي عشر: في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى "
عزاء لمن يلاقي ما يلاقي من جراء أمره أهله بالصلاة , وإيقاظهم لها خصوصاً صلاة الفجر ,
فقوله " واصطبر " أبلغ ما يكون من العبارات , ولا تغني عنها في هذا السياق لفظة أخرى , لما فيها من معاني المثابرة , والاستمرار على هذه الخصلة , كيف وقد ختمت تلك الآية ضمان الرزق , وحسن العاقبة لمن كان هذا شأنه ؟
فيالها من آية تبعث الروح , وتمد الإنسان الصبر , واليقين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
******************
اقتطفته لـــــــكم من بساتين الكتب
أما بعد:
فهذه تأملات قصيرة لإحدى عشرة آية.
******************
&ـ أولاً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه : "وأهش بها على غنمي " دليل على أن نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ كان يرعى الغنم , وما من نبي إلا وقد رعى الغنم ـ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ـ .
ولعل السر في ذلك حصول التدرج من رعيا الغنم إلى رعيا الأمم , فالغنم فيها الهزيلة , والقوية , والملائمة , والنافرة , والسريعة , والبطيئة , يحتاج راعيها إلى صبر , ومداراة ,وسعة بال ,ومراعاة .
وكذلك الحال بالنسبة للبشر , ففيهم العجول , وفيهم المتريث , وفيهم المبادر و وفيهم المتباطئ , وفيهم الغضوب , وفيهم الحكيم , وهكذا .......
فإن وطن نفسه على حسن الرعاية للغنم كان ذلك عوناً له على حسن رعاية الأمم.
******************
&ـ ثانياً: : في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه على لسان موسى ـ عليه السلام ـ :" قال رب اشرح لي صدري " إلى قوله :" كي نسبحك "
وقوله على لسان زكريا ـ عليه السلام ـ : " فهب لي من لدنك ولياً يرثني " أدب من آداب الدعاء , وهو نبل الغاية, وشرف المقصد ,
وقريب منه قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم اشف عبدك فلاناً ينكأ لك عدواً , ويمش لك إلى صلاة ".
******************
&ـ ثالثاً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة آل عمران : " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا ًغليظ القلب لانفضوا من حولك "
يفيد أن القلوب لا تجتمع إلا على من كان رفيقاً , رحيماً , ليناً, وأنها لا تقبل على صاحب القلب القاسي وإن بلغ ما بلغ من العلم والجاه.
******************
&ـ رابعاً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة ص : " رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي "
أدب من آداب الدعاء , وهو الطموح , وعلو الهمة , وعظم الرغبة .
فسليمان عليه السلام ـ لم يكتفي بسؤال الله المغفرة , ولكنه ـ لكبر نفسه , وعلو همته , وعلمه بسعة فضل ربه ـ سأله مع ذلك ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده .
فكانت النتيجة أن أجاب الله دعاءه , وسخر له الريح , والشياطين , وإن له في الآخرة لزلفى وحسن مآب .
******************
&ـ خامساً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة الحشر :" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان "
إشارة إلى انه يحسن بالداعي إذا أراد أن يدعو لنفسه ولغيره أن يبدأ بنفسه ثم يثني بغيره. ولهذا الدعاء القرآني نظائر كثيرة من الكتاب والسنة .
******************
&ـ سادساً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة القصص عن موسى ـ عليه السلام :"رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير"
إشارة إلى سبب من أسباب إجابة الدعاء , وهو إعلان الافتقار إلى الله , وإظهار المسكنة إليه ـ عز وجل ـ .
******************
&ـ سابعاً : في قوله ـ تعالى ـ عن يونس ـ عليه السلام ـ
في سورة الأنبياء : " فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
سبب من أسباب إجابة الدعاء , وهو إظهار الذلة , والإقرار بالذنب , ولهذا كان من أفضل الأدعية الدعاء المعروف سيد الاستغفار , لتضمنه ذلك المعنى .
******************
&ـ ثامناً : في قوله ـ تعالى ـ في سورة يوسف :" واستبقا الباب "
مشروعية الفرار من الفتن مهما بلغ الإنسان من العلم , والدين , والعقل
******************
&ـ تاسعاً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة النساء :" وخلق الإنسان ضعيفاً "
بيان لضعف الإنسان الجبلي , وفيه إرشاد له بألا يغرر بنفسه , فيلقى بها في مواطن الفتن , ثقة بعلمه , ودينه , فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه
******************
&ـ عاشراً: في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه :" رب أشرح لي صدري "
بيان لمدى حاجة الداعية إلى انشراح الصدر , حتى يتمكن من إيصال دعوته بأيسر كلفة , ولأجل أن يراه الناس على أكمل ما يكون من السرور , فتسري تلك الروح منه إلى المدعوين , فيتحقق مقصد من أعظم مقاصد الدعوة ألا وهو الوصول إلى السعادة .
أما إذا ضاق صدره , وقل صبره , فلن يقوم بعمل كبير , ولن يصدر عنه خير كثير.
وأما ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متواصل الأحزان فلا يثبت ذلك عنه .
******************
&ـ حادي عشر: في قوله ـ تعالى ـ في سورة طه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى "
عزاء لمن يلاقي ما يلاقي من جراء أمره أهله بالصلاة , وإيقاظهم لها خصوصاً صلاة الفجر ,
فقوله " واصطبر " أبلغ ما يكون من العبارات , ولا تغني عنها في هذا السياق لفظة أخرى , لما فيها من معاني المثابرة , والاستمرار على هذه الخصلة , كيف وقد ختمت تلك الآية ضمان الرزق , وحسن العاقبة لمن كان هذا شأنه ؟
فيالها من آية تبعث الروح , وتمد الإنسان الصبر , واليقين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
******************
اقتطفته لـــــــكم من بساتين الكتب
__________________
:::الــدنـيـا قــريــة وأنــت أمــيــرهــا:::
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ـ* ـ*ـ* ـ*ـ* ـ*ـ* ـ*
{سبحان الله ,,والحمد لله ,,ولا إله إلا الله,, والله أكبر}
ـ* ـ* ـ* ـ*ـ* ـ*ـ* ـ*