هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
كل عام وأنتن بخير أسأل الله أن يجعله عام خير وبركة على الجميع 
 
ملاحظة هامة : نقدك لإنتاج زميلاتك سواء بالإيجاب أو السلب يؤكد حضورك معنا هنا ويزيد من درجاتك
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

3 مشترك

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الخميس 12 أغسطس 2010 - 0:34






    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    هذا هلال الخير و الغفران[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    هذا بشير اليمن و الإحسان


    هذا طريق الله يدعو صائما[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    للتوب من ذنب و من عصيان


    هذا خلاص النفس من أوصابها
    هذا فكاك الجسم من أدران


    هذا سمو و امتثال رائع
    هذا ثبات النفس في إيمان


    هذا صيام العبد لله الذي
    هذا يجزيه فضلا منه بالرضوان


    أهلا بشهر الصوم ضيفا بيننا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    حلت بنا البشرى مع اطمئنان


    أهلا بشهر النور في أوقاته[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    نحيا طويلا في حمى القرءان


    أهلا بشهر الذكر في أسحاره[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    يحلو اللقا في حضرة الرحمن


    أهلا بشهر الخير في نفحاته[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    نور به يسمو بنو الإنسان


    أنعم به شهرا عظيما قد نجا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    من صامه من ربقة الشيطان


    أنعم به شهرا كفاه أنه
    باب لنيل القصد و الإحسان


    هذه جنات فتحت أبوابها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    يحظي من قام بالأركان


    و تلك نيران به قد أغلقت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    عن صائم يخشى لظى النيران


    طوبى لعبد مؤمن قد صامه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    لله يرجو رحمة الديان


    طوبى لعبد حقق الصوم الذي
    ينهاه عن بغي و عن عدوان


    طوبى لعبد مخلص في صومه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قد صام في سر و في إعلان


    لا بد في صوم من الإمساك عن
    كل الأذى و الشر و الطغيان


    رب امرئ ما صام إلا بطنه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    و لم تصم أذناه و العينان


    إن الصيام الحق في نفع الورى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    و الصلح بين الناس و الإخوان


    رمضان يا شهر الهدى أسعدتنا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    باليمن و الإقبال و الرضوان


    ويل لمن لم يهده شهر الهدى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    و يل له قد باء بالخسران
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    مرحبا بجميع الأخوات الغاليات
    أحببت أن أهنئكم بهذه القصيدة بمناسبة شهر الخير والبركات

    وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

    أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    وبلغكم صيامه وأعانكم وأثابكم على قيامه


    اللهم اجعل اول هذا الشهر صلاحا , وأوسطه فلاحا , وآخره عتقا ونجاحا لنا ولكل المسلمين والمسلمات

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    أخبرناكم سابقا غالياتي ... بأنه سوف تقام في رمضان
    دورة من نور في شهر النور في سوره من نور
    سورة عظيمه وهي سورة الكهف ...شاركونا في حفظها حفظكم الله
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    أما عن فضل القرآن ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة
    شفيعاً لأصحابه " [ رواه مسلم ..



    تخيّلي أن يشفع لكِ القرآن الكريم يوم القيامة ..
    و قال عليه الصلاة والسلام : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به هو مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) [ رواه البخاري..
    ويقول صلى الله عليه وسلم :
    لا حَسَد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله الكتاب فهو يقومُ به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدقُ به آناء الليل وآناء النهار ) رواه مسلم..
    من قرأ حرفا من كتاب الله؛ فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ) إسناده جيد ..

    أرأيتِ كم للقرآن فضل عظيم ..
    فأين أنت من فضل قراءته وتلاوته .. وفضل حفظه وتدبره .. وفضل العمل به ..
    فكيف به في رمضان ؟

    تخيلي كم سيكون أجركِ إن حفظتِ بعض السور الكريمة في شهر رمضان ..
    واللهِ إنه لأجر عظيـــــــــــم ..


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    هذه دعوة للجميع لحفظ سورة االكهف في هذا الشهر المبارك الذي تضاااااااعف فيه الأجور ..
    و ندعو الله أن يفتح علينا في حفظها و يجعلها نبراسا
    و نوارا لنا في الدنيا و الآخرة.

    اخواتي الغاليات/// شاركونا بحفظ هذه السورة المحببه إلى قلوووبنا
    لعل الله يبارك لنا في هذه الأيام المباركه ..........
    وعلى الأقل
    إذا حفظنـا هالسوره نقدر ندفع عن أنفسنا فتنه الدجـال
    وليكون المنتدى شاهدا لنـا لاعلينـا يوم القيامة
    ونرجو من الجميع الحماس والهمة العالية والاشتراك معنا
    ويا الله ورونا الهمة




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    نظام الحلقة :
    كل يوم سنحفظ نصف وجه..
    طبعا مافي أسهل من كذا وإن شاء الله الطريقه
    ماراح تتغير إلا إذا في إقتراحات


    مدة الحلقة :
    سنبدأ على بركة الله في رمضان بإذن الله إلى نهاية الشهر الكريم

    فهل من مشمر ؟؟؟؟!!!!

    بانتظــــــــاركم بفارغ الصبـــــــر


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    أما عن سورة الكهف
    وكلنا نعلم فضل سوره الكهف
    وتقرأ دائما هذه السورة في يوم الجمعة.. لفضلها في هذا اليوم الفضيل
    وفضلها:


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف ـ ) [ رواه مسلم ]
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة ( الكهف ) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) [ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
    عصم من الدجال

    وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة الكهف ) [ كما أنزلت
    كانت له نورايوم القيامة ، من مقامه إلى مكة ،
    و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ، و من توضأ فقال :
    سبحانك اللهم و بحمدك [ أشهد أن ] لا إله إلا أنت،أستغفرك و أتوب إليك ، كتب في رق ،

    ثم جعل في طابع ،فلم يكسر إلى يوم القيامة صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2651 ] ..

    وقال عليه الصلاة والسلام :
    من قرأ سورة ( الكهف ) ليلة الجمعة،أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق

    صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ]




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    سورة الكهف ذكر فيها أربع قصص :
    1-أصحاب الكهف:

    قصة لشباب مؤمنين كانوا يعيشون في بلدة كافرة فعزموا على الهجرة
    والفرار بدينهم بعد مواجهة بينهم وبين قومهم.
    --
    كافأهم الله برحمة الكهف ..و رعاية الشمس ..

    --
    استيقظوا فوجدوا القرية
    مؤمنة بكاملها ..
    2-صاحب الجنتين:
    قصة لرجل أنعم الله عليه، فنسي واهب النعمة فطغى وتجرأ
    على ثوابت الإيمان بالطعن والشك و لم يحسن شكر النعمة،
    رغم تذكرة صاحبه..
    --
    هلاك الزرع والثمر.
    --
    الندم حين لا ينفعالندم.
    3-موسى والخضر:

    عندما سُئل موسى: من أعلم أهل الأرض؟ فقال: أنا ..،
    فأوحى الله إليه أن هناك من هو أعلم منك

    --
    فسافر إليه موسى ليتعلم منه كيف أن الحكمة الإلهية

    قد تغيب أحيانا للإنسان ولكن مدبرها حكيم محال في حقه العبث.

    (
    مثال: السفينة، الغلام،الجدار).

    4-ذي القرنين:
    قصة الملك العظيم الذي جمع بين العلم والقوة، وطاف جوانب الأرض،
    يساعد الناس وينشر الخير في ربوعها .

    --
    تغلب على مشكلة يأجوج ومأجوج ببناء السد
    و استطاع توظيف طاقات قوم لا يكادوا يفقهون قولا
    في وسط السورة تقريباً
    يظهر أن ابليس = محرك خيوط الفتنة :

    "
    أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءمِن دُونِيوَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَبَدَلًا"
    الآية 50
    ما علاقة سورة الكهف بالدجال؟؟؟
    سيظهر الدجال قبل القيامة بالفتن الأربع :
    *
    يطلب من الناس عبادته من دون الله.-------->فتنةالدين
    *
    سيأمر السماء بالمطر ويفتن الناس بما في يده من أموال. -------->فتنةالمال

    *
    فتنة العلم بما يخبر به الناس من أخبار. --------------> فتنة العلم

    *
    يسيطر على أجزاء كبيرة من الأرض.--------> فتنةالسلطة.
    قواربالنجاه
    الصحبه الصالحة :

    وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
    وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُزِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا

    وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
    معرفة حقيقة الدنيا :
    وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءأَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ
    نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍمُّقْتَدِرًا
    التواضع :
    قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
    الإخلاص :

    قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّأَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ
    يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَايُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
    اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها ومابطن

    وفي النهايه ...

    فهل عرفتم إذن سر قراءة سورة الكهف كل جمعة؟

    ودورها في تبصيرنا بفتن الدنيا ، والسبيل للنجاة منها ؟

    وهل أدركتم فضلها العظيم علينا بعصمتنا من المسيح الدجال؟
    إذن فلا مجال للتهاون عن قرأتها كل جمعة
    ثم العمل بتوصياتها بعد ذلك طبعاُ...

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    أختى يا من سرها دخول رمضان

    هذا شهر المغفرة والرضوان

    هذا شهر العتق من النيران

    فرصة لا تعوض على مر الأزمان

    وموسم خير فاحذرى الحرمان

    ما من ليلة ينقشع ظلامها من ليالي رمضان إلا وقد سطرت فيها

    قائمة تحمل أسماء (عتقاء الله من النار
    ) وذلك كل ليلة ،
    ألا

    يحدوك الأمل ان تكونى أحدهم ؟



    فرصه ثمينه لاتتردوا في الإنضمام
    طبعا هناك جوائز لمن تشارك



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    وأخـــــيرا
    اخبروا من تعرفوا
    للانضمام معنا فالدال على الخير كفاعله
    فهنيئاً لمن سخرت وقتها وجهدها لحفظ كتاب الله عزوجل ...
    هيا بنا اخواتى الى روضه الجنان
    الى كلام الرحمن لتكونى من اهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
    جعلنا الله وإياكن من أهل القرآن ...... أهل الله وخاصته
    وأنار بالقرآن الكريم قلوبنا وشرح به صدورنا
    ورزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار
    وأعاننا على تدبره والعمل بهااللهم آآآمين





    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    دعاء خاص لمن إشتركت ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    اللهم من اجتمعت وشاركت معنا على خير فبارك اللهم لها
    ويسرلها وارزقها من أبواب الخير جميعها
    وافتح عليها بركات من السماء
    ..اللهم اجعل لها القرآن ربيع قلبها..
    وانر دربها ووفقها إلى كل ما تحب وترضى
    ...
    اللهم يسر لها ما عسر من أمرها ...
    وأعطها مسألتها واجعلها مستجاب الدعاء
    ...
    اللهم نجها من شر فتنة المسيح الدجال
    ومن فتنة المحيا والممات وأنر لها قبرها وأجرها من النار
    ..
    تقبل الله صيامكم وقيامكم وجعلكم من عتقائه في هذا الشهر
    اللهم آمين...
    وصلي اللهم وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد
    وعلى آله وصحبه وذريته الكرام


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الأحد 22 أغسطس 2010 - 6:32 عدل 2 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الخميس 12 أغسطس 2010 - 2:33



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    المــــــقطع الأول لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم

    )الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا
    قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
    أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا
    مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا
    وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا
    مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا
    فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا
    إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا
    وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]...[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    احمدي الله سبحانه وتعالى أن بلغك رمضان
    .. فكثير ممن كانوا معنا في رمضان الماضي قد غيبهم الموت ..
    فاحمدي الله واشكريه أن منّ عليكِ
    لتكون ممن يتقرب إليه بفعل الطاعات ..
    وجمع الحسنات .. في هذا الشهر المبارك ..

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]







    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في السبت 14 أغسطس 2010 - 3:34 عدل 1 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الخميس 12 أغسطس 2010 - 19:58




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الثاني لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم



    )أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا
    إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
    فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
    ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا
    نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
    وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
    هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ
    أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا(


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]....[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    رمضان شهر القرآن .. فأوصيك بتدبر معانيه .. وفهم آياته .. واحرصي على قراءته والتلذذ بتلاوته ..

    وليكن لكِ ورد يومي تقرأيه بتمعن وتدبر ..

    وأوصيكِ كتاب ( زبدة التفاسير ) فإنه خير معين لك بعد الله على ذلك .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    » شروق✿
    » شروق✿


    عدد المساهمات : 451
    تاريخ التسجيل : 09/03/2010

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف » شروق✿ السبت 14 أغسطس 2010 - 20:24

    تم حفظ الاجزاء السابقة

    أسال الله لايحرمك الاجر ..

    ويعطيك من الجنان أعاليها ..
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 15 أغسطس 2010 - 5:50


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    حياك الله أختي الغاليه شروووقه ...
    نور الله أيامك بالقرآن ورضى الرحمن

    وملأ قلبك بالتقوى والايمان ..
    دعواتـــي ان يحفظكِ الله ويرعاكِ
    ويبارك لكِ في عمرك ويرفع منزلتكِ

    ثابري انار الله بصيرتكِ ووفقكِ لمافيه الخير
    .. جعلنا الله واياكِ من المقبولين في شهر رمضان .
    المعتقين فيه من النيران
    . وجعل لنا وإياكم بكل حرف نحفظه رفعه في الدرجات
    اللهم اجعل القران الكريم ربيع قلوووبناونور صدووورنا
    وجلاء همووومنا وغمووومنا
    دمتي بكل خيرأختي شــــروووقه ..لكِ كل الشكر والتقدير ,,
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الإثنين 16 أغسطس 2010 - 2:31 عدل 3 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 15 أغسطس 2010 - 7:46




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الثالث لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم

    )وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
    وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا
    وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا(

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]....
    أوصيكِ بالإكثار من الدعاء .. واحرصي ذلك وأنتِ صائمه ..
    فقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن للصائم دعوة لا ترد
    .. فلا تنسي نفسكِ .. ولا تنسي إخوانكِ وأخواتكِ المسلمات في المشارق والمغارب ..
    وما يدريكِ ؟! لعل دعوة صادقة تخرج من قلبكِ المنكسِر
    ينصر الله بها الدين وأهله .. فلا تترددي...

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    أ. غزيل السعيد
    أ. غزيل السعيد
    Admin


    عدد المساهمات : 778
    تاريخ التسجيل : 28/09/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف أ. غزيل السعيد الأحد 15 أغسطس 2010 - 9:57

    الله يعطيك العافية عزيزتي قوووت
    (( تم الحفظ))
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الإثنين 16 أغسطس 2010 - 3:46

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    أهلا بمن أضاءت لنا بنووور علمها..
    أهلا بمن أضاءت لنا دروووب الحياه..
    أهلا بأستاذتنا الغاليه غزيل ..حفظك ِ الله
    وجودك أسعدنا و زادنا نورا على نووور...
    شكرا من القلب ..لإنضمامكِ معنا
    وجزاكِ الله وأثابك بكل خير..
    وبارك الله في مسعاكِ على إتاحة هذه الفرصه الجميله للجميع...
    اللهم تقبل منا وسهل علينا جميعا حفظنا لهذه السورة المباركة ..
    وأجعلها رحمة لنا ومغفرة وعتق من النيران
    في هذه الأيام المباركه..
    يا غفور يا رحيم يا أرحم الراحمين..
    ونسأله أن يجعلنا واياكم من الفائزات في رمضان .

    و ممن توفق في قيام ليلة القدر ايماناً واحتساباً..
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الإثنين 16 أغسطس 2010 - 4:09


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الرابــــع لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم

    )وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا
    إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدا)
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .....
    ليكن من أهدافكِ في رمضان زيارة بيت الله الحرام ..
    وأداء العمرة .. وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    فعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
    . فلا تفرطي في هذه المكرمة العظيمة..
    .. وبادري على ذلك .. وأتمنى لكِ التوفيق ..

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [/size]
    » شروق✿
    » شروق✿


    عدد المساهمات : 451
    تاريخ التسجيل : 09/03/2010

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف » شروق✿ الإثنين 16 أغسطس 2010 - 8:14

    تم الحفظ ..

    جُزيتِ الجنة ياارب ..
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الإثنين 16 أغسطس 2010 - 10:48

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    يعطيكِ العافيه ياااارب ..
    وشكرا لدعواتك الطيبه ...التي تشرح القلب
    حفظكِ الباري ورعاكِ
    ودمتي بود وسعاااده
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ..
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الثلاثاء 17 أغسطس 2010 - 3:15




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الخامس لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم


    )وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا
    سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا [



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .....
    أذكركِ بأن لله سبحانه وتعالى في كل ليلة عتقاء من النار
    لمن أتم الصيام .. وأدى القيام .. وأكثر من الحسنات..
    وتزود من الطاعات..
    فلا تغفلي عن ذلك ..
    واحرصي على أن تكوني ممن منحها الله هذه الجائزة العظيمة
    .. جعلني الله وإياكِ من عتقائه من النار ..

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأربعاء 18 أغسطس 2010 - 7:55


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع السادس لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم



    )وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا

    إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا

    وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا

    قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا

    وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .

    رمضان شهر الصدقـــــــه...: حث النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة

    فقال عليه الصلاة والسلام : يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار , فإني رأيتكن أكثر أهل النار " [ رواه مسلم ] ,

    وقال صلى الله عليه : " تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكُن ..." [ رواه البخاري
    *
    ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت في يوم واحد

    بمائة ألف , وكانت صائمة في ذلك اليوم

    فقالت لها خادمتها : أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحماًتفطرين عليه ؟

    لو ذكرتني لفعلت !!
    *
    * واحرصي أختي الغاليه ... كذلك على الصدقة الجارية ,

    فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : " ‘إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية

    أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له " [ رواه مسلم

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأربعاء 18 أغسطس 2010 - 21:25



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    المــــــقطع السابع لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم


    )وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
    وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه

    رمضان شهر الجود والإحسان :

    أما الجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره ،
    ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود من الريح المرسلة
    , وكان جوده صلى الله عليه وسلم شاملا جميع أنواع الجود , من بذل العلم والمال ،
    وبذل النفس لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده , وإيصال النفع إليهم بكل الطرق ,
    من إطعام جائعهم , ووعظ جاهلهم , وقضاء حوائجهم , وتحمُّل أثقالهم .
    *
    ومن الجود في رمضان : إطعام الصائمين :
    فاحرصي _ أختي المسلمة – على أن تفطري صائما ،
    فإن في ذلك الأجر العظيم
    , والخير العميم
    قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من فطر صائما كان له مثل أجره
    غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا " [ رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأربعاء 18 أغسطس 2010 - 21:57



    في البداية اسأل الله ان يجمعنا في فسيح جناته
    مثل ماجمعنا بهذه الحلقة المباركه
    .. وييسر لنا حفظ كتابه وختمه
    أخواتي الغاليات///كيفكم ؟؟؟
    وكيف الحفظ معاكم
    إن شاء الله تمام
    أريد أن تطمنوووني غالياتي على الحفظ

    حفظكم الله .. .
    .فين واصلين طمنووووووني ؟؟؟؟
    اسأل الله ان يوفقنا و ييسر لنا الحفظ

    ويجمعنا تحت ظل عرشه يوم لاظل الا ظله .
    . أرق تحية
    دمتم بود


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    » شروق✿
    » شروق✿


    عدد المساهمات : 451
    تاريخ التسجيل : 09/03/2010

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف » شروق✿ الخميس 19 أغسطس 2010 - 6:52

    اللهم آمين

    الحمد الله احنا بخير كيفك انتِ

    بالنسبة للحفط تمت مراجعة الايات الين ايه 35

    الله يسر لنا حفظ كتابة ,,

    ربي يسعدك يا أخت قوت ويوفقك في الدنيا والاخرة ,,
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 20 أغسطس 2010 - 3:59

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    آآآآآمين ياااارب... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وجزاكـِ الله خير الجزاء..أختي شروووقه
    وبارك فيكـِ..!
    وجعله في موازين حسناتكـِ..!
    دمتِ بطاعه لاتفارقكِـِ..!


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 20 أغسطس 2010 - 4:09



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الثامن لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم




    )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا
    أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا

    وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
    كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا
    وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا (


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه


    رمضان شهر القيام :
    *
    أختي المسلمة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ,
    فقالوا له: يا رسول الله ! تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
    فقال : " أفلا أكون عبدا شكورا "! [ متفق عليه ]
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "
    [ متفق عليه
    *
    وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي الصلوات ومنها صلاة التراويح
    و غيرأن صلاتها في بيتها أفضل , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا نساءكم المساجد ,
    وبيوتهن خير لهن "[ رواه أحمد وأبو داودوصححه الألباني
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 22 أغسطس 2010 - 5:49




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    المــــــقطع التاســـع لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم



    )وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا

    وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا

    قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا

    لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا

    وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا (

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه


    رمضان شهر الصيام لا شهر الطعام
    أختي المسلمة:
    فرض الله صيام رمضان ليتعودالمسلم على الصبر وقوة التحمل

    حتى يكون ضابطاً لنفسه، متقياً لربه

    قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَاكُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ

    لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
    وقد سئل بعض السلف: لمَ شُرع الصيام ؟

    فقال: ليذوق الغني طعم الجوع فلاينسى الفقير !!

    وإن مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس
    في الطعام والشراب

    في هذا الشهر، حيث إن كميات الأطعمة التي تستخدمها كل أسرة في رمضان
    أكثر منها في أي شهر من شهور السنة !! إلا من رحم الله.

    وكذلك فإن المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ

    لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات
    !!

    فمتى تقرأ هذه القرآن ؟
    ومتى تذكر الله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟
    ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام ؟
    ومتى تتفرغ لطاعة الله عزوجل ؟
    فاحذري - أختاه - من تضيع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته،

    فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له..

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





    » شروق✿
    » شروق✿


    عدد المساهمات : 451
    تاريخ التسجيل : 09/03/2010

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف » شروق✿ الأحد 22 أغسطس 2010 - 7:34

    تم الحفظ للمقاطع السابقة ..

    ربي يسعدك يالغلا (:
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الإثنين 23 أغسطس 2010 - 6:52







    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




    تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم ...
    أختي شروووقه..نورتي بإستمراركـِ العطر ..
    شاكرة إهتمامكـ ..
    .. أنار الله قلبـــــك وقلوووبنا جميعا بالتقوى والإيمان
    ..و بنوووره الكريــــــم ..وثبتنا على طاعته
    وعندي إقتراح للجميــــــــــــــــــــــــــــع
    مارأيكم يكون شعــــــــــــــارنا وللأبد بإسم
    ((قرآنــــــــي نبض حياتي
    ونتمنى من أستاذتنا غزيل ...حفظها الله
    التغير في ذلك ... من حلقة حفظ القرآن الكريم
    التي في واجهة المنتدى إلى
    حـــــــــــــلقة قرآنـــي نبض حيـــاتي ))

    وهذا الشــــــــــــــعار
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قرآني نبض حياتي .:. قرآني طهر ذاتي
    قرآني عصمة أمري .:. قرآني طوق نجاتي

    آيات الله حمَتني .:. غمرتني بالبركاتِ
    تحفظني من همزات .:. الشيطان و من زلاتِ

    إن القرآن لنورٌ .:. يتفجر في جنباتِ
    يرفعني عند مليك .:. الخلق لأعلى الدرجات

    إن القرآن أنيس .:. لفؤادي في أزماتِ
    يمنحني الصبر على .:. ما قد ألقى من عثراتِ

    معجزة خالدة ما .:. أعظمها من كلمات
    منّ الرحمـ'ن علينا .:. بكتاب من رحما
    تِ

    وأترككم مع فلاش الأنشوووده

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    وسوف أترككم مع مجموووعة من الشعارات
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الخميس 26 أغسطس 2010 - 6:12 عدل 3 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الإثنين 23 أغسطس 2010 - 7:19




    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    المــــــقطع العاشر لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم




    )فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
    أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا
    وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا
    وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
    هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا
    وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا (

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]...

    أختي الغاليه //هناك إقـــــــتراح
    بأن يوضع حصالة في البيت في مكان بارز – في الصالة مثلا

    حتى لا تكون هناك حجة لمن يتحجج ببعد صناديق التبرعات ،
    وحث الاهل على التصدق والاكثار منه في رمضان ،
    بل حث الاطفال على التصدق من خلال وضع ريال واحد في كل يوم
    مثلا طيلة ايام الشهر الفضيل ..
    وبعد انقضاء الشهر ايضا
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




    أ. غزيل السعيد
    أ. غزيل السعيد
    Admin


    عدد المساهمات : 778
    تاريخ التسجيل : 28/09/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف أ. غزيل السعيد الإثنين 23 أغسطس 2010 - 20:16

    الله يعطيك العافية
    ((تم الحفظ))
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الثلاثاء 24 أغسطس 2010 - 6:24

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    شكرا أستاذتنا الغاليه نورتينا ..بتواجدكـ..الطيب
    حفظكِ الله لنا يا قلبنا النابض ..
    وجعلكِ الله دوما زخرا لهذه الأمه ومزيداً من العطاء
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    أسأل الله عز و جل أن يديم بيننا جميعا .. الود و المحبة
    و أن يجعل تجمعنا في هذا المكان خالصًا لوجهه
    و كما جمعنا سبحانه هنا على طاعته و محبته

    أن يجمعنا في الفردوس على سرر متقــــــــابلين
    لا حرمني الله منكنّ أخواتي الغاليات .


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الثلاثاء 24 أغسطس 2010 - 6:57



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الحادي عشر لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم



    )الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا
    وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا
    وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا
    وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا(

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]...
    من الأعمال المباركة التي يُجمع فيها بين شرف الزمان

    وشرف المكان العمرة في رمضان

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

    [ عمرة في رمضان تعدل حجة – أو قال : حجة معي ] رواه البخاري .
    فقد بين هذا الحديث المبارك أن العمرة في رمضان

    أدركت منزلة الحج في الأجر والثواب

    لكنها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع

    على أن الاعتمار لايجزئ عن حج الفرض.

    فهنيئاًلكِ ـ يا أختي الغاليه ـ بحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم..


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأربعاء 25 أغسطس 2010 - 6:17

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الثاني عشر لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم


    )وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا

    مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا

    وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا

    وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا(
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]...

    أختي الغاليه//إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل

    عودي لسانكِ على دوام الذكر

    ولا تكوني من الذين لا يذكرون الله إلا قليلا

    وعند شعورك بالجوع تذكري أنكِ ضعيفه

    ولا تستغني عن الطعام وغيره من نعم الله..
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الخميس 26 أغسطس 2010 - 4:46


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    المــــــقطع الثالث عشر لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم



    )وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا

    وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا

    وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا [

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]...


    - احذري مجالس اللغو ، واحفظي لسانك من الغيبة والنميمة وفاحش القول
    والزمي نفسك الكلام الطيب الجميل وليكن رطباً بذكر الله.
    - نافسي في الخير ، وحاولي أن لا يسبقك في ذلك أحد ،
    قال تعالى :"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"
    .. في الخير والصالحات فالجنة درجات

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 10:56

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    أخواتي الغاليات //
    إشتقت لكم كثيرا طمنوووني
    كيفكم..؟؟ وكيف الختمه معاكم؟؟؟
    وكيف الحفظ ؟؟
    إن شاء الله تمام...
    وحابه أذكركم بدعاء ختم القرآن //
    دعــــــــاء ختم القرآن:
    اللهم إرحمنى بالقرآن وإجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمة
    اللهم ذكرنى منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وإرزقني حسن تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وإجعله لي حجة يا رب العالمين
    اللهم أصلح لي ديني الذى هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، وإجعل الحياة زيادة لي في كل خير، وإجعل الموت راحة لي من كل شر
    اللهم إنى اسألك عيشة هنية وميتة سوية ومراداً غير مخز ولا فاضح
    اللهم إنى أسالك خير المسالة، وخير الدعاء ،وخير النجاح، وخير العلم وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني وحقق إيمانى وإرفع درجتي وتقبل صلاتي وإغفر خطيئتي
    وأسالك العلا من الجنة
    اللهم إني أسالك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثموالغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة
    اللهم إقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك
    ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا وإجعله الوارث منا، وإجعل ثأرنا على من ظلمنا، وإنصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا فى ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
    اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته
    ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين
    ربنا أتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار
    وسلم تسليماً كثيراً
    دمتم بخير من الله

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الجمعة 27 أغسطس 2010 - 11:48 عدل 1 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 11:36

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</FONT>

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    اليوم غالياتي سوف ننطلق في رحلتنا
    في تفسيروفضل سورة الكهف
    لعظيم فضلها..ولقد ذكرناها من قبل ..
    لكن نذكرها الآن للتذكير ..ولشد الهمه ..
    أخواتي الغاليات///
    من منا لاتعلم مدى فضل سورة الكهف؟؟
    من منا يمر عليها يوم الجمعه ولم تقرأها؟؟
    ولكن أتعجب كثيــرا ممن تقول..
    بأني أقرأها كل جمعه..
    لكي تنير لي إلى الجمعة القادمه..
    ولكن..
    لاأعلم ماتفسيرها..؟؟؟!!!!
    ولم أتدبر معانيها يوما..!!!!!
    هل هذه تضمن بقرأتها للسوره دون أي تدبر أنه ستنير لها إلى الجمعه القادمه..
    لنذكر أولا ..من فضائلها
    وردة الكهف من السورة المكية وهي إحدى خمس سورة بدأت ب (الحمد لله) (الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر) وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي أهل الكهف، صاحب الجنتين، موسى والخضر
    وذو القرنين.
    ولهذه السورة فضل كما قال النبي(ص) : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء" وقال (ص)" من أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال" والأحاديث في فضلها كثيرة.


    وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: فتنة الدين (قصة أهل الكهف)، فتنة المال (صاحب الجنتين)، فتنة العلم (موسى والخضر) وفتنة السلطة (ذو القرنين). وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن
    ولذا جاءت الآيةالكريمة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) آية (50 )
    وفي وسط السورة أيضاً.
    ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم . أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها. وقد جاء في الحديث الشريف: "من خلق آدم حتى قيام الساعة ما فتنة أشدّ من فتنة المسيح الدجال"
    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم . يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال.
    وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن:

    1
    . فتنة الدين: قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت القرية قد أصبحت كلها على التوحيد. ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا * وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) آية 28 – 29.
    فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.


    2.
    فتنة المال: قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين. ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) آية 45 و46. والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.

    3.
    فتنة العلم: قصة موسى مع الخضر وكان موسى ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط. وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة قال الله تعالى (قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) آية 69. والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.


    4.
    فتنة السلطة: قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا.
    وتأتي آية العصمة
    قال الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) آية 103 و104.
    فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة.

    ختام السورة: العصمة من الفتن: آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة
    قال الله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) آية 110
    فعلينا أن نعمل عملاً صالحاً صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَقبل،
    والنجاة من الفتن إنتظار لقاء الله تعالى.

    ومما يلاحظ في سورة الكهف ما يلي:

    1.
    الحركة في السورة كثيرة (فانطلقا، فآووا، قاموا فقالوا، فابعثوا، ابنوا، بلغا، جاوزا، فوجدا، آتنا،) وكأن المعنى أن المطلوب من الناس الحركة في الأرض لأنها تعصم من الفتن ولهذا قال ذو القرنين: (فأعينوني بقوة) أي دعاهم للتحرك ومساعدته ولهذا فضل قراءتها في يوم الجمعة الذي هو يوم إجازة للمسلمين حتى تعصمنا من فتن الدنيا.
    2.
    وهي السورة التي ابتدأت بالقرآن وختمت بالقرآن: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) آية 1 و (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) آية 109. وكأن حكمة الله تعالى في هذا القرآن لا تنتهي وكأن العصمة من الفتن تكون بهذا القرآن والتمسك به.
    3.
    الدعوة إلى الله موجودة بكل مستوياتها: فتية يدعون الملك وصاحب يدعو صاحبه ومعلّم يدعو تلميذه وحاكم يدعو رعيته.
    4.
    ذكر الغيبيات كثيرة في السورة: في كل القصص: عدد الفتية غيب وكم لبثوا غيب وكيف بقوا في الكهف غيب والفجوة في الكهف غيب، وقصة الخضر مع موسى عليه السلام كلها غيب، وذو القرنين غيب. وفي هذا دلالة على أن في الكون أشياء لا ندركها بالعين المجردة ولا نفهمها ولكن الله تعالى يدبّر بقدرته في الكون وعلينا أن نؤمن بها حتى لو لم نراها أو نفهمها وإنما نسلّم بغيب الله تعالى.
    سميت السورة ب(سورة الكهف): الكهف في قصة الفتية كان فيه نجاتهم مع إن ظاهره يوحي بالخوف والظلمة والرعب لكنه لم يكن كذلك إنما كان العكس (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا) آية 16 . فالكهف في السورة ما هو إلا تعبير أن العصمة من الفتن أحياناً تكون باللجوء إلى الله حتى لو أن ظاهر الأمر مخيف.وهو رمز الدعوة إلى الله فهو كهف الدعوة وكهف التسليم لله ولذا سميت السورة (الكهف) وهي العصمة من الفتن

    واستمعي رعاكِ الله.. الى سورة الكهف بعدد من القراء

    تسجيلات الشبكة الإسلامية - سورة الكهف بصوت عدة مقرئين - Islamweb.net

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الأحد 29 أغسطس 2010 - 13:38 عدل 1 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 13:29

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    هنا أخواتي الغاليات
    أضع لكن تفسير ابن كثير لسورة الكهف..
    وأسأل الله تعالى لكن الفائده..
    توكلنا على الله في رحلتنا ...وأتمنى تكون مشوووقه في ذلك ..



    سورة الكهــــــــف
    وهي مكية
    ذكر ما ورد في فضلها والعشر الاَيات من أولها وآخرها
    وأنها عصمة من الدجال
    قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: قرأ رجل الكهف وفي الدار دابة, فجعلت تنفر, فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته, فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اقرأ فلان, فإنها السكينة تنزل عند القرآن أو تنزلت للقرآن» أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به, وهذا الرجل الذي كان يتلوها هو أسيد بن الحضير كما تقدم في تفسير سورة البقرة.

    وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد, أخبرنا هشام بن يحيى عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد, عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء

    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
    «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال» رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث قتادة به, ولفظ الترمذي
    «من حفظ ثلاث آيات من أول الكهف» وقال: حسن صحيح.

    (طريق أخرى) ـ قال الإمام أحمد: حدثنا حجاج, حدثنا شعبة عن قتادة,
    سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن معدان عن أبي الدرداء,
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال»
    فيحتمل أن سالماً سمعه من ثوبان ومن أبي الدرداء.

    وقال أحمد: حدثنا حسين, حدثنا ابن لهيعة, حدثنا زبان بن فايد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني
    عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ أول سورة الكهف وآخرها, كانت له نوراً من قدمه إلى رأسه, ومن قرأها كلها كانت له نوراً ما بين السماء والأرض»
    انفرد به أحمد ولم يخرجوه
    وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد له غريب عن خالد بن سعيد بن أبي مريم, عن نافع عن ابن عمر قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين»
    وهذا الحديث في رفعه نظر, وأحسن أحواله الوقف
    .
    وهكذا روى الإمام سعيد بن منصور في سننه عن هشيم بن بشير عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
    من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق.
    هكذا وقع موقوفاً, وكذا رواه الثوري عن أبي هاشم به من حديث أبي سعيد الخدري وقد أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي بكر محمد بن المؤمل, حدثنا الفضيل بن محمد الشعراني,
    حدثنا نعيم بن حماد, حدثنا هشيم, حدثنا أبو هاشم عن أبي مجلز
    عن قيس بن عباد, عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
    أنه قال:
    «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين»
    ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد, ولم يخرجاه,
    وهكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه عن الحاكم,
    ثم قال البيهقي: ورواه يحيى بن كثير عن شعبة عن أبي هاشم بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    «من قرأ سورة الكهف كما نزلت, كانت له نوراً يوم القيامة»



    وفي المختارة للحافظ الضياء المقدسي من حديث عبد الله بن مصعب عن منظور بن زيد بن خالد الجهني, عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعاً: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة, فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة, وإن خرج الدجال عصم منه.




    بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ


    ** الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لّهُ عِوَجَا * قَيّماً لّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مّن لّدُنْهُ وَيُبَشّرَ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً * مّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً * وَيُنْذِرَ الّذِينَ قَالُواْ اتّخَذَ اللّهُ وَلَداً * مّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لاَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاّ كَذِباً
    قد تقدم في أول التفسير أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة عند فواتح الأمور وخواتمها, فإنه المحمود على كل حال, وله الحمد في الأولى والاَخرة, ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه, فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض إذ أخرجهم به من الظلمات إلى النور حيث جعله كتاباً مستقيماً لا اعوجاج فيه ولا زيغ, بل يهدي إلى صراط مستقيم واضحاً بيناً جلياً نذيراً للكافرين, بشيراً للمؤمنين, ولهذا قال: {ولم يجعل له عوجاً} أي لم يجعل فيه اعوجاجاً ولا ميلاً, بل جعله معتدلاً مستقيماً ولهذا قال: {قيماً} أي مستقيما {لينذر بأساً شديداً من لدنه} أي لمن خالفه وكذبه ولم يؤمن به ينذره بأساً شديداً عقوبة عاجلة في الدنيا وآجلة في الأخرى {من لدنه} أي من عند الله الذي لا يعذب عذابه أحد, ولا يوثق وثاقه أحد {ويبشر المؤمنين} أي بهذا القرآن الذين صدقوا إيمانهم بالعمل الصالح {أن لهم أجراً حسناً} أي مثوبة عند الله جميلة {ماكثين فيه} في ثوابهم عند الله, وهو الجنة خالدين فيه {أبداً} دائماً لا زوال له ولا انقضاء.

    وقوله: {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً} قال ابن إسحاق: وهم مشركو العرب في قولهم نحن نعبد الملائكة وهم بنات الله {مالهم به من علم} أي بهذا القول الذي افتروه وائتفكوه {ولا لاَبائهم} أي لأسلافهم {كبرت كلمة} نصب على التمييز تقديره كبرت كلمتهم هذه كلمةً. وقيل: على التعجب تقديره أعظم بكلمتهم كلمة, كما تقول: أكرم بزيد رجلاً, قاله بعض البصريين, وقرأ ذلك بعض قراء مكة: كبرت كلمة, كما يقال عظم قولك وكبر شأنك, والمعنى على قراءة الجمهور أظهر, فإن هذا تبشيع لمقالتهم واستعظام لإفكهم, ولهذا قال:
    {كبرت كلمة تخرج من أفواههم}
    أي ليس لها مستند سوى قولهم, ولا دليل لهم عليها إلا كذبهم وافتراؤهم, ولهذا قال: {إن يقولون إلا كذبا)


    وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة, فقال: حدثني شيخ من أهل مصر قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس قال: بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة, فقالوا لهم: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله, فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء, فخرجا حتى أتيا المدينة فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووصفوا لهم أمره وبعض قوله, وقالا: إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا, قال: فقالوا لهم سلوه عن ثلاث نأمركم بهن, فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل, وإلا فرجل متقول فتروا فيه رأيكم: سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم, فإنهم قد كان لهم حديث عجيب ؟ وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه, وسلوه عن الروح ما هو ؟ فإن أخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه, وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم, فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد, قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور فأخبروهم بها, فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا, فسألوه عما أمروهم به,

    فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    «أخبركم غدا عما سألتم عنه»

    ولم يستثن فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم

    خمس عشرة)

    ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحياً

    ولا يأتيه جبرائيل عليه السلام حتى أرجف أهل مكة

    وقالوا: وعدنا محمد غداً, واليوم خمس عشرة قد أصبحنا فيها, لا يخبرنا بشيء عما سألناه عنه وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم

    مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة

    ثم جاءه جبرائيل عليه السلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف, وقول الله عز وجل {ويسألونك عن الروح ؟ قل الروح} الاَية.


    ** فَلَعَلّكَ بَاخِعٌ نّفْسَكَ عَلَىَ آثَارِهِمْ إِن لّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً * إِنّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً * وَإِنّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً
    يقول تعالى مسلياً لرسوله صلوات الله وسلامه عليه في حزنه على المشركين لتركهم الإيمان وبعدهم عنه كما قال تعالى: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} وقال: {ولا تحزن عليهم} وقال: {لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين} باخع أي مهلك نفسك بحزنك عليهم,



    ولهذا قال: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث} يعني القرآن {أسفاً} يقول: لا تهلك نفسك أسفاً. قال قتادة: قاتل نفسك غضباً وحزناً عليهم, وقال مجاهد: جزعاً, والمعنى متقارب, أي لا تأسف عليهم, بل أبلغهم رسالة الله, فمن اهتدى فلنفسه, ومن ضل فإنما يضل عليها, ولا تذهب نفسك عليهم حسرات, ثم أخبر تعالى أنه جعل الدنيا داراً فانية مزينة بزينة زائلة, وإنما جعلها دار اختبار لا دار قرار,

    فقال: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً}

    قال قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الدنيا حلوة خضرة, وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون, فاتقوا الدنيا, واتقوا النساء, فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»,



    ثم أخبر تعالى بزوالها وفنائها وفراغها وانقضائها وذهابها وخرابها,

    فقال تعالى: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً} أي وإنا لمصيروها بعد الزينة إلى الخراب والدمار, فنجعل كل شيء عليها هالكاً صعيداً جرزاً لا ينبت ولا ينتفع به.


    كما قال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى

    {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزا}

    يقول: يهلك كل شيء عليها ويبيد. وقال مجاهد: صعيداً جرزاً بلقعاً,

    وقال قتادة: الصعيد الأرض التي ليس فيها شجر ولا نبات, وقال ابن زيد: الصعيد الأرض التي ليس فيها شيء,

    ألا ترى إلى قوله تعالى: {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون}



    وقال محمد بن إسحاق: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً}

    يعني الأرض وأن ما عليها لفان وبائد, وأن المرجع لإلى الله, فلا تأس ولا يحزنك ما تسمع وترى.
    أَمْ حَسِبْتَ أَنّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُواْ رَبّنَآ آتِنَا مِن لّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً * فَضَرَبْنَا عَلَىَ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً * ثُمّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىَ لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً
    هذا إخبار من الله تعالى عن قصة أصحاب الكهف على سبيل الإجمال والاختصار, ثم بسطها بعد ذلك فقال: {أم حسبت} يعني يا محمد {أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً} أي ليس أمرهم عجيباً في قدرتنا وسلطاننا فإن خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار وتسخير الشمس والقمر والكواكب وغير ذلك من الاَيات العظيمة الدالة على قدرة الله تعالى, وأنه على ما يشاء قادر ولا يعجزه شيء أعجب من أخبار أصحاب الكهف, كما قال ابن جريج عن مجاهد {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً} يقول: قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك.
    وقال العوفي عن ابن عباس {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً} يقول: الذي آتيتك من العلم والسنة والكتاب أفضل من شأن أصحاب الكهف والرقيم, وقال محمد بن إسحاق: ما أظهرت من حججي على العباد أعجب من شأن أصحاب الكهف والرقيم, وأما الكهف فهو الغار في الجبل, وهو الذي لجأ إليه هؤلاء الفتية المذكورون, وأما الرقيم فقال العوفي عن ابن عباس: هو واد قريب من أيلة, وكذا قال عطية العوفي وقتادة. وقال الضحاك: أما الكهف فهو غار في الوادي, والرقيم اسم الوادي, وقال مجاهد: الرقيم كان بنيانهم, ويقول بعضهم: هو الوادي الذي فيه كهفهم.
    وقال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله الرقيم: كان يزعم كعب أنها القرية, وقال ابن جريج عن ابن عباس: الرقيم الجبل الذي فيه الكهف, وقال ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: اسم ذلك الجبل بنجلوس, وقال ابن جريج: أخبرني وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي أن اسم جبل الكهف بنجلوس, واسم الكهف حيزم, والكلب حمران. وقال عبد الرزاق: أنبأنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: القرآن أعلمه إلا حناناً والأواه والرقيم. وقال ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة يقول: قال ابن عباس: ما أدري ما الرقيم ؟ كتاب أم بنيان. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الرقيم الكتاب. وقال سعيد بن جبير: الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف, ثم وضعوه على باب الكهف.
    وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الرقيم الكتاب, ثم قرأ: كتاب مرقوم. وهذا هو الظاهر من الاَية, وهو اختيار ابن جرير, قال: الرقيم فعيل بمعنى مرقوم, كما يقال للمقتول قتيل, وللمجروح جريح, والله أعلم.
    وقوله: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشداً}

    يخبر تعالى عن أولئك الفتية الذين فروا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه فهربوا منهم فلجأوا إلى غار في جبل ليختفوا عن قومهم, فقالوا حين دخلوا سائلين من الله تعالى رحمته ولطفه بهم {ربنا آتنا من لدنك رحمة} أي هب لنا من عندك رحمة ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا {وهيء لنا من أمرنا رشداً}
    أي وقدر لنا من أمرنا هذا رشداً أي اجعل عاقبتنا رشداً, كما جاء في الحديث «وما قضيت لنا من قضاء فاجعل عاقبته رشداً» وفي المسند من حديث بسر بن أرطاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أنه كان يدعو
    «اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها, وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاَخرة».



    وقوله: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً}
    أي ألقينا عليهم النوم حين دخلوا إلى الكهف فناموا سنين كثيرة,
    {ثم بعثناهم} أي من رقدتهم تلك, وخرج أحدهم بدراهم معه ليشتري لهم بها طعاماً يأكلونه كما سيأتي بيانه وتفصيله, ولهذا قال: {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين} أي المختلفين فيهم {أحصى لما لبثوا أمداً} قيل: عدداً, وقيل: غاية, فإنّ الأمد الغاية, كقوله:
    سبق الجواد إذا استولى على الأمد



    ** نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِالْحَقّ إِنّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَىَ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبّنَا رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَن نّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـَهاً لّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً * هَـَؤُلآءِ قَوْمُنَا اتّخَذْواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً * وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إَلاّ اللّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبّكُم مّن رّحْمَتِهِ وَيُهَيّىءْ لَكُمْ مّنْ أَمْرِكُمْ مّرْفَقاً
    من ههنا شرع في بسط القصة وشرحها, فذكر تعالى أنهم فتية وهم الشباب, وهم أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل, ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباباً, وأما المشايخ من قريش, فعامتهم بقوا على دينهم ولم يسلم منهم إلا القليل. وهكذا أخبر تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شباباً,
    وقال مجاهد: بلغني أنه كان في آذان بعضهم القرطة يعني الحلق, فألهمهم الله رشدهم وآتاهم تقواهم, فآمنوا بربهم أي اعترفوا له بالوحدانية, وشهدوا أنه لا إله إلا هو {وزدناهم هدى} استدل بهذه الاَية وأمثالها غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص, ولهذا قال تعالى: {وزدناهم هدى} كما قال: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}
    وقال {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون}
    وقال: {ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم}
    إلى غير ذلك من الاَيات الدالة على ذلك.

    وقد ذكر أنهم كانوا على دين المسيح عيسى بن مريم, فالله أعلم,
    والظاهر أنهم كانوا قبل ملة النصرانية بالكلية,
    فإنهم لو كانوا على دين النصرانية لما اعتنى أحبار اليهود بحفظ خبرهم وأمرهم لمباينتهم لهم,
    وقد تقدم عن ابن عباس أن قريشاً بعثوا إلى أحبار اليهود بالمدينة يطلبون منهم أشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم,
    فبعثوا إليهم أن يسألوه عن خبر هؤلاء, وعن خبر ذي القرنين, وعن الروح,
    فدل هذا على أن هذا أمر محفوظ في كتب أهل الكتاب وأنه متقدم على دين النصرانية, والله أعلم.

    وقوله {وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض} يقول تعالى: وصبرناهم على مخالفة قومهم ومدينتهم ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة والنعمة,
    فإنه ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم,
    وأنهم خرجوا يوماً في بعض أعياد قومهم وكان لهم مجتمع في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد, وكانوا يعبدون الأصنام والطواغيت, ويذبحون لها,
    وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له دقيانوس,. وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم إليه, فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك, وخرج هؤلاء الفتية مع آبائهم وقومهم, ونظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم, عرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها لا ينبغي إلا الله الذي خلق السموات والأرض, فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه وينحاز منهم ويتبرز عنهم ناحية
    , فكان أول من جلس منهم وحده أحدهم, جلس تحت ظل شجرة فجاء الاَخر فجلس إليها عنده, وجاء الاَخر فجلس إليهما,
    وجاء الاَخر فجلس إليهم, وجاء الاَخر وجاء الاَخر,
    ولا يعرف واحد منهم الاَخر,
    وإنما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الإيمان
    .
    كما جاء في الحديث الذين رواه البخاري تعليقاً من حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأرواح جنود مجندة, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث سهيل عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم,
    والناس يقولون: الجنسية علة الضم
    والغرض أنه جعل كل أحد منهم يكتم ما هو عليه عن أصحابه خوفاً منهم, ولا يدري أنهم مثله حتى قال أحدهم: تعلمون والله يا قوم إنه ما أخرجكم من قومكم وأفردكم عنهم إلا شيء, فليظهر كل واحد منكم بأمره

    فقال آخر: أما أنا فإني والله رأيت ما قومي عليه فعرفت أنه باطل
    وإنما الذي يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به شيء هو الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما

    وقال الاَخر: وأنا والله وقع لي كذلك
    وقال الاَخر كذلك, حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة, فصاروا يداً واحدة,
    وإخوان صدق, فاتخذوا لهم معبداً يعبدون الله فيه, فعرف بهم قومهم فوشوا بأمرهم إلى ملكهم فاستحضرهم بين يديه فسألهم عن أمرهم وما هم عليه, فأجابوه بالحق ودعوه إلى الله عز وجل

    ولهذا أخبر تعالى عنهم بقوله: {وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلهاً}
    ولن لنفي التأبيد أي لا يقع منا هذا أبداً, لأنا لو فعلنا ذلك لكان باطلاً, ولهذا قال عنهم: {لقد قلنا إذاً شططاً} أي باطلاً وبهتاناً
    {هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين}
    أي هلا أقاموا على صحة ما ذهبوا إليه دليلاً واضحاً صحيحاً {فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً}
    يقولون: بل هم ظالمون كاذبون في قولهم ذلك, فيقال إن ملكهم لما دعوه إلى الإيمان بالله أبى عليهم وتهددهم وتوعدهم, وأمر بنزع لباسهم عنهم الذي كان عليهم من زينة قومهم, وأجلهم لينظروا في أمرهم لعلهم يرجعون عن دينهم الذي كانوا عليه, وكان هذا من لطف الله بهم, فإنهم في تلك النظرة توصلوا إلى الهرب منه والفرار بدينهم من الفتنة,
    وهذا هو المشروع عند وقوع الفتن في الناس أن يفر العبد منهم خوفاً على دينه, كما جاء في الحديث «يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنماً يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن»

    ففي هذه الحال تشرع العزلة عن الناس ولا تشرع فيما عداها, لما يفوت بها من ترك الجماعات والجمع, فلما وقع عزمهم على الذهاب والهرب من قومهم, واختار الله تعالى لهم ذلك وأخبر عنهم بذلك في قوله:

    {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله}
    أي وإذ فارقتموهم وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله, ففارقوهم أيضاً بأبدانكم, {فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته}
    أي يبسط عليكم رحمة يستركم بها من قومكم
    {ويهيىء لكم من أمركم} الذي أنتم فيه
    {مرفقاً}
    أي أمراً ترتفقون به, فعند ذلك خرجوا هِراباً إلى الكهف فأووا إليه, ففقدهم قومهم من بين أظهرهم وتطلبهم الملك, فيقال أنه لم يظفر بهم وعمى الله عليه خبرهم كما فعل بنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم, وصاحبه الصديق حين لجآ إلى غار ثور, وجاء المشركون من قريش في الطلب فلم يهتدوا إليه مع أنهم يمرون عليه, وعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى جزع الصديق في قوله: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لأبصرنا, فقال: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟» وقد قال تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره اللهإذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكنيته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم} فقصة هذا الغار أشرف وأجل وأعظم وأعجب من قصة أصحاب الكهف,
    وقد قيل: إن قومهم ظفروا بهم ووقفوا على باب الغار الذي دخلوه, فقالوا: ماكنا نريد منهم من العقوبة أكثر مما فعلوا بأنفسهم, فأمر الملك بردم بابه عليهم ليهلكوا مكانهم ففعلوا ذلك, وفي هذا نظر, والله أعلم, فإن الله تعالى قد أخبر أن الشمس تدخل عليهم في الكهف بكرة وعشياً, كما قال تعالى


    ** وَتَرَى الشّمْسَ إِذَا طَلَعَت تّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مّرْشِداً
    فهذا فيه دليل على أن باب هذا الكهف كان من نحو الشمال
    لأنه تعالى أخبر أن الشمس إذا دخلته عند طلوعها تزاور عنه
    {ذات اليمين} أي يتقلص الفيء يمنة, كما قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة {تزاور} أي تميل, وذلك أنها كلما ارتفعت في الأفق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لا يبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلك المكان, ولهذا قال: {وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}
    أي تدخل إلى غارهم من شمال بابه, وهو من ناحية المشرق,
    فدل على صحة ما قلناه, وهذا بين لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة وسير الشمس والقمر والكواكب, وبيانه أنه لو كان باب الغار من ناحية الشرق لما دخل إليه منها شيء عند الغروب, ولو كان من ناحية القبلة لما دخله منها شيء عند الطلوع ولا عند الغروب, ولا تزاور الفيء يميناً ولا شمالاً, ولو كان من جهة الغرب لما دخلته وقت الطلوع بل بعد الزوال, ولم تزل فيه إلى الغروب, فتعين ما ذكرناه, ولله الحمد.

    وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة: تقرضهم تتركهم
    , وقد أخبر الله تعالى بذلك, وأراد منا فهمه وتدبره,
    ولم يخبرنا بمكان هذا الكهف في أي البلاد من الأرض, إذ لا فائدة لنا فيه ولا قصد شرعي, وقد تكلف بعض المفسرين فذكروا فيه أقوالاً,

    فتقدم عن ابن عباس أنه قال: هو قريب من أيلة.
    وقال ابن إسحاق: هو عند نينوى. وقيل: ببلاد الروم.

    وقيل: ببلاد البلقاء, والله أعلم بأي بلاد الله هو,
    ولو كان لنا فيه مصلحة دينية لأرشدنا الله تعالى ورسوله إليه,
    فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أعلمتكم به» فأعلمنا تعالى بصفته, ولم يعلمنا بمكانه, فقال: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم} قال مالك عن زيد بن أسلم: تميل {ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه} أي في متسع منه داخلاً بحيث لا تصبيهم, إذ لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم, قاله ابن عباس {ذلك من آيات الله} حيث أرشدهم إلى هذا الغار الذي جعلهم فيه أحياء والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم, ولهذا قال تعالى: {ذلك من آيات الله}, ثم قال: {من يهد الله فهو المهتد} الاَية, أي هو الذي أرشد هؤلاء الفتية إلى الهداية من بين قومهم, فإنه من هداه الله اهتدى, ومن أضله فلا هادي له.


    ** وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوْلّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً
    ذكر بعض أهل العلم أنهم لما ضرب الله على آذانهم بالنوم, لم تنطبق لئلا يسرع إليها البلى, فإذا بقيت ظاهرة للهواء كان أبقى لها, ولهذا قال تعالى: {وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود} وقد ذكر عن الذئب أنه ينام فيطبق عيناً ويفتح عيناً, ثم يفتح هذه ويطبق هذه وهو راقد, كما قال الشاعر:
    ينام بإحدى مقلتيه ويتقيبأخرى الرزايا فهو يقظان نائم
    وقوله: تعالى: {ونقلبهم وذات اليمين ذات الشمال}
    قال بعض السلف: يقلبون في العام مرتين. قال ابن عباس: لو لم يقلبوا لأكلتهم الأرض. قوله {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد}
    قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة: الوصيد الفناء, وقال ابن عباس: بالباب. وقيل: بالصعيد وهو التراب, والصحيح أنه بالفناء وهو الباب, ومنه قوله تعالى: {إنها عليهم مؤصدة}

    أي مطبقة مغلقة, ويقال: وصيد وأصيد, ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكلاب, قال ابن جريج: يحرس عليهم الباب, وهذا من سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم, وكان جلوسه خارج الباب, لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب, كما ورد في الصحيح ولا صورة ولا جنب ولا كافر, كما ورد به الحديث الحسن, وشملت كلبهم بركتهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال, وهذا فائدة صحبة الأخبار, فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن. وقد قيل: إنه كان كلب صيد لأحدهم, وهو الأشبه, وقيل: كلب طباخ الملك, وقد كان وافقهم على الدين وصحبه كلبه, فالله أعلم.
    وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة همام بن الوليد الدمشقي: حدثنا صدقة بن عمر الغساني, حدثنا عباد المنقري, سمعت الحسن البصري يقول: كان اسم كبش إبراهيم عليه الصلاة والسلام جرير, واسم هدهد سليمان عليه السلام عنقز, واسم كلب أصحاب الكهف قطمير, واسم عجل بني إسرائيل الذي عبدوه بهموت, وهبط آدم عليه السلام بالهند, وحواء بجدة, وإبليس بدست بيسان, والحية بأصفهان, وقد تقدم عن شعيب الجبائي أنه سماه حمران, واختلفوا في لونه على أقوال لا حاصل لها ولا طائل تحتها ولا دليل عليها ولا حاجة إليها, بل هي مما ينهى عنه, فإن مستندها رجم بالغيب.
    وقوله تعالى: {لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً} أي أنه تعالى ألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلا هابهم لما ألبسوا من المهابة والذعر, لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس, حتى يبلغ الكتاب أجله, وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم, لما له في ذلك من الحكمة والحجة البالغة والرحمة الواسعة.

    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 13:34

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    ** وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـَذِهِ إِلَىَ الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيّهَآ أَزْكَىَ طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مّنْهُ وَلْيَتَلَطّفْ وَلاَ يُشْعِرَنّ بِكُمْ أَحَداً * إِنّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوَاْ إِذاً أَبَداً
    يقول تعالى كما أرقدناهم بعثناهم صحيحة أبدانهم وأشعارهم وأبصارهم لم يفقدوا من أحوالهم وهيآتهم شيئاً وذلك بعد ثلثمائة سنة وتسع سنين, ولهذا تساءلوا بينهم {كم لبثتم} أي كم رقدتم ؟ {قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم} لأنه كان دخولهم إلى الكهف في أول نهار, واستيقاظهم كان في آخر نهار, ولهذا استدركوا فقالوا: {أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم} أي الله أعلم بأمركم, وكأنه حصل لهم نوع تردد في كثرة نومهم, فالله أعلم, ثم عدلوا إلى الأهم في أمرهم إذ ذاك, وهو احتياجهم إلى الطعام والشراب, فقالوا: {فابعثوا أحدكم بورقكم} أي فضتكم هذه, وذلك أنهم كانوا قد استصحبوا معهم دراهم من منازلهم لحاجتهم إليها, فتصدقوا منها وبقي منها, فلهذا قالوا: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة} أي مدينتكم التي خرجتم منها, والألف واللام للعهد {فلينظر أيها أزكى طعاماً} أي أطيب طعاماً. كقوله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً} وقوله: {قد أفلح من تزكى} ومنه الزكاة التي تطيب المال وتطهره, وقيل: أكثر طعاماً, ومنه زكا الزرع إذا كثر, قال الشاعر:
    قبائلنا سبع وأنتم ثلاثةوالسبع أزكى من ثلاث وأطيب
    والصحيح الأول, لأن مقصودهم إنما هو الطيب الحلال سواء كان كثيراً أو قليلاً. وقوله {وليتلطف} أي في خروجه وذهابه وشرائه وإيابه, يقولون: وليختف كل ما يقدر عليه {ولا يشعرن} أي ولا يعلمن {بكم أحداً * إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم} أي إن علموا بمكانكم {يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم} يعنون أصحاب دقيانوس يخافون منهم أن يطلعوا على مكانهم, فلا يزالون يعذبونهم بأنواع العذاب إلى أن يعيدوهم في ملتهم التي هم عليها, أو يموتوا, وإن وافقتموهم على العود في الدين فلا فلاح لكم في الدنيا ولا في الاَخرة, ولهذا قال: {ولن تفلحوا إذاً أبداً}.


    ** وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوَاْ أَنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَأَنّ السّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رّبّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىَ أَمْرِهِمْ لَنَتّخِذَنّ عَلَيْهِمْ مّسْجِداً
    يقول تعالى: {وكذلك أعثرنا عليهم} أي أطلعنا عليهم الناس {ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها}

    ذكر غير واحد من السلف أنه كان قد حصل لأهل ذلك الزمان شك في البعث وفي أمر القيامة. وقال عكرمة: كان منهم طائفة قد قالوا تبعث الأجساد, فبعث الله أهل الكهف حجة ودلالة وآية على ذلك, وذكروا أنه لما أراد أحدهم الخروج ليذهب إلى المدينة في شراء لهم ليأكلوه, تنكر وخرج يمشي في غير الجادة حتى انتهى إلى المدينة, وذكروا أن اسمها دقسوس, وهو يظن أنه قريب العهد بها, وكان الناس قد تبدلوا قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل وأمة بعد أمة, وتغيرت البلاد ومن عليها, كما قال الشاعر:
    أما الديار فإنها كديارهموأرى رجال الحي غير رجاله
    فجعل لا يرى شيئاً من معالم البلد التي يعرفها, ولا يعرف أحداً من أهلها: لا خواصها ولا عوامها, فجعل يتحير في نفسه ويقول: لعل بي جنوناً أو مساً أو أنا حالم, ويقول: والله ما بي شيء من ذلك, وإن عهدي بهذه البلدة عشية أمس على غير هذه الصفة. ثم قال: إن تعجيل الخروج من ههنا لأولى لي, ثم عمد إلى رجل ممن يبيع الطعام, فدفع إليه ما معه من النفقة, وسأله أن يبيعه بها طعاماً, فلما رآها ذلك الرجل أنكرها وأنكر ضربها, فدفعها إلى جاره, وجعلوا يتداولونها بينهم ويقولون: لعل هذا وجد كنزاً, فسألوه عن أمره ومن أين له هذه النفقة, لعله وجدها من كنز وممن أنت ؟ فجعل يقول: أنا من أهل هذه البلدة, وعهدي بها عشية أمس وفيها دقيانوس, فنسبوه إلى الجنون, فحملوه إلى ولي أمرهم فسأله عن شأنه وخبره حتى أخبرهم بأمره, وهو متحير في حاله وما هو فيه, فلما أعلمهم بذلك قاموا معه إلى الكهف ـ ملك البلد وأهلها ـ حتى انتهى بهم إلى الكهف فقال لهم: دعوني حتى أتقدمكم في الدخول لأعلم أصحابي فدخل, فيقال إنهم لا يدرون كيف ذهب فيه, وأخفى الله عليهم خبرهم, ويقال بل دخلوا عليهم ورأوهم, وسلم عليهم الملك واعتنقهم, وكان مسلماً فيما قيل, واسمه تيدوسيس, ففرحوا به وآنسوه بالكلام, ثم ودعوه وسلموا عليه, وعادوا إلى مضاجعهم, وتوفاهم الله عز وجل, فالله أعلم.
    قال قتادة: غزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة, فمروا بكهف في بلاد الروم, فرأوا فيه عظاماً فقال قائل: هذه عظام أهل الكهف, فقال ابن عباس: لقد بليت عظامهم من أكثر من ثلثمائة سنة, ورواه ابن جرير, وقوله: {وكذلك أعثرنا عليهم} أي كما أرقدناهم وأيقظناهم بهيآتهم, أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان {ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم} أي في أمر القيامة, فمن مثبت لها ومن منكر,
    فجعل الله ظهورهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم
    {فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم}
    أي سدوا عليهم باب كهفهم, وذروهم على حالهم

    {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً} حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين (أحدهما) أنهم المسلمون منهم. (والثاني) أهل الشرك منهم, فالله أعلم, والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ, ولكن هل هم محمودون أم لا ؟ فيه نظر, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد» يحذر ما فعلوا, وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق, أمر أن يخفى عن الناس, وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده, فيها شيء من الملاحم وغيرها.


    ** سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رّبّي أَعْلَمُ بِعِدّتِهِم مّا يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً
    يقول تعالى مخبراً عن اختلاف الناس في عدة أصحاب الكهف, فحكى ثلاثة أقوال, فدل على أنه لا قائل برابع, ولما ضعف القولين الأولين بقوله: {رجماً بالغيب} أي قولاً بلا علم, كمن يرمي إلى مكان لا يعرفه, فإنه لا يكاد يصيب وإن أصاب فبلا قصد. ثم حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله: {وثامنهم كلبهم} فدل على صحته, وأنه هو الواقع في نفس الأمر. وقوله: {قل ربي أعلم بعدتهم} إرشاد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى الله تعالى, إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم, لكن إذا أطلعنا على أمر قلنا به وإلا وقفنا.
    وقوله: {ما يعلمهم إلا قليل} أي من الناس. قال قتادة: قال ابن عباس: أنا من القليل الذي استثنى الله عز وجل, كانوا سبعة. وكذا روى ابن جرير عن عطاء الخراساني عنه أنه كان يقول أنا ممن استثنى الله عز وجل ويقول عدتهم سبعة, فهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس أنهم كانوا سبعة, وهو موافق لما قدمناه.
    وقال محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال: لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة سنه وضح الورق. قال ابن عباس: فكانوا كذلك ليلهم ونهارهم في عبادة الله يبكون ويستغيثون بالله, وكانوا ثمانية نفر: مكسلمينا وكان أكبرهم وهو الذي كلم الملك عنهم, ويمليخا ومرطونس وكسطونس وبيرونس ودنيموس ويطبونس وقالوش, هكذا وقع في هذه الرواية, ويحتمل أن هذا من كلام ابن إسحاق أو من بينه وبينه, فإن الصحيح عن ابن عباس أنهم كانوا سبعة, وهو ظاهر الاَية, وقد تقدم عن شعيب الجبائي أن اسم كلبهم حمران, وفي تسميتهم بهذه الأسماء واسم كلبهم نظر في صحته, والله أعلم, فإن غالب ذلك متلقى من أهل الكتاب,
    وقد قال تعالى: {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً}
    أي سهلاً هيناً, فإن الأمر في معرفة ذلك لا يترتب عليه كبير فائدة
    {ولا تستفت فيهم منهم أحداً}
    أي فإنهم لا علم لهم بذلك إلا ما يقولونه من تلقاء أنفسهم رجماً بالغيب, أي من غير استناد إلى كلام معصوم, وقد جاءك الله يا محمد بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية فيه, فهو المقدم الحاكم على كل ما تقدمه من الكتب والأقوال.


    ** وَلاَ تَقْولَنّ لِشَيْءٍ إِنّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ وَاذْكُر رّبّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىَ أَن يَهْدِيَنِ رَبّي لأقْرَبَ مِنْ هَـَذَا رَشَداً
    هذا إرشاد من الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل أن يرد ذلك إلى مشيئة الله عز وجل, علام الغيوب الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة ـ وفي رواية: تسعين امرأة, وفي رواية: مائة امرأة ـ تلد كل امرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله, فقيل له ـ وفي رواية قال له الملك: قل إن شاء الله, فلم يقل, فطاف بهم فلم يلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والذي نفسي بيده, لو قال إن شاء الله لم يحنث, وكان دركاً لحاجته» وفي رواية «ولقاتلوا في سبيل الله فرساناً أجمعين» وقد تقدم في أول السورة ذكر سبب نزول هذه الاَية في قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن قصة أصحاب الكهف غداً أجيبكم» فتأخر الوحي خمسة عشر يوماً, وقد ذكرناه بطوله في أول السورة, فأغنى عن إعادته.
    وقوله: {واذكر ربك إذا نسيت} قيل معناه إذا نسيت الاستثناء, عند ذكرك له, قاله أبو العالية والحسن البصري, وقال هشيم عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في الرجل يحلف قال: له أن يستثني ولو إلى سنة, وكان يقول: {واذكر ربك إذا نسيت} ذلك, قيل للأعمش: سمعته عن مجاهد ؟ فقال: حدثني به ليث بن أبي سليم يرى ذهب كسائي هذا, ورواه الطبراني من حديث أبي معاوية عن الأعمش به. ومعنى قول ابن عباس أنه يستثني ولو بعد سنة, أي إذا نسي أن يقول في حلفه أو في كلامه إن شاء لله وذكر ولو بعد سنة, فالسنة له أن يقول ذلك, ليكون آتياً بسنة الاستثناء حتى ولو كان بعد الحنث, قاله ابن جرير رحمه الله, ونص على ذلك لا أن يكون رافعاً لحنث اليمين ومسقطاً للكفارة, وهذا الذي قاله ابن جرير رحمه الله هو الصحيح, وهو الأليق بحمل كلام ابن عباس عليه, والله أعلم.) وقال عكرمة {واذكر ربك إذا نسيت} إذا غضبت وهذا تفسير باللازم. وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحارث الجبلي, حدثنا صفوان بن صالح, حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد العزيز بن حصين, عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله {ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله * واذكر ربك إذا نسيت}
    أن تقول إن شاء الله,
    وروى الطبراني أيضاً عن ابن عباس في قوله: {واذكر ربك إذا نسيت} الاستثناء فاستثن إذا ذكرت, وقال: هي خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحد منا أن يستثني إلا في صلة من يمينه, ثم قال: انفرد به الوليد عن عبد العزيز بن الحصين, ويحتمل في الاَية وجه آخر وهو أن يكون الله تعالى قد أرشد من نسي الشيء في كلامه إلى ذكر الله تعالى, لأن النسيان منشؤه الشيطان, كما قال فتى موسى: {وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} وذكر الله تعالى يطرد الشيطان فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان, فذكر الله تعالى سبب للذكر, ولهذا قال: {واذكر ربك إذا نسيت} وقوله: {وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً}
    أي إذا سئلت عن شيء لا تعلمه, فاسأل الله تعالى فيه, وتوجه إليه في أن يوفقك للصواب والرشد في ذلك, وقيل في تفسيره غير ذلك, والله أعلم.


    ** وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً * قُلِ اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مّن دُونِهِ مِن وَلِيّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً
    هذا خبر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم منذ أرقدهم إلى أن بعثهم الله وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان, وأنه كان مقداره ثلثمائة سنة تزيد تسع سنين بالهلالية, وهي الثلثمائة سنة بالشمسية, فإن تفاوت ما بين كل مائة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين, فلهذا قال: بعد ثلثمائة وازدادوا تسعاً. وقوله: {قل الله أعلم بما لبثوا} أي إذا سئلت عن لبثهم وليس عندك علم في ذلك وتوقيف من الله تعالى فلا تتقدم فيه بشيء, بل قل في مثل هذا {الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض} أي لا يعلم ذلك إلا هو ومن أطلعه عليه من خلقه, وهذا الذي قلناه عليه غير واحد من علماء التفسير كمجاهد وغير واحد من السلف والخلف.
    وقال قتادة في قوله: {ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين} الاَية, هذا قول أهل الكتاب, وقد ردّه الله تعالى بقوله: {قل الله أعلم بما لبثوا} قال: وفي قراءة عبد الله وقالوا: {ولبثوا}, يعني أنه قاله الناس, وهكذا قال كما قال قتادة مطرف بن عبد الله, وفي هذا الذي زعمه قتادة نظر, فإن الذي بأيدي أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة سنة من غير تسع, يعنون بالشمسية, ولو كان الله قد حكى قولهم لما قال: وازدادوا تسعاً, والظاهر من الاَية إنما هو إخبار من الله لا حكاية عنهم, وهذا اختيار ابن جرير رحمه الله, ورواية قتادة قراءة ابن مسعود منقطعة, ثم هي شاذة بالنسبة إلى قراءة الجمهور, فلا يحتج بها, والله أعلم.
    وقوله: {أبصر به وأسمع} أي أنه لبصير بهم سميع لهم, قال ابن جرير: وذلك في معنى المبالغة في المدح, كأنه قيل: ما أبصره وأسمعه, وتأويل الكلام ما أبصر الله لكل موجود, وأسمعه لكل مسموع, لا يخفى عليه من ذلك شيء. ثم روي عن قتادة في قوله: {أبصر به وأسمع} فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع. وقال ابن زيد {أبصر به وأسمع} يرى أعمالهم ويسمع ذلك منهم سميعاً بصيراً. وقوله: {ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحداً} أي أنه تعالى هو الذي له الخلق والأمر, الذي لا معقب لحكمه, وليس له وزير ولا نصير ولا شريك ولا مشير, تعالى وتقدس.


    **
    وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً * وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً
    يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس {لا مبدل لكلماته} أي لا مغير لها ولا محرّف ولا مزيل. وقوله: {ولن تجد من دونه ملتحداً} عن مجاهد ملتحداً قال: ملجأ. وعن قتادة: ولياً ولا مولى. قال ابن جرير: يقول إن أنت يا محمد لم تتل ما أوحي إليك من كتاب ربك, فإنه لا ملجأ لك من الله, كما قال تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} وقال: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} أي سائلك عما فرض عليك من إبلاغ الرسالة.
    وقوله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}
    أي اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه
    ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشياً,
    من عباد الله سواء كانوا فقراء أو أغنياء, أو أقوياء أو ضعفاء
    ,يقال: إنها نزلت في أشراف قريش حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم, وحده, ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه, كبلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود, وليفرد أولئك بمجلس على حدة, فنهاه الله عن ذلك فقال: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الاَية, وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء, فقال {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الاَية, وقال مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة, حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد هو ابن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترؤون علينا قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال, ورجلان نسيت اسميهما, فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشاء الله أن يقع, فحدث نفسه, فأنزل الله عز وجل {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري.
    وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص فأمسك, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قص, فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب». وقال الإمام أحمد أيضاً: حدثنا هاشم: حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت كردوس بن قيس, وكان قاص العامة بالكوفة, يقول: أخبرني رجل من أصحاب بدر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لأن أقعد في مثل هذا المجلس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب» قال شعبة: فقلت أي مجلس ؟ قال: كان قاصاً.
    وقال أبو داود الطيالسي في مسنده: حدثنا محمد, حدثنا يزيد بن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أجالس قوماً يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس, ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى غروب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل, دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً» فحسبنا دياتهم ونحن في مجلس أنس, فبلغت ستة وتسعين ألفاً وههنا من يقول أربعة من ولد إسماعيل, والله ما قال إلا ثمانية, دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً.
    وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي, حدثنا أبو أحمد الزبيري, حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر, عن الأغر أبي مسلم وهو الكوفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يقرأ سورة الكهف, فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سكت, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم», هكذا رواه أبو أحمد عن عمرو بن ثابت, عن علي بن الأقمر, عن الأغر مرسلاً. وحدثنا يحيى بن المعلى عن المنصور, حدثنا محمد بن الصلت, حدثنا عمرو بن ثابت عن علي بن الأقمر, عن الأغر أبي مسلم, عن أبي هريرة وأبي سعيد, قالا: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقرأ سورة الحجّ, أو سورة الكهف, فسكت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم».
    وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن بكر, حدثنا ميمون المرئي, حدثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك رضي الله عنه, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه, إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات» تفرد به أحمد رحمه الله. وقال الطبراني: حدثنا إسماعيل بن الحسن, حدثنا أحمد بن صالح, حدثنا ابن وهب عن أسامة بن زيد, عن أبي حازم, عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته
    {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الاَية,
    فخرج يتلمسهم, فوجد قوماً يذكرون الله تعالى, منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد, فلما رآهم جلس معهم وقال: «الحمد الله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر نفسي معهم» عبد الرحمن هذا, ذكره أبو بكر ابن أبي داود في الصحابة. وأما أبوه فمن سادات الصحابة رضي الله عنهم.
    وقوله {ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم, يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة, {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}
    أي شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا, {وكان أمره فرطاً} أي أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع, ولا تكن مطيعاً ولا محباً لطريقته, ولا تغبطه بما هو فيه, كما قال: {ولاتمدن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}.


    **
    وَقُلِ الْحَقّ مِن رّبّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّا أَعْتَدْنَا لِلظّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً
    يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} هذا من باب التهديد والوعيد الشديد, ولهذا قال: {إنا أعتدنا} أي أرصدنا {للظالمين} وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه {ناراً أحاط بهم سرادقها} أي سورها. قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى, حدثنا ابن لهيعة, حدثنا دراج عن أبي الهيثم, عن أبي سعيد الخدري, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لسرادق النار أربعة جدر, كثافة كل جدار مسافة أربعين سنة» وأخرجه الترمذي في صفة النار, وابن جرير في تفسيره, من حديث دراج أبي السمح به.
    وقال ابن جريج: قال ابن عباس: {أحاط بهم سرادقها} قال: حائط من نار. قال ابن جرير: حدثني الحسين بن نصر والعباس بن محمد قالا: حدثنا أبو عاصم عن عبد الله بن أمية, حدثني محمد بن حيي بن يعلى عن صفوان بن يعلى, عن يعلى بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البحر هو جهنم» قال: فقيل له كيف ذلك ؟ فتلا هذه الاَية, أو قرأ هذه الاَية {ناراً أحاط بهم سرادقها}ثم قال «والله لا أدخلها أبداً أو ما دمت حياً لا تصيبني منها قطرة» وقوله {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه} الاَية, قال ابن عباس: المهل: الماء الغليظ مثل دردي الزيت, وقال مجاهد: هو كالدم والقيح. وقال عكرمة: هو الشيء الذي انتهى حره. وقال آخرون: هو كل شيء أذيب. وقال قتادة: أذاب ابن مسعود شيئاً من الذهب في أخدود, فلما انماع وأزبد, قال: هذا أشبه شيء بالمهل. وقال الضحاك: ماء جهنم أسود وهي سوداء وأهلها سود, وهذه الأقوال ليس شيء منها ينفي الاَخر, فإن المهل يجمع هذه الأوصاف الرذيلة كلها, فهو أسود منتن غليظ حار, ولهذا قال: {يشوي الوجوه} أي من حره, إذا أراد الكافر أن يشربه وقربه من وجهه شواه حتى تسقط جلدة وجهه فيه.
    كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بإسناده المتقدم في سرادق النار عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ماء كالمهل ـ قال ـ كعكر الزيت فإذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه» وهكذا رواه الترمذي في صفة النار من جامعه من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث, عن دراج به, ثم قال: لا نعرفه إلا من حديث رشدين, وقد تكلم فيه من قبل حفظه هكذا, قال: وقد رواه الإمام أحمد كما تقدم عن حسن الأشيب, عن ابن لهيعة, عن دراج, والله أعلم.
    وقال عبد الله بن المبارك وبقية بن الوليد: عن صفوان بن عمرو, عن عبد الله بن بسر, عن أبي أمامة, عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {ويسقى من ماء صديد يتجرعه}, قال: «يقرب إليه فيتكرهه, فإذا قرب منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه, فإذا شربه قطع أمعاءه, يقول الله تعالى: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب}. وقال سعيد بن جبير: إذا جاع أهل النار استغاثوا, فأغيثوا بشجرة الزقوم فيأكلون منها, فاجتثت جلود وجوههم, فلو أن ماراً مر بهم يعرفهم, لعرف جلود وجوههم فيها, ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون, فيغاثون بماء كالمهل وهو الذي قد انتهى حره, فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود, ولهذا قال تعالى بعد وصفه هذا الشراب بهذه الصفات الذميمة القبيحة {بئس الشراب} أي بئس هذا الشراب, كما قال في الاَية الأخرى {وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم} وقال تعالى: {وتسقى من عين آنية} أي حارة, كما قال تعالى: {وبين حميم آن} {وساءت مرتفقاً} أي وساءت النار منزلاً ومقيلاً ومجتمعاً وموضعاً للارتفاق, كما قال في الاَية الاَخرى {إنها ساءت مستقراً ومقاماً}.


    **
    إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ إِنّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً * أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ يُحَلّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مّتّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَآئِكِ نِعْمَ الثّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً
    لما ذكر تعالى حال الأشقياء, ثنى بذكر السعداء الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين فيما جاؤوا به, وعملوا بما أمروهم به من الأعمال الصالحة, فلهم جنات عدن, والعدن: الإقامة, {تجري من تحتهم الأنهار} أي من تحت غرفهم ومنازلهم, قال فرعون {وهذه الأنهار تجري من تحتي} الاَية, {ويحلون} أي من الحلية {فيهامن أساور من ذهب} وقال في المكان الاَخر {ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير} وفصله ههنا, فقال {ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق} فالسندس ثياب رفاع رقاق كالقمصان وما جرى مجراها. وأما الإستبرق فغليظ الديباج وفيه بريق.
    وقوله: {متكئين فيها على الأرائك} الاتكاء قيل الاضطجاع, وقيل التربع في الجلوس وهو أشبه بالمراد ههنا, ومنه الحديث الصحيح «أما أنا فلا آكل متكئاً», فيه القولان: والأرائك جمع أريكة, وهي السرير تحت الحجلة, والحجلة كما يعرفه الناس في زماننا هذا بالباشخاناة, والله أعلم. قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة {على الأرائك} قال: هي الحجال, قال معمر وقال غيره: السرر في الحجال.
    وقوله: {نعم الثواب وحسنتت مرتفقاً} أي نعمت الجنة ثواباً على أعمالهم وحسنت مرتفقاً, أي حسنت منزلاً ومقيلاً ومقاماً, كما قال في النار {بئس الشراب وساءت مرتفقاً} وهكذا قابل بينهما في سورة الفرقان في قوله: {إنها ساءت مستقراً ومقاماً}, ثم ذكر صفات المؤمنين, فقال {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً}.


    ** وَاضْرِبْ لهُمْ مّثَلاً رّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً * كِلْتَا الْجَنّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمِ مّنْهُ شَيْئاً وَفَجّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً * وَكَانَلَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لَصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنّ أَن تَبِيدَ هَـَذِهِ أَبَداً * وَمَآ أَظُنّ السّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رّدِدتّ إِلَىَ رَبّي لأجِدَنّ خَيْراً مّنْهَا مُنْقَلَباً
    يقول تعالى بعد ذكره المشركين المستكبرين عن مجالسة الضعفاء والمساكين من المسلمين, وافتخروا عليهم بأموالهم وأحسابهم, فضرب لهم مثلاً برجلين جعل الله لأحدهما جنتين, أي بستانتين من أعناب, محفوفتين بالنخيل, المحدقة في جنباتهما وفي خلالهما الزورع, وكل من الأشجار والزروع مثمر مقبل في غاية الجودة, ولهذا قال: {كلتا الجنتين آتت أكلها} أي أخرجت ثمرها, {ولم تظلم منه شيئاً} أي ولم تنقص منه شيئاً, {وفجرنا خلالهما نهراً} أي والأنهار متفرقة فيهما ههنا وههنا, {وكان له ثمر} قيل: المراد به المال, روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة. وقيل: الثمار, وهو أظهر ههنا ويؤيده القراءة الأخرى {وكان له ثمر} بضم الثاء وتسكين الميم, فيكون جمع ثمرة كخشبة وخشب. وقرأ آخرون ثمر بفتح الثاء والميم, فقال أي صاحب هاتين الجنتين لصاحبه وهو يحاوره, أي يجادله, ويخاصمه يفتخر عليه ويترأس {أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً} أي أكثر خدماً وحشماً وولداً, قال قتادة: تلك والله أمنية الفاجر, كثرة المال وعزة النفر.
    وقوله: {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه} أي بكفره وتمرده وتكبره وتجبره وإنكار المعاد {قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً} وذلك اغتراراً منه لما رأى فيها من الزروع والثمار والأشجار, والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها, ظن أنها لا تفنى ولا تفرغ ولا تهلك ولا تتلف, ذلك لقلة عقله, وضعف يقينه بالله, وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها, وكفره بالاَخرة, ولهذا قال: {وما أظن الساعة قائمة} أي كائنة {ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً} أي ولئن كان معاد ورجعة ومرد إلى الله ليكونن لي هناك أحسن من هذا الحظ عند ربي, ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا, كما قال في الاَية الأخرى {ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى} وقال {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً} أي في الدار الاَخرة تألى على الله عز وجل. وكان سبب نزولها في العاص بن وائل, كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله, وبه الثقة وعليه التكلان.


    ** قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمّ مِن نّطْفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلاً * لّكِنّ هُوَ اللّهُ رَبّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبّي أَحَداً * وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فعسَىَ رَبّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مّن جَنّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مّنَ السّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً
    يقول تعالى مخبراً عما أجابه به صاحبه المؤمن, واعظاً له وزاجراً عما هو فيه من الكفر بالله والاغترار {أكفرت بالذي خلقك من تراب} الاَية, وهذا إنكار وتعظيم لما وقع فيه من جحود ربه الذي خلقه, وابتدأ خلق الإنسان من طين وهو آدم, ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين, كما قال تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم} الاَية, أي كيف تجحدون ربكم ودلالته عليكم ظاهرة جلية, كل أحد يعلمها من نفسه, فإنه ما من أحد من المخلوقات إلا ويعلم أنه كان معدوماً, ثم وجد وليس وجوده من نفسه ولا مستنداً إلى شيء من المخلوقات, لأنه بمثابته, فعلم إسناد إيجاده إلى خالقه, وهو الله لا إله إلا هو خالق كل شيء, ولهذا قال المؤمن {لكنا هو الله ربي} أي لكن أنا لا أقول بمقالتك بل أعترف لله بالوحدانية والربوبية, {ولا أشرك بربي أحداً} أي بل هو الله المعبود وحده لا شريك له.
    ثم قال: {ولولا إذ دخلت جنتك ما شاء الله, لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً} هذا تحضيض وحث على ذلك, أي هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها, حمدت الله ما أنعم به عليك وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك, وقلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله, ولهذا قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده, فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله, وهذا مأخوذ من هذه الاَية الكريمة. وقد روي فيه حديث مرفوع, أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده: حدثنا جراح بن مخلد, حدثنا عمر بن يونس, حدثنا عيسى بن عون, حدثنا عبد الملك بن زرارة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد, فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله, فيرى فيه آفة دون الموت» وكان يتأول هذه الاَية {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} قال الحافظ أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس لا يصح حديثه.
    وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة وحجاج, حدثني شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد مولى أبي رهم, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ لا قوة إلا بالله» تفرد به أحمد. وقد ثبت في الصحيح عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله» وقال الإمام أحمد: حدثنا بكر بن عيسى, حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون قال: قال أبو هريرة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش ؟» قال: قلت نعم فداك أبي وأمي. قال: «أن تقول لا قوة إلا بالله» قال أبو بلج: وأحسب أنه قال فإن الله يقول أسلم عبدي واستسلم» قال فقلت لعمرو: قال أبو بلج: قال عمرو: قلت لأبي هريرة لا حول ولا قوة إلا بالله, فقال: لا إنها في سورة الكهف {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
    وقوله: {فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك} أي في الدار الاَخرة {ويرسل عليها} أي على جنتك في الدنيا التي ظننت أنها لا تبيد ولا تفنى {حسباناً من السماء} قال ابن عباس والضحاك وقتادة ومالك عن الزهري: أي عذاباً من السماء, والظاهر أنه مطر عظيم مزعج يقلع زرعها وأشجارها, ولهذا قال: {فتصبح صعيداً زلقاً} أي بلقاً تراباً أملس لا يثبت فيه قدم, وقال ابن عباس: كالجرز الذي لا ينبت شيئاً وقوله: {أو يصبح ماؤها غوراً} أي غائراً في الأرض, وهو ضد النابع الذي يطلب وجه الأرض, فالغائر يطلب أسفلها, كما قال تعالى: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يتأتيكم بماء معين} أي جار وسائح, وقال ههنا: {أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً} والغور مصدر بمعنى غائر, وهو أبلغ منه, كما قال الشاعر:
    تظل جياده نوحاً عليهتقلده أعنتها صفوفاً
    بمعنى نائحات عليه.

    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 13:49

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ** وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلّبُ كَفّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىَ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً * هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ لِلّهِ الْحَقّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً
    يقول تعالى: {وأحيط بثمره} بأمواله أو بثماره على القول الاَخر, والمقصود أنه وقع بهذا الكافر ما كان يحذر مما خوفه به المؤمن من إرسال الحسبان على جنته التي اغتر بها وأَلْهَته عن الله عز وجل {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها} وقال قتادة: يصفق كفيه متأسفاً متلهفاً على الأموال التي أذهبها عليها {ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً * ولم تكن له فئة} أي عشيرة أو ولد, كما افتخر بهم واستعز {ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً * هنالك الولاية لله الحق} اختلف القراء ههنا فمنهم من يقف على قوله: {وما كان منتصراً هنالك} أي في ذلك الموطن الذي حل به عذاب الله, فلا منقذ له منه, ويبتدىء بقوله: {الولاية لله الحق} ومنهم من يقف على {وما كان منتصراً} يبتدىء بقوله: {هنالك الولاية لله الحق} ثم اختلفوا في قراءة الولاية, فمنهم من فتح الواو من الولاية, فيكون المعنى هنالك الموالاة لله, أي هنالك كل أحد مؤمن أو كافر يرجع إلى الله وإلى موالاته والخضوع له إذا وقع العذاب, كقوله: {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين} وكقوله إخباراً عن فرعون: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * آلاَن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} ومنهم من كسر الواو من الولاية, أي هنالك الحكم لله الحق, ثم منهم من رفع الحق على أنه نعت للولاية,


    كقوله تعالى: {الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً} ومنهم من خفض القاف على أنه نعت لله عز وجل, كقوله {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق} الاَية, ولهذا قال تعالى: {هو خير ثواباً} أي جزاء {وخير عقباً} أي الأعمال التي تكون لله عز وجل, ثوابها خير وعاقبتها حميدة رشيدة كلها خير.

    ** وَاضْرِبْ لَهُم مّثَلَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرّياحُ وَكَانَ اللّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ مّقْتَدِراً * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً
    يقول تعالى: {واضرب} يا محمد للناس {مثل الحياة الدنيا} في زوالها وفنائها وانقضائها {كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض} أي ما فيها من الحب, فشب وحسن, وعلاه الزهر والنور والنضرة, ثم بعد هذا كله {أصبح هشيماً} يابساً {تذروه الرياح} أي تفرقه وتطرحه ذات اليمين وذات الشمال, {وكان الله على كل شيء مقتددراً} أي هو قادر على هذه الحال وهذه الحال, وكثيراً ما يضرب الله مثل الحياة الدنيا بهذا المثل, كما قال تعالى في سورة يونس {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام} الاَية, وقال في الزمر: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به رزعاً مختلفاً ألوانه} الاَية,



    وقال في سورة الحديد {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهووزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته} الاَية, وفي الحديث الصحيح «الدنيا خضرة حلوة» وقوله {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} كقوله: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب} الاَية, وقال تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم} أي الإقبال عليه والتفرغ لعبادته خير لكم من اشتغالكم بهم, والجمع لهم, والشفقة المفرطة عليهم, ولهذا قال: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً}.
    قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف: الباقيات الصالحات الصلوات الخمس. وقال عطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير عن ابن عباس: الباقيات الصالحات سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, وهكذا سئل أمير المؤمنين عثمان بن عفان عن الباقيات الصالحات ما هي ؟ فقال: هي لا إله إلا الله, وسبحان الله, والحمد لله, والله أكبر,ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, رواه الإمام أحمد, حدثنا أبو عبد الرحمن المقري, حدثنا حيوة, حدثنا أبو عقيل أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: جلس عثمان يوماً وجلسنا معه, فجاءه المؤذن, فدعا بماء في إناء أظنه سيكون فيه مد, فتوضأ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا, ثم قال: «من توضأ وضوئي هذا, ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينها وبين الصبح: ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين الظهر, ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين العصر, ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين المغرب, ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته, ثم إن قام فتوضأ وصلى صلاة الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء, وهي الحسنات يذهبن السيئات» قالوا هذه الحسنات, فما الباقيات الصالحات يا عثمان ؟ قال لا إله إلا الله, وسبحان الله, والحمد لله والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, تفرد به.
    وروى مالك عن عمارة بن عبد الله بن صياد عن سعيد بن المسيب قال: الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله,ولا إله إلا الله, والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وقال محمد بن عجلان عن عمارة قال: سألني سعيد بن المسيب عن الباقيات الصالحات, فقلت: الصلاة والصيام, فقال لم تصب, فقلت الزكاة والحج, فقال: لم تصب, ولكنهن الكلمات الخمس: لا إله إلا الله, والله أكبر, وسبحان الله, والحمد لله,ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خيثم عن نافع بن سرجس أنه أخبره أنه سأل ابن عمر عن الباقيات الصالحات. قال: لا إله إلا الله, والله أكبر, وسبحان الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله, قال ابن جريج وقال عطاء بن أبي رباح مثل ذلك.
    وقال مجاهد: الباقيات الصالحات: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله: {والباقيات الصالحات} قال: لا إله إلا الله, والله أكبر, والحمد لله, وسبحان الله, هن الباقيات الصالحات, قال ابن جرير: وجدت في كتابي عن الحسن بن الصباح البزار, عن أبي نصر التمار عن عبد العزيز بن مسلم, عن محمد بن عجلان سعيد المقبري عن أبيه, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, هن الباقيات الصالحات» قال: وحدثني يونس أخبرنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «استكثروا من الباقيات الصالحات» قيل: وما هن يا رسول الله قال«الملة» قيل: وما هي يا رسول الله ؟ قال «التكبير, والتهليل, والتسبيح, والحمد لله, ولا حول ولا قوة إلا بالله» وهكذا رواه أحمد من حديث دراج به.
    قال ابن وهب: أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن مولى سالم بن عبد الله حدثه قال: أرسلني سالم إلى محمد بن كعب القرظي في حاجة, فقال: قل له القني عند زاوية القبر, فإن لي إليك حاجة, قال: فالتقيا فسلم أحدهما على الاَخر, ثم قال سالم: ما تعد الباقيات الصالحات ؟ فقال: لا إله إلا الله والله أكبر, وسبحان الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله, فقال له سالم: متى جعلت فيها لا حول ولا قوة إلا بالله ؟ قال: ما زلت أجعلها, قال: فراجعه مرتين أو ثلاثاً فلم ينزع, قال: فأثبت ؟ قال سالم: أجل فأثبت, فإن أبا أيوب الأنصاري حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «عرج بي إلى السماء فأريت إبراهيم عليه السلام, فقال: يا جبريل من هذا الذي معك ؟ فقال: محمد, فرحب بي وسهل, ثم قال: مر أمتك فلتكثر من غراس الجنة, فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة, فقلت: وما غراس الجنة فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله».
    وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن يزيد عن العوام, حدثني رجل من الأنصار من آل النعمان بن بشير, قال: خرجعلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء, فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شيء, ثم قال: «أما إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون, فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم, فليس مني ولست منه, ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم, فهو مني وأنا منه. ألا وإن سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, هن الباقيات الصالحات».
    وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان, حدثنا أبان, حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد عن أبي سلام, عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله والله أكبر, وسبحان الله, والحمد لله, والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده ـ وقال ـ بخ بخ لخمس من لقي الله مستيقناً بهن دخل الجنة: يؤمن بالله واليوم الاَخر, وبالجنة والنار, وبالبعث بعد الموت, وبالحساب».
    وقال الإمام أحمد: حدثنا روح, حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية, قال: كان شداد بن أوس رضي الله عنه في سفر, فنزل منزلاً فقال لغلامه: ائتنا بالشفرة نعبث بها, فأنكرت عليه, فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها وأزمها غير كلمتي هذه, فلاتحفظوها علي واحفظوا ما أقول لكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا أنتم هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وأسألك حسن عبادتك, وأسألك قلباً سليماً, وأسألك لساناً صادقاً, وأسألك من خير ما تعلم, وأعوذ بك من شر ما تعلم, وأستغفرك لما تعلم, إنك أنت علام الغيوب» ثم رواه أيضا النسائي من وجه آخر عن شداد بنحوه.
    وقال الطبراني: حدثنا عبد الله بن ناجية, حدثنا محمد بن سعد العوفي, حدثني أبي, حدثنا عمي الحسين عن يونس بن نفيع الجدلي, عن سعد بن جنادة رضي الله عنه قال: كنت في أول من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف, فخرجت من أهلي من السراة غدوة, فأتيت منى عند العصر, فتصاعدت في الجبل: ثم هبطت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم, فأسلمت وعلمني {قل هو الله أحد} و {إذا زلزلت} وعلمني هؤلاء الكلمات: سبحان الله والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, وقال: «هن الباقيات الصالحات» وبهذا الإسناد «من قام من الليل فتوضأ ومضمض فاه, ثم قال سبحان الله مائة مرة, والحمد لله مائة مرة, والله أكبر مائة مرة, ولا إله إلا الله مائة مرة, غفرت ذنوبه إلا الدماء فإنها لا تبطل» وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: {والباقيات الصالحات} قال: هي ذكر الله قول لا إله إلا الله, والله أكبر وسبحان الله, والحمد لله, وتبارك الله, ولاحول ولاقوة إلا بالله, وأستغفر الله, وصلى الله على رسول الله, والصيام, والصلاة, والحج, والصدقة, والعتق, والجهاد, والصلة, وجميع أعمال الحسنات وهن الباقيات الصالحات التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السموات والأرض. وقال العوفي عن ابن عباس: هي الكلام الطيب. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هي الأعمال الصالحة كلها, واختاره ابن جرير رحمه الله.





    ** وَيَوْمَ نُسَيّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُواْ عَلَىَ رَبّكَ صَفّاً لّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوّلَ مَرّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَن لّن نّجْعَلَ لَكُمْ مّوْعِداً * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَوَيْلَتَنَا مَا لِهَـَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبّكَ أَحَداً
    يخبر تعالى عن أهوال يوم القيامة وما يكون فيه من الأمور العظام, كما قال تعالى: {يوم تمور السماء موراً * وتسير الجبال سيراً} أي تذهب من أماكنها وتزول, كما قال تعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب} وقال تعالى: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} وقال: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً* فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً} يذكر تعالى أنه تذهب الجبال, وتتساوى المهاد, وتبقى الأرض قاعاً صفصفاً, أي سطحاً مستوياً لا عوج فيه ولا أمتاً, أي لا وادي ولا جبل, ولهذا قال تعالى: {وترى الأرض بارزة} أي بادية ظاهرة ليس فيها معلم لأحد, ولا مكان يواري أحداً, بل الخلق كلهم ضاحون لربهم لا تخفى عليه منهم خافية. قال مجاهد وقتادة {وترى الأرض بارزة} لا خَمَر فيها ولا غيابة قال قتادة: لا بناء ولا شجر.
    وقوله: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} وأي وجمعناهم الأولين منهم والاَخرين, فلم نترك منهم أحداً لا صغيراً ولا كبيراً, كما قال: {قل إن الأولين والاَخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم} وقال: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود}. وقوله: {وعرضوا على ربك صفا} يحتمل أن يكون المراد أن جميع الخلائق يقومون بين يدي الله صفاً واحداً, كما قال تعالى: {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً} ويحتمل أنهم يقومون صفوفاً, كما قال: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} وقوله: {لقد جئتمونا فُرَادى كما خلقناكم أول مرة} هذا تقريع للمنكرين للمعاد, وتوبيخ لهم على رؤوس الأشهاد, ولهذا قال تعالى مخاطباً لهم: {بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعداً} أي ما كان ظنكم أن هذا واقع بكم, ولا أن هذا كائن.
    وقوله: {ووضع الكتاب} أي كتاب الأعمال الذي فيه الجليل والحقير, والفتيل والقطمير, والصغير والكبير, {فترى المجرمين مشفقين مما فيه} أي من أعمالهم السيئة وأفعالهم القبيحة {ويقولون يا ويلتنا} أي يا حسرتنا وويلنا على ما فرطنا في أعمارنا {ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} أي لا يترك ذنباً صغيراً ولا كبيراً ولا عملاً وإن صغر, إلا أحصاها, أي ضبطها وحفظها. وروى الطبراني بإسناده المتقدم في الاَية قبلها إلى سعد بن جنادة قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين, نزلنا قفراً من الأرض ليس فيه شيء, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اجمعوا من وجد عوداً فليأت به, ومن وجد حطباً أو شيئاً فليأت به» قال: فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاماً, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أترون هذا ؟ فكذلك تجمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا, فليتق الله رجل ولا يذنب صغيرة ولا كبيرة, فإنها محصاة عليه».
    وقوله: {ووجدوا ما عملوا حاضراً} أي من خير وشر, كما قال تعالى: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً} الاَية, وقال تعالى: {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} وقال تعالى: {يوم تبلى السرائر} أي تظهر المخبآت والضمائر. قال الإمام أحمد: حدثنا أبو الوليد, حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به» أخرجاه في الصحيحين, وفي لفظ «يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه بقدر غدرته, يقال هذه غدرة فلان بن فلان».
    وقوله: {ولا يظلم ربك أحداً} أي فيحكم بين عباده في أعمالهم جميعاً, ولا يظلم أحداً من خلقه بل يعفو ويصفح ويغفر ويرحم, ويعذب من يشاء بقدرته وحكمته وعدله, ويملأ النار من الكفار وأصحاب المعاصي, ثم ينجي أصحاب المعاصي ويخلد فيها الكافرين, وهو الحاكم الذي لا يجور ولا يظلم, قال تعالى: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} الاَية, وقال {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً ـ إلى قوله ـ حاسبين} والاَيات في هذا كثيرة وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد, أخبرنا همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد المكي, عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني حديث عن رجل سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم, فاشتريت بعيراً ثم شددت عليه رحلاً, فسرت عليه شهراً حتى قدمت عليه الشام, فإذا عبد الله بن أنيس, فقلت للبواب: قل له جابر على الباب, فقال: ابن عبد الله ؟ قلت نعم, فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته, فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص, فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه, فقال سمعت رسول الله يقول: «يحشر الله عز وجل الناس يوم القيامة ـ أو قال العباد ـ عراة غرلاً بهما» قلت, وما بهما ؟ قال: ليس معهم شيء, ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك, أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه, ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وله عند رجل من أهل النار حق حتى أقصه منه حتى اللطمة «قال: قلنا كيف وإنما نأتي الله عز وجل حفاة عراة غرلاً بهما ؟ قال: «بالحسنات والسيئات».
    وعن شعبة عن العوام بن مزاحم عن أبي عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة» رواه عبد الله بن الإمام أحمد, وله شواهد من وجوه أخر, وقد ذكرناها عند قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً} وعند قوله تعالى: {إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}.


    ** وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لاَدَمَ فَسَجَدُوَاْ إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبّهِ أَفَتَتّخِذُونَهُ وَذُرّيّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوّ بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً
    يقول تعالى منبهاً بني آدم على عدواة إبليس لهم ولأبيهم من قبلهم, ومقرعاً لمن اتبعه منهم وخالف خالقه ومولاه, وهو الذي أنشأه وابتداه وبألطافه رزقه وغذاه, ثم بعد هذا كله والى إبليس وعادى الله, فقال تعالى: {وإذ قلنا للملائكة} أي لجميع الملائكة كما تقدم تقريره في أول سورة البقرة {اسجدوا لاَدم} أي سجود تشريف وتكريم وتعظيم, كما قال تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}. وقوله: {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن} أي خانه أصله, فإنه خلق من مارج من نار, وأصل خلق الملائكة من نور, كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خلقت الملائكة من نور, وخلق إبليس من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم, فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه, وخانه الطبع عند الحاجة وذلك أنه كان قد توسم بأفعال الملائكة وتشبه بهم وتعبد وتنسك, فلهذا دخل في خطابهم وعصى بالمخالفة, ونبه تعالى ههنا على أنه من الجن أي على أنه خلق من نار, كما قال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط, وإنه لأصل الجن, كما أن آدم عليه السلام أصل البشر, رواه ابن جرير بإسناد صحيح عنه.
    وقال الضحاك عن ابن عباس: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن, خلقوا من نار السموم من بين الملائكة, وكان اسمه الحارث, وكان خازناً من خزان الجنة, وخلقت الملائكة من نور غير هذا الحي, قال: وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار, وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت. وقال الضحاك أيضاً عن ابن عباس: كان إبليس من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة, وكان خازناً على الجنان, وكان له سلطان السماء الدنيا وسلطان الأرض, وكان مما سولت له نفسه من قضاء الله أنه رأى أن له بذلك شرفاً على أهل السماء, فوقع من ذلك في قلبه كبر لا يعلمه إلا الله, واستخرج الله ذلك الكبر منه حين أمره بالسجود لاَدم {فاستكبر وكان من الكافرين}.
    قال ابن عباس قوله: {كان من الجن} أي من خزان الجنان, كما يقال للرجل مكي ومدني وبصري وكوفي. وقال ابن جريج عن ابن عباس نحو ذلك, وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس, قال: هو من خزان الجنة, وكان يدبر أمر السماء الدنيا, رواه ابن جرير من حديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد به. وقال سعيد بن المسيب: كان رئيس ملائكة سماء الدنيا, وقال ابن إسحاق عن خلاد بن عطاء عن طاوس عن ابن عباس قال: كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة اسمه عزازيل, وكان من سكان الأرض, وكان من أشد الملائكة اجتهاداً وأكثرهم علماً, فذلك دعاه إلى الكبر, وكان من حي يسمون جناً.
    وقال ابن جريج عن صالح مولى التوأمة وشريك بن أبي نمر, أحدهما أو كلاهما عن ابن عباس قال: إن من الملائكة قبيلة من الجن, وكان إبليس منها وكان يسوس ما بين السماء والأرض, فعصى, فسخط الله عليه فمسخه شيطاناً رجيماً, لعنه الله ممسوخاً, قال: وإذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه, وإذا كانت في معصية فارجه, وعن سعيد بن جبير أنه قال: كان من الجنانين الذين يعملون في الجنة, وقد روي في هذا آثار كثيرة عن السلف, وغالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها, والله أعلم بحال كثير منها, ومنها ما قد يقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا, وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان, وقد وضع فيها أشياء كثيرة وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين, كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء والسادة والأتقياء والبررة والنجباء من الجهابذة النقاد والحفاظ الجياد الذين دونوا الحديث, وحرروه وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه من منكره, وموضوعه ومتروكه ومكذوبه, وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين وغير ذلك من أصناف الرجال, كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي خاتم الرسل وسيد البشر صلى الله عليه وسلم أن ينسب إليه كذب أو يحدث عنه بما ليس منه, فرضي الله عنهم وأرضاهم, وجعل جنات الفردوس مأواهم وقد فعل.
    وقوله: {ففسق عن أمر ربه} أي فخرج عن طاعة الله, فإن الفسق هو الخروج, يقال: فسقت الرطبة إذا خرجت من أكمامها, وفسقت الفأرة من جحرها إذا خرجت منه للعيث والفساد, ثم قال تعالى مقرعاً وموبخاً لمن اتبعه وأطاعه {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني} الاَية, أي بدلاً عني, ولهذا قال: {بئس للظالمين بدلاً} وهذا المقام كقوله بعد ذكر القيامة وأهوالها ومصير كل من الفريقين السعداء والأشقياء في سورة يس {وامتازوا اليوم أيها المجرمون ـ إلى قوله ـ أفلم تكونوا تعقلون}.


    ** مّآ أَشْهَدتّهُمْ خَلْقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتّخِذَ الْمُضِلّينَ عَضُداً
    يقول تعالى: هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم لا يملكون شيئاً, ولا أشهدتهم خلق السموات والأرض, ولا كانوا إذ ذاك موجودين, يقول تعالى: أنا المستقل بخلق الأشياء كلها ومدبرها ومقدرها وحدي ليس معي في ذلك شريك ولا وزير ولا مشير ولا نظير, كما قال: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيها من شرك وما له منهم من ظهير* ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} الاَية, ولهذا قال: {وما كنت متخذ المضلين عضداً} قال مالك: أعواناً.


    ** وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ الّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مّوْبِقاً * وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النّارَ فَظَنّوَاْ أَنّهُمْ مّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً
    يقول تعالى مخبراً عما يخاطب به المشركين يوم القيامة على رؤوس الأشهاد تقريعاً لهم وتوبيخاً {نادوا شركائي الذين زعمتم} أي في دار الدنيا ادعوهم اليوم ينقذوكم مما أنتم فيه قال تعالى: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون} وقوله: {فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} كما قال: {وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} الاَية, وقال: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له} الاَيتين, وقال تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً* كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً} وقوله: {وجعلنا بينهم موبقاً} قال ابن عباس وقتادة وغير واحد: مهلكاً, وقال قتادة: ذكر لنا أن عمر البكائي حدث عن عبد الله بن عمرو قال: هو واد عميق فرق به يوم القيامة بين أهل الهدى وأهل الضلالة. وقال قتادة: موبقاً وادياً في جهنم.
    وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سنان القزاز, حدثنا عبد الصمد, حدثنا يزيد بن درهم, سمعت أنس بن مالك يقول في قول الله تعالى: {وجعلنا بينهم موبقاً} قال: واد في جهنم من قيح ودم, وقال الحسن البصري: موبقاً عداوة, والظاهر من السياق ههنا أنه المهلك, ويجوز أن يكون وادياً في جهنم أو غيره, والمعنى أن الله تعالى بين أنه لا سبيل لهؤلاء المشركين ولا وصول لهم إلى آلهتهم التي كانوا يزعمون في الدنيا, وأنه يفرق بينهم وبينها في الاَخرة, فلا خلاص لأحد من الفريقين إلى الاَخر, بل بينهما مهلك وهول عظيم وأمر كبير. وأما إن جعل الضمير في قوله بينهم عائداً إلى المؤمنين والكافرين كما قال عبد الله بن عمرو إنه يفرق بين أهل الهدى والضلالة به, فهو كقوله تعالى: {ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون} وقال {يومئذ يصدعون}, وقال تعالى: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون}, وقال تعالى: {ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم ـ إلى قوله ـ وضل عنهم ما كانوا يفترون}.
    وقوله: {ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفاً}

    أي أنهم لما عاينوا جهنم حين جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام, مع كل زمام سبعون ألف ملك {فإذا رأى المجرمون النار} تحققوا لا محالة أنهم مواقعوها, ليكون ذلك من باب تعجيل الهم والحزن لهم, فإن توقع العذاب والخوف منه قبل وقوعه عذاب ناجز. وقوله: {ولم يجدوا عنها مصرفاً} أي ليس لهم طريق يعدل بهم عنها ولا بد لهم منها. قال ابن جرير: حدثني يونس أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الكافر ليرى جهنم فيظن أنها مواقعته من مسيرة أربعمائة سنة». وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن, حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينصب الكافر مقدار خمسين ألف سنة, كما لم يعمل في الدنيا, وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة».


    ** وَلَقَدْ صَرّفْنَا فِي هَـَذَا الْقُرْآنِ لِلنّاسِ مِن كُلّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً
    يقول تعالى: ولقد بينا للناس في هذا القرآن ووضحنا لهم الأمور وفصلناها كيلا يضلوا عن الحق ويخرجوا عن طريق الهدى, ومع هذا البيان وهذا الفرقان الإنسان كثير المجادلة والمخاصمة المعارضة للحق بالباطل إلا من هدى الله بصره لطريق النجاة. قال الإمام أحمد: حدثنا أبو اليمان, أخبرنا شعيب عن الزهري, أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة, فقال: «ألا تصليان ؟» فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله, فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا, فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئاً, ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} أخرجاه في الصحيحين.
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 13:58

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    وَمَا مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤْمِنُوَاْ إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَىَ وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبّهُمْ إِلاّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنّةُ الأوّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً * وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّ مُبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الّذِينَ كَفَرُواْ بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ الْحَقّ وَاتّخَذُوَاْ آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُواْ هُزُواً
    يخبر تعالى عن تمرد الكفرة في قديم الزمان وحديثه, وتكذيبهم بالحق البين الظاهر مع ما يشاهدون من الاَيات والدلالات الواضحات, وأنه ما منعهم من اتباع ذلك إلا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عياناً, كما قال أولئك لنبيهم: {فأسقط علينا كسفاً من السماء إن كنت من الصادقين} وآخرون قالوا {ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} وقالت قريش {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين} إلى غير ذلك من الاَيات الدالة على ذلك.
    ثم قال {إلا أن تأتيهم سنة الأولين} من غشيانهم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم, {أو يأتيهم العذاب قبلاً} أي يرونه عياناً مواجهة ومقابلة, ثم قال تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين} أي قبل العذاب مبشرين من صدقهم وآمن بهم, ومنذرين لمن كذبهم وخالفهم, ثم أخبر عن الكفار بأنهم {يجادلون بالباطل ليدخصوا به الحق} أي ليضعفوا به الحق الذي جاءتهم به الرسل, وليس ذلك بحاصل لهم, {واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً} أي اتخذوا الحجج والبراهين وخوارق العادات التي بعث بها الرسل وما أنذروهم وخوفوهم به من العذاب {هزواً} أي سخروا منهم في ذلك وهو أشد التكذيب.


    ** وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّن ذُكّرَ بِآيِاتِ رَبّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدّمَتْ يَدَاهُ إِنّا جَعَلْنَا عَلَىَ قُلُوبِهِمْ أَكِنّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىَ الْهُدَىَ فَلَنْ يَهْتَدُوَاْ إِذاً أَبَداً * وَرَبّكَ الْغَفُورُ ذُو الرّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لّهُم مّوْعِدٌ لّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاٍ * وَتِلْكَ الْقُرَىَ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مّوْعِداً
    يقول تعالى: وأي عباد الله أظلم ممن ذكر بآيات الله فأعرض عنها, أي تناساها وأعرض عنها ولم يصغ لها ولا ألقى إليها بالاً, {ونسي ما قدمت يداه} أي من الأعمال السيئة والأفعال القبيحة, {إنا جعلنا على قلوبهم} أي قلوب هؤلاء {أكنة} أي أغطية وغشاوة {أن يفقهوه} أي لئلا يفهموا هذا القرآن والبيان {وفي آذانهم وقراً} أي صمماً معنوياً عن الرشاد {وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً}.
    وقوله: {وربك الغفور ذو الرحمة} أي ربك يا محمد غفور ذو رحمة واسعة {لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب} كما قال: {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} وقال: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب} والاَيات في هذا كثيرة شتى, ثم أخبر أنه يحلم ويستر ويغفر, وربما هدى بعضهم من الغي إلى الرشاد, ومن استمر منهم فله يوم يشيب فيه الوليد, وتضع كل ذات حمل حملها, ولهذا قال: {بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلاً} أي ليس لهم عنه محيص ولا محيد ولا معدل. وقوله: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا} أي الأمم السالفة والقرون الخالية, أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم, {وجعلنا لمهلكهم موعداً} أي جعلناه إلى مدة معلومة ووقت معين, لا يزيد ولا ينقص, أي وكذلك أنتم أيها المشركون احذروا أن يصيبكم ما أصابهم, فقد كذبتم أشرف رسول وأعظم نبي, ولستم بأعز علينا منهم, فخافوا عذابي ونذري.


    ** وَإِذْ قَالَ مُوسَىَ لِفَتَاهُ لآ أَبْرَحُ حَتّىَ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً * فَلَمّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً * فَلَمّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصّخْرَةِ فَإِنّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاّ الشّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنّا نَبْغِ فَارْتَدّا عَلَىَ آثَارِهِمَا قَصَصاً * فَوَجَدَا عَبْداً مّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً
    سبب قول موسى لفتاه وهو يوشع بن نون, هذا الكلام أنه ذكر له أن عبداً من عباد الله بمجمع البحرين عنده من العلم ما لم يحط به موسى, فأحب الرحيل إليه, وقال لفتاه ذلك {لا أبرح} أي لا أزال سائراً {حتى أبلغ مجمع البحرين} أي هذا المكان الذي فيه مجمع البحرين, قال الفرزدق:
    فما برحوا حتى تهادت نساؤهم ببطحاء ذي قارعبات اللطائم
    قال قتادة وغير واحد: هما بحر فارس مما يلي المشرق, وبحر الروم مما يلي المغرب, وقال محمد بن كعب القرظي: مجمع البحرين عند طنجة, يعني في أقصى بلاد المغرب, فالله أعلم. وقوله: {أو أمضي حقباً} أي ولو أني أسير حقباً من الزمان. قال ابن جرير رحمه الله: ذكر بعض أهل العلم بكلام العرب أن الحقب في لغة قيس سنة, ثم روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال: الحقب ثمانون سنة. وقال مجاهد: سبعون خريفاً. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: {أو أمضي حقباً} قال: دهراً, وقال قتادة وابن زيد مثل ذلك.
    وقوله: {فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما}
    وذلك أنه كان قد أمر بحمل حوت مملوح معه, وقيل له: متى فقدت الحوت, فهو ثمة, فسارا حتى بلغا مجمع البحرين, وهناك عين يقال لها عين الحياة, فناما هنالك, وأصاب الحوت من رشاش ذلك الماء, فاضطرب وكان في مكتل مع يوشع عليه السلام, وطفر من المكتل إلى البحر, فاستيقظ يوشع عليه السلام وسقط الحوت في البحر فجعل يسير في الماء والماء له مثل الطاق لا يلتئم بعده, ولهذا قال تعالى: {واتخذ سبيله في البحر سرباً}
    أي مثل السرب في الأرض. قال ابن جريج: قال ابن عباس: صار أثره كأنه حجر. وقال العوفي عن ابن عباس: جعل الحوت لا يمس شيئاً من البحر إلا يبس حتى يكون صخرة. وقال محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس, عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر حديث ذلك: ما انجاب ماء منذ كان الناس غير مسير مكان الحوت الذي فيه, فانجاب كالكوة حتى رجع إليه موسى فرأى مسلكه, فقال: {ذلك ما كنا نبغِ} وقال قتادة: سرب من البحر حتى أفضى إلى البر, ثم سلك فيه فجعل لا يسلك طريقاً فيه إلا صار ماء جامداً.
    وقوله: {فلما جاوزا} أي المكان الذي نسيا الحوت فيه, ونسب النسيان إليهما وإن كان يوشع هو الذي نسيه, كقوله تعالى: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج من المالح على أحد القولين, فلما ذهبا عن المكان الذي نسياه فيه بمرحلة {قال} موسى {لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا} أي الذي جاوزا فيه المكان {نصباً} يعني تعباً {قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} قال قتادة: وقرأ ابن مسعود أن أذكر كه, ولهذا قال {واتخذ سبيله} أي طريقه {في البحر عجباً قال ذلك ما كنا نبغِ} أي هذا هو الذي نطلب {فارتدا} أي رجعا {على آثارهما} أي طريقهما {قصصاً} أي يقصان آثار مشيهما ويقفوان أثرهما {فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً} وهذا هو الخضر عليه السلام, كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قال البخاري: حدثنا الحميدي, حدثنا سفيان, حدثنا عمرو بن دينار, أخبرني سعيد بن جبير, قال: قلت لابن عباس: إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر عليه السلام, ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل. قال ابن عباس: كذب عدو الله, حدثنا أبي بن كعب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن موسى قام خطيباً في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم ؟ قال: أنا, فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه, فأوحى الله إليه إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال موسى: يا رب وكيف لي به ؟ قال: تأخذ معك حوتاً فتجعله بمكتل, فحيثما فقدت الحوت فهو ثم, فأخذ حوتاً فجعله بمكتل, ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون عليه السلام, حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما, واضطرب الحوت في المكتل, فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا, وأمسك الله عن الحوت جرية الماء, فصار عليه مثل الطاق, فلما استيقظ, نسي صاحبه أن يخبره بالحوت, فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به, قال له فتاه: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا} قال: فكان الحوت سرباً, ولموسى وفتاه عجباً, فقال {ذلك ما كنا نبغِ فارتدا على آثارهما قصصاً} قال: فرجعا يقصان أثرهما حتى انتهيا إلى الصخرة, فإذا رجل مسجى بثوب, فسلم عليه موسى فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام. فقال: أنا موسى. فقال: موسى بني إسرائيل ؟ قال: نعم قال أتيتك لتعلمني مما علمت رشداً {قال إنك لن تستطيع معي صبراً} يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. فقال موسى {ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً} قال له الخضر: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً}.
    فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة, فكلموهم أن يحملوهم, فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول, فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحاً من ألواح السفينة بالقدوم, فقال له موسى: قد حملونا بغير نول, فعمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها ؟ لقد جئت شيئاً إمراً {قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً ؟ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً} قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ـ فكانت الأولى من موسى نسياناً, قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة, فنقر في البحر نقرة أو نقرتين فقال له الخضر: ما علمي وعلمك في علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر.
    ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاماً يلعب مع الغلمان, فأخذ الخضر رأسه فاقتلعه بيده فقتله, فقال له موسى {أقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً} قال: وهذه أشد من الأولى, {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً, فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض} أي مائلاً, فقال الخضر بيده {فأقامه} فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا {لو شئت لاتخذت عليه أجراً, قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما» قال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقرأ {وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً} وكان يقرأ {وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين}.
    ثم رواه البخاري عن قتيبة عن سفيان بن عيينة فذكر نحوه, وفيه: فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت, حتى انتهيا إلى الصخرة, فنزلا عندها, قال: فوضع موسى رأسه فنام, قال سفيان: وفي حديث عن عمر قال: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيي فأصاب الحوت من ماء تلك العين, فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر, فلما استيقظ قال موسى لفتاه {آتنا غداءنا} قال: وساق الحديث, ووقع عصفور على حرف السفينة, فغمس منقاره في البحر, فقال الخضر لموسى: ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره وذكر تمامه بنحوه.
    وقال البخاري أيضاً: حدثنا إبراهيم بن موسى, حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن)سعيد بن جبير, يزيد أحدهما على صاحبه, وغيرهما قد سمعته يحدث عن سعيد بن جبير قال: إنا لعند ابن عباس في بيته, إذ قال سلوني, فقلت: أي أبا عباس جعلني الله فداك, بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل, أما عمرو فقال لي قال: كذب عدو الله وأما يعلى فقال لي قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موسى رسول الله ذكر الناس يوماً حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى, فأدركه رجل فقال: أي رسول الله هل في الأرض أعلم منك ؟ قال: لا, فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله, قيل: بلى, قال أي رب, وأين ؟ قال: بمجمع البحرين, قال: أي رب اجعل لي علماً أعلم ذلك به. قال لي عمرو: قال حيث يفارقك الحوت, وقال لي يعلى: خذ حوتاً ميتاً حيث ينفخ فيه الروح, فأخذ حوتاً فجعله في مكتل فقال لفتاه: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت, قال: ما كلفت كبيراً, فذلك قوله: {وإذ قال موسى لفتاه} يوشع بن نون ليست عند سعيد بن جبير, قال: فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذ يضرب الحوت وموسى نائم, فقال فتاه, لا أوقظه, حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره, ويضرب الحوت حتى دخل في البحر فأمسك الله عنه جرية الماء حتى كأن أثره في حجر, قال: فقال لي عمرو: هكذا كأن أثره في حجر, وحلق بين إبهاميه واللتين تليهما, قال: {لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} قال: وقد قطع الله عنك النصب, ليست هذه عند سعيد بن جبير, أخبره فرجعا فوجدا خضراً قال: قال عثمان بن أبي سليمان: على طنفسة خضراء على كبد البحر, قال سعيد بن جبير: مسجى بثوب قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه عند رأسه, فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه, وقال: هل بأرضي من سلام ؟ من أنت ؟ قال: أنا موسى, قال: موسى بني إسرائيل ؟ قال: نعم, قال: فما شأنك ؟ قال: جئتك لتعلمني مما علمت رشداً, قال: أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك يا موسى, إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه, وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه, فأخذ طائر بمنقاره من البحر فقال: والله ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر, حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغاراً تحمل أهل هذا الساحل إلى هذا الساحل الاَخر, عرفوه فقالوا: عبد الله الصالح, قال: فقلنا لسعيد بن جبير خضر, قال: نعم لا نحمله بأجر, فخرقها ووتد فيها وتداً, قال موسى {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً} قال مجاهد: منكراً, {قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً} كانت الأولى نسياناً, والثانية شرطاً, والثالثة عمداً, {قال لا تؤاخذني بما نسيت, ولا ترهقني من أمري عسراً, فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله}, قال يعلى: قال سعيد: وجد غلماناً يلعبون, فأخذ غلاماً كافراً ظريفاً فأضجعه ثم ذبحه بالسكين, فقال أقتلت نفساً زكية لم تعمل الحنث ؟ وابن عباس قرأها زكية مسلمة كقولك غلاماً زكياً, فانطلقا فوجدا جداراً يريد أن ينقض فأقامه, قال سعيد: بيده هكذا ودفع بيده فاستقام, قال: لو شئت لاتخذت عليه أجراً, قال يعلى: حسبت أن سعيداً قال: فمسحه بيده فاستقام, قال: لو شئت لاتخذت عليه أجراً, قال سعيد: أجراً نأكله, وكان وراءهم ملك, وكان أمامهم, قرأها ابن عباس: أمامهم ملك يزعمون, عن غير سعيد, أنه هدد بن بدد, والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور ملك يأخذ كل سفينة غصباً, فأردت إذا هي مرت به أن يدعها بعيبها, فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها, منهم من يقول سدوها بقارورة, ومنهم من يقول بالقار, كان أبواه مؤمنين, وكان هو كافراً, فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه, فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة, كقوله: {أقتلت نفساً زكية}, وقوله: {وأقرب رحماً} هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر, وزعم غير سعيد بن جبير أنهما أبدلا جارية, وأما داود بن أبي عاصم فقال عن غير واحد: إنها جارية.
    قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال: خطب موسى عليه السلام بني إسرائيل فقال: ما أحد أعلم بالله وبأمره مني, فأمر أن يلقى هذا الرجل فذكر نحو ما تقدم بزيادة ونقصان, والله أعلم. وقال محمد بن إسحاق عن الحسن بن عمارة, عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير قال: جلست عند ابن عباس وعنده نفر من أهل الكتاب, فقال بعضهم: يا أبا العباس إن نوفاً ابن امرأة كعب يزعم عن كعب أن موسى النبي الذي طلب العالم إنما هو موسى بن ميشا, قال سعيد: فقال ابن عباس: أنوف يقول هذا يا سعيد ؟ فقلت له: نعم أنا سمعت نوفاً يقول ذلك, قال: أنت سمعته يا سعيد ؟ قال: نعم, قال: كذب نوف.
    ثم قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن موسى بني إسرائيل سأل ربه, فقال: أي رب إن كان في عبادك أحد هو أعلم مني فدلني عليه, فقال له: نعم في عبادي من هو أعلم منك, ثم نعت له مكانه وأذن له في لقيه, فخرج موسى ومعه فتاه ومعه حوت مليح, قد قيل له: إذا حيي هذا الحوت في مكان, فصاحبك هنالك وقد أدركت حاجتك, فخرج موسى ومعه فتاه ومعه ذلك الحوت يحملانه, فسار حتى جهده السير وانتهى إلى الصخرة وإلى ذلك الماء, وذلك الماء ماء الحياة, من شرب منه خلد ولا يقارنه شيء ميت إلا حيي, فلما نزلا ومس الحوت الماء حيي, فاتخذ سبيله في البحر سربا, فانطلقا فلما جاوزا النقلة قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا, قال الفتى وذكر: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة, فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره, واتخذ سبيله في البحر عجبا, قال ابن عباس فظهر موسى على الصخرة حتى إذا انتهيا إليها, فإذا رجل متلفف في كساء له, فسلم موسى عليه فرد عليه السلام, ثم قال له: ما جاء بك إن كان لك في قومك لشغل ؟ قال له موسى: جئتك لتعلمني مما علمت رشداً. قال: إنك لن تستطيع معي صبرا, وكان رجلاً يعلم علم الغيب, قد علم ذلك, فقال موسى: بلى. قال: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً} أي إنما تعرف ظاهر ما ترى من العدل, ولم تحط من علم الغيب بما أعلم {قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً} وإن رأيت ما يخالفني, قال: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء} وإن أنكرته {حتى أحدث لك منه ذكرا} فانطلقا يمشيان على ساحل البحر يتعرضان الناس يلتمسان من يحملهما, حتى مرت بهما سفينة جديدة وثيقة لم يمر بهما من السفن شيء أحسن, ولا أجمل ولا أوثق منها, فسأل أهلها أن يحملوهما فحملوهما, فلما أطمأنا فيها ولجت بهما مع أهلها, أخرج منقاراً له ومطرقة, ثم عمد إلى ناحية فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها, ثم أخذ لوحاً فطبقه عليها, ثم جلس عليها يرقعها, فقال له موسى ورأى أمراً أفظع به {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت} أي بما تركت من عهدك {ولا ترهقني من أمري عسراً} ثم خرجا من السفينة, فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية, فإذا غلمان يلعبون خلفها, فيهم غلام ليس في الغلمان أظرف منه, ولا أثرى ولا أوضأ منه فأخذه بيده وأخذ حجراً فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله, قال: فرأى موسى أمراً فظيعاً لا صبر عليه, صبي صغير قتله لا ذنب له, قال: {أقتلت نفساً زكية} أي صغيرة {بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً * قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا} أي قد أعذرت في شأني {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض} فهدمه ثم قعد يبنيه, فضجر موسى مما يراه يصنع من التكليف وما ليس له عليه صبر فأقامه, قال: {لو شئت لاتخذت عليه أجراً} أي قد استطعمناهم فلم يطعمونا وضفناهم فلم يضيفونا, ثم قعدت تعمل من غير صنيعة, ولو شئت لأعطيت عليه أجراً في عمله, قال: {هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً * أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها, وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} وفي قراءة ابن كعب {كل سفينة صالحة} وإنما عبتها لأرده عنها, فسلمت منه حين رأى العيب الذي صنعت بها, {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا, فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحما}. {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري} أي ما فعلته عن نفسي {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا} فكان ابن عباس يقول: ما كان الكنز إلا علماً, وقال عوفي عن ابن عباس قالا: لما ظهر موسى وقومه على مصر أنزل قومه مصر, فلما استقرت بهم الدار أنزل الله أن ذكرهم بأيام الله, فخطب قومه فذكر ما آتاهم الله من الخير والنعمة, وذكرهم إذ نجاهم الله من آل فرعون, وذكرهم هلاك عدوهم وما استخلفهم الله في الأرض, وقال: كلم الله نبيكم تكليماً واصطفاني لنفسه, وأنزل عليّ محبة منه, وآتاكم الله من كل ما سألتموه, فنبيكم أفضل أهل الأرض وأنتم تقرؤون التوراة, فلم يترك نعمة أنعم الله عليهم إلا وعرفهم إياها, فقال له رجل من بني إسرائيل: هم كذلك يا نبي الله قد عرفنا الذي تقول: فهل على الأرض أحد أعلم منك يا نبي الله ؟ قال: لا. فبعث الله جبرائيل إلى موسى عليه السلام فقال: إن الله يقول: وما يدريك أين أضع علمي, بلى إن لي على شط البحر رجلاً هو أعلم منك. قال ابن عباس: هو الخضر, فسأل موسى ربه أن يريه إياه, فأوحى إليه أن ائت البحر, فإنك تجد على شط البحر حوتاً, فخذه فادفعه إلى فتاك ثم الزم شاطىء البحر, فإذا نسيت الحوت وهلك منك, فثم تجد العبد الصالح الذي تطلب. فلما طال سفر موسى نبي الله ونصب فيه سأل فتاه عن الحوت, فقال له فتاه وهو غلامه {أرأيت إذ أويناإلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} لك, قال الفتى: لقد رأيت الحوت حين اتخذ سبيله في البحر سرباً فأعجب من ذلك, فرجع موسى حتى أتى الصخرة, فوجد الحوت, فجعل الحوت يضرب في البحر ويتبعه موسى, وجعل موسى يقدم عصاه يفرج بها عنه الماء يتبع الحوت, وجعل الحوت لا يمس شيئاً من البحر إلا يبس عنه الماء حتى يكون صخرة, فجعل نبي الله يعجب من ذلك حتى انتهى به الحوت إلى جزيرة من جزائر البحر فلقي الخضر بها, فسلم عليه فقال الخضر: وعليك السلام, وأنى يكون السلام بهذه الأرض, ومن أنت ؟ قال: أنا موسى, قال الخضر: صاحب بني إسرائيل ؟ قال: نعم, فرحب به وقال: ما جاء بك ؟ قال جئتك {على أن تعلمني مما علمت رشداً * قال إنك لن تستطيع معي صبرا} يقول: لا تطيق ذلك, قال: {ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً} قال: فانطلق به, وقال له: لا تسألني عن شيء أصنعه حتى أبين شأنه, فذلك قوله: {حتى أحدث لك منه ذكراً}.
    وقال الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فقال ابن عباس: هو الخضر, فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه, فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل, فقال: تعلم مكان رجل أعلم منك ؟ قال: لا, فأوحى الله إلى موسى, بلى عبدنا خضر, فسأل موسى السبيل إلى لقيه, فجعل الله له الحوت آية, وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه, فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر, فقال فتى موسى لموسى: أرأيت إذ أويناإلى الصخرة, فإني نسيت الحوت, قال موسى {ذلك ما كنا نبغِ فارتدا على آثارهما قصصا} فوجدا عبدنا خضر, فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه.

    ** قَالَ لَهُ مُوسَىَ هَلْ أَتّبِعُكَ عَلَىَ أَن تُعَلّمَنِ مِمّا عُلّمْتَ رُشْداً * قَالَ إِنّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىَ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً * قَالَ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً * قَالَ فَإِنِ اتّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتّىَ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً
    يخبر تعالى عن قيل موسى عليه السلام لذلك الرجل العالم وهو الخضر, الذي خصه الله بعلم لم يطلع عليه موسى, كما أنه أعطى موسى من العلم ما لم يعطه الخضر {قال له موسى هل أتبعك} سؤال تلطف لا على وجه الإلزام والإجبار, وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم. وقوله: {أتبعك} أي أصحبك وأرافقك {على أن تعلمن مما علمت رشدا} أي مما علمك الله شيئاً أسترشد به في أمري من علم نافع وعمل صالح, فعندها {قال} الخضر لموسى {إنك لن تستطيع معي صبرا} أي إنك لا تقدر على مصاحبتي لما ترى مني من الأفعال التي تخالف شريعتك, لأني على علم من علم الله ما علمكه الله, وأنت على علم من علم الله ما علمنيه الله, فكل منا مكلف بأمور من الله دون صاحبه, وأنت لا تقدر على صحبتي {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} فأنا أعرف أنك ستنكر علي ما أنت معذور فيه, ولكن ما اطلعت على حكمته ومصلحته الباطنة التي اطلعت أنا عليها دونك {قال} أي موسى {ستجدني إن شاء الله صابرا} أي على ما أرى من أمورك {ولا أعصي لك أمراً} أي ولا أخالفك في شيء فعند ذلك شارطه الخضر عليه السلام {قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء} أي ابتداءً {حتى أحدث لك منه ذكرا} أي حتى أبدأك أنا به قبل أن تسألني.
    قال ابن جرير: حدثنا حميد بن جبير, حدثنا يعقوب عن هارون بن عنترة عن أبيه, عن ابن عباس قال: سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل فقال: أي رب أي عبادك أحب إليك ؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. قال: فأي عبادك أقضى ؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى. قال: أي رب أي عبادك أعلم ؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى, قال: أي رب هل في أرضك أحد أعلم مني ؟ قال: نعم قال: فمن هو ؟ قال: الخضر. قال: وأين أطلبه ؟ قال: على الساحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت. قال: فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر الله, وانتهى موسى إليه عند الصخرة, فسلم كل واحد منهما على صاحبه, فقال له موسى: إني أحب أن أصحبك, قال: إنك لن تطيق صحبتي قال: بلى. قال: فإن صحبتني {فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً} قال: فسار به في البحر حتى انتهى إلى مجمع البحرين, وليس في الأرض مكان أكثر ماء منه, قال: وبعث الله الخطاف, فجعل يستقي منه بمنقاره, فقال لموسى: كم ترى هذا الخطاف رزأ من هذا الماء ؟ قال: ما أقل ما رزأ. قال: يا موسى, فإن علمي وعلمك في علم الله كقدر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء, وكان موسى قد حدث نفسه أنه ليس أحد أعلم منه أو تكلم به, فمن ثم أمر أن يأتي الخضر, وذكر تمام الحديث في خرق السفينة, وقتل الغلام, وإصلاح الجدار, وتفسيره له ذلك.


    ** فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا رَكِبَا فِي السّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً
    يقول تعالى مخبراً عن موسى وصاحبه وهو الخضر, أنهما انطلقا لما توافقا واصطحبا, واشترط عليه أن لا يسأله عن شيء أنكره حتى يكون هو الذي يبتدئه من تلقاء نفسه بشرحه وبيانه, فركبا في السفينة, وقد تقدم في الحديث كيف ركبا في السفينة, وأنهم عرفوا الخضر, فحملوهما بغير نول, يعني بغير أجرة, تكرمة للخضر, فلما استقلت بهم السفينة في البحر ولججت, أي دخلت اللجة, قام الخضر فخرقها, واستخرج لوحاً من ألواحها ثم رقعها, فلم يملك موسى عليه السلام نفسه أن قال منكراً عليه {أخرقتها لتغرق أهلها} وهذه اللام لام العاقبة لا لام التعليل, كما قال الشاعر:
    لدوا للموت وابنوا للخراب
    {لقد جئت شيئاً إمراً} قال مجاهد: منكراً. وقال قتادة: عجباً, فعندها قال له الخضر مذكراً بما تقدم من الشرط {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا} يعني وهذا الصنيع فعلته قصداً, وهو من الأمور التي اشترطت معك أن لا تنكر علي فيها, لأنك لم تحط بها خبراً ولها دخل هو مصلحة ولم تعلمه أنت {قال} أي موسى {لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} أي لا تضيق علي ولا تشدد علي, ولهذا تقدم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كانت الأولى من موسى نسياناً».


    ** فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نّكْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لّكَ إِنّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لّدُنّي عُذْراً
    يقول تعالى: {فانطلقا} أي بعد ذلك {حتى إذا لقيا غلاماً فقتله} وقد تقدم أنه كان يلعب مع الغلمان في قرية من القرى, وأنه عمد إليه من بينهم, وكان أحسنهم وأجملهم وأضوأهم فقتله, وروي أنه احتز رأسه, وقيل رضخه بحجر, وفي رواية اقتلعه بيده, والله أعلم, فلما شاهد موسى عليه السلام هذا, أنكره أشد من الأول, وبادر فقال: {أقتلت نفساً زكية} أي صغيرة لم تعمل الحنث ولا عملت إثماً بعد فقتلته {بغير نفس} أي بغير مستند لقتله {لقد جئت شيئاً نكراً} أي ظاهر النكارة { قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} فأكد أيضاً في التذكار بالشرط الأول, فلهذا قال له موسى: {إن سألتك عن شيء بعدها} أي إن اعترضت عليك بشيء بعد هذه المرة {فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً} أي أعذرت إليّ مرة بعد مرة, قال ابن جرير: حدثنا عبد الله بن أبي زياد, حدثنا حجاج بن محمد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق, عن سعيد بن جبير عن ابن عباس, عن أبي بن كعب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه, فقال ذات يوم: «رحمة الله علينا وعلى موسى لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب, ولكنه قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا».


    ** فَانطَلَقَا حَتّىَ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَـَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عّلَيْهِ صَبْراً
    يقول تعالى مخبراً عنهما إنهما {انطلقا} بعد المرتين الأوليين {حتى إذا أتيا أهل قرية} روى ابن جرير عن ابن سيرين أنها الأيلة, وفي الحديث «حتى إذا أتيا أهل قرية لئاماً» أي بخلاء {استطعما أهلهافأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض} إسناد الإرداة ههنا إلى الجدار على سبيل الاستعارة, فإن الإرادة في المحدثات بمعنى الميل, والانقضاض هو السقوط. وقوله: {فأقامه} أي فرده إلى حالة الاستقامة, وقد تقدم في الحديث أنه رده بيديه ودعمه حتى رد ميله, وهذا خارق, فعند ذلك قال موسى له {لو شئت لاتخذت عليه أجرا} أي لأجل أنهم لم يضيفونا, كان ينبغي أن لا تعمل لهم مجاناً {قال هذا فراق بيني وبيك} أي لأنك شرطت عند قتل الغلام أنك إن سألتني عن شيء بعدها, فلا تصاحبني فهو فراق بيني وبينك {سأنبئك بتأويل} أي بتفسير {ما لم تسطع عليه صبرا}.


    ** أَمّا السّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مّلِكٌ يَأْخُذُ كُلّ سَفِينَةٍ غَصْباً
    هذا تفسير ما أشكل أمره على موسى عليه السلام, وما كان أنكر ظاهره, وقد أظهر الله الخضر عليه السلام على حكمة باطنة, فقال: إن السفينة إنما خرقتها لأعيبها لأنهم كانوا يمرون بها على ملك من الظلمة {يأخذ كل سفينة} صالحة أي جيدة {غصباً} فأردت أن أعيبها لأرده عنها لعيبها, فينتفع بها أصحابها المساكين الذين لم يكن لهم شيء ينتفعون به غيرها, وقد قيل إنهم أيتام, وروى ابن جريج عن وهب بن سليمان, عن شعيب الجبائي أن اسم الملك هدد بن بدد, وقد تقدم أيضاً في رواية البخاري, وهو مذكور في التوراة في ذرية العيص بن إسحاق وهو من الملوك المنصوص عليهم في التوارة, والله أعلم.


    ** وَأَمّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبّهُمَا خَيْراً مّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً
    قد تقدم أن هذا الغلام كان اسمه جيسور. وفي هذا الحديث عن ابن عباس عن أبي بن كعب, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً» رواه ابن جرير من حديث ابن إسحاق عن سعيد عن ابن عباس به, ولهذا قال: {فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا} أي يحملهما حبه على متابعته على الكفر, قال قتادة: قد فرح به أبواه حين ولد, وحزنا عليه حين قتل, ولو بقي لكان فيه هلاكهما, فليرض امرؤ بقضاء الله, فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب, وصح في الحديث «لا يقضي الله لمؤمن قضاء إلا كان خيراً له» وقال تعالى: { وعسى أن تكرهواً شيئاً وهو خير لكم} وقوله {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما} أي ولداً أزكى من هذا, وهما أرحم به منه, قاله ابن جريج. وقال قتادة: أبرّ بوالديه, وقد تقدم أنهما بدلا جارية. وقيل: لما قتله الخضر كانت أمه حاملاً بغلام مسلم, قاله ابن جريج.


    ** وَأَمّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مّن رّبّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عّلَيْهِ صَبْراً
    في هذه الاَية دليل على إطلاق القرية على المدينة, لأنه قال أولاً {حتى إذا أتيا أهل قرية} وقال ههنا {فكان لغلامين يتيمين في المدينة} كما قال تعالى: {فكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك} {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} يعني مكة والطائف, ومعنى الاَية أن هذا الجدار إنما أصلحته لأنه كان لغلامين يتيمين في المدينة, وكان تحته كنز لهما. قال عكرمة وقتادة وغير واحد: وكان تحته مال مدفون لهما, وهو ظاهر السياق من الاَية, وهو اختيار ابن جرير رحمه الله.


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الخميس 2 سبتمبر 2010 - 14:03 عدل 3 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 14:09

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    ]فأَتْبَعَ سَبَباً * حَتّىَ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ [/face][/font">[color=green]فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَذَا الْقَرْنَيْنِ إِمّآ[font=Tahoma]][face=Tahoma][size=24]]أَن تُعَذّبَ وَإِمّآ أَن تَتّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً * قَالَ أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذّبُهُ ثُمّ يُرَدّ إِلَىَ رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذَاباً نّكْراً[/font"> * [/font">وَأَمّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً الْحُسْنَىَ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً
    قال ابن عباس {فأتبع سبباً} يعني بالسبب المنزل, وقال مجاهد {فأتبع سبباً} منزلاً وطريقاً ما بين المشرق والمغرب, وفي رواية عن مجاهد {سبباً} قال: طريقاً في الأرض وقال قتادة: أي اتبع منازل الأرض ومعالمها, وقال الضحاك {فأتبع سبباً} أي المنازل, وقال سعيد بن جبير في قوله: {فأتبع سبباً} قال: علماً, وهكذا قال عكرمة وعبيد بن يعلى والسدي, وقال مطر: معالم وآثار كانت قبل ذلك.
    وقوله: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس} أي فسلك طريقاً حتى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب وهو مغرب الأرض, وأما الوصول إلى مغرب الشمس من السماء فمتعذر, وما يذكره أصحاب القصص والأخبار من أنه سار في الأرض مدة, والشمس تغرب من ورائه, فشيء لا حقيقة له, وأكثر ذلك من خرافات أهل الكتاب واختلاف زنادقتهم وكذبهم, وقوله: {وجدها تغرب في عين حمئة} أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط, وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه, والحمئة مشتقة على إحدى القراءتين من الحمأة وهو الطين, كما قال تعالى: {إني خالق بشراً من صلصال من حمإٍ مسنون} أي طين أملس, وقد تقدم بيانه.
    وقال ابن جرير: حدثني يونس, أخبرنا ابن وهب, أنبأنا نافع بن أبي نعيم, سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عباس يقول في عين حمئة ثم فسرها ذات حمئة, قال نافع: وسئل عنها كعب الأحبار, فقال: أنتم أعلم بالقرآن مني, ولكني أجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء, وكذا روى غير واحد عن ابن عباس, وبه قال مجاهد وغير واحد. وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع, عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه حمئة. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: وجدها تغرب في عين حامية, يعني حارة, وكذا قال الحسن البصري. وقال ابن جرير: والصواب أنهما قراءتان مشهورتان وأيهما قرأ القارىء فهو مصيب, قلت: ولا منافاة بين معنييهما إذ قد تكون حارة لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها وملاقاتها الشعاع بلا حائل, وحمئة في ماء وطين أسود, كما قال كعب الأحبار وغيره.
    وقال ابن جرير حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يزيد بن هارون أخبرناالعوام حدثني مولى لعبد الله بن عمرو عن عبد الله قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت فقال: «في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض» قلت ورواه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون وفي صحة رفع هذا الحديث نظر ولعله من كلام عبد الله بن عمرو من زاملتيه اللتين وجدهما يوم اليرموك والله أعلم, وقال ابن أبي حاتم حدثنا حجاج بن حمزة حدثنا محمد يعني ابن بشر حدثنا عمرو بن ميمون أنبأنا ابن حاضر أن ابن عباس ذكر له أن معاوية بن أبي سفيان قرأ الاَية التي في سورة الكهف {تغرب في عين حامية} قال ابن عباس لمعاوية ما نقرؤها إلا حمئة, فسأل معاوية عبد الله بن عمرو كيف تقرؤها ؟ فقال: عبد الله كما قرأتها, قال ابن عباس فقلت لمعاوية في بيتي نزل القرآن, فأرسل إلى كعب فقال له أين تجد الشمس تغرب في التوراة ؟ فقال له كعب سل أهل العربية فإنهم أعلم بها, وأما أنا فإني أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب قال ابن حاضر: لو أني عندك أفدتك بكلام تزداد فيه بصيرة في حمئة, قال ابن عباس: وإذاً ما هو ؟ قلت: فيما يؤثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين في تخلقه بالعلم واتباعه إياه:
    بلغ المشارق والمغارب يبتغيأسباب أمر من حكيم مرشد
    فرأى مغيب الشمس عند غروبهافي عين ذي خلب وثأط حرمد
    فقال ابن عباس: ما الخلب ؟ قلت: الطين بكلامهم, قال: فما الثأط ؟ قلت: الحمأة, قال: فما الحرمد ؟ قلت: الأسود, قال: فدعا ابن عباس رجلاً أو غلاماً فقال: اكتب ما يقول هذا الرجل وقال سعيد بن جبير بينا ابن عباس يقرأ سورة الكهف فقرأ {وجدها تغرب في عين حمئة} قال: كعب والذي نفس كعب بيده ما سمعت أحداً يقرؤها كما أنزلت في التوراة غير ابن عباس فإنا نجدها في التوراة تغرب في مدرة سوداء, وقال أبو يعلى الموصلي: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف قال في تفسير ابن جريج {ووجد عندها قوماً} قال مدينة لها اثنا عشر ألف باب لولا أصوات أهلها لسمع الناس وجوب الشمس حين تجب, وقوله: {ووجد عندها قوماً} أي أمّة من الأمم ذكروا أنها كانت أمة عظيمة من بني آدم وقوله: {قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً} معنى هذا أن الله تعالى مكنه منهم وحكمه فيهم وأظفره بهم وخيّره إن شاء قتل وسبى وإن شاء منّ أوفدى فعرف عدله وإيمانه فيما أبداه عدله وبيانه في قوله: {أمّا من ظلم} أي استمر على كفره وشركه بربه {فسوف نعذبه} قال قتادة بالقتل وقال السدي كان يحمي لهم بقر النحاس ويضعهم فيها حتى يذوبوا وقال وهب بن منبه كان يسلط الظلمة فتدخل أجوافهم وبيوتهم وتغشاهم من جميع جهاتهم والله أعلم, وقوله: {ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً} أي شديداً بليغاً وجيعاً أليماً وفي هذا إثبات المعاد والجزاء. وقوله: {وأما من آمن} أي اتبعنا على ما ندعوه إليه من عبادة الله وحده لا شريك له {فله جزاء الحسنى} أي في الدار الاَخرة عند الله عز وجل {وسنقول له من أمرنا يسراً} قال مجاهد معروفاً.


    ** ثُمّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتّىَ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىَ قَوْمٍ لّمْ نَجْعَل لّهُمْ مّن دُونِهَا سِتْراً * كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً
    يقول تعالى ثم سلك طريقاً فسار من مغرب الشمس إلى مطلعها وكان كلما مر بأمة قهرهم وغلبهم ودعاهم إلى الله عز وجل فإن أطاعوه وإلا أذلهم وأرغم آنافهم واستباح أموالهم وأمتعتهم واستخدم من كل أمة ما تستعين به جيوشه على قتال الأقاليم المتاخمة لهم, وذكر في أخبار بني إسرائيل أنه عاش ألفاً وتسعمائة سنة يجوب الأرض طولها والعرض حتى بلغ المشارق والمغارب ولما انتهى إلى مطلع الشمس من الأرض كما قال تعالى {وجدها تطلع على قوم} أي أمة {لم نجعل لهم من دونها ستراً} أي ليس لهم بناء يكنهم ولا أشجار تظلهم وتسترهم من حر الشمس, وقال سعيد بن جبير كانوا حمراً قصاراً مساكنهم الغيران أكثر معيشتهم من السمك.
    قال أبو داود الطيالسي: حدثنا سهل بن أبي الصلت سمعت الحسن وسأل عن قول الله تعالى {لم نجعل لهم من دونها ستراً} قال إن أرضهم لا تحمل البناء فإذا طلعت الشمس تغوروا في المياه فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم قال الحسن هذا حديث سمرة, وقال قتادة ذكر لنا أنهم بأرض لا تنبت لهم شيئاً فهم إذا طلعت الشمس دخلوا في أسراب حتى إذا زالت الشمس خرجوا إلى حروفهم ومعايشهم. وعن سلمة بن كهيل أنه قال: ليست لهم أكنان إذا طلعت الشمس طلعت عليهم فلأحدهم أذنان يفرش إحداهما ويلبس الأخرى. قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً} قال هم الزنج, وقال ابن جرير في قوله: {وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً} قال لم يبنوا فيها بناء قط ولم يبن عليهم بناء قط كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا أسراباً لهم حتى تزول الشمس أو دخلوا البحر وذلك أن أرضهم ليس فيها جبل. جاءهم جيش مرة فقال لهم أهلها: لا تطلعن عليكم الشمس وأنتم بها, قالوا: لا نبرح حتى تطلع الشمس ما هذه العظام ؟ قالوا: هذه جيف جيش طلعت عليهم الشمس ههنا... فماتوا, قال: فذهبوا هاربين في الأرض وقوله: {كذلك وقد أحطنا بما لديه خيراً} قال مجاهد والسدي: علماً أي نحن مطلعون على جميع أحواله وأحوال جيشه لا يخفى علينا منها شيء وإن تفرقت أممهم وتقطعت بهم الأرض فإنه تعالى {لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء}.


    ** ثُمّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتّىَ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السّدّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قَالُواْ يَذَا الْقَرْنَيْنِ إِنّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىَ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً * قَالَ مَا مَكّنّي فِيهِ رَبّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتّىَ إِذَا سَاوَىَ بَيْنَ الصّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُواْ حَتّىَ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيَ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً
    يقول تعالى مخبراً عن ذي القرنين {ثم أتبع سبباً} أي ثم سلك طريقاً من مشارق الأرض حتى إذا بلغ بين السدين وهما جبلان متناوحان بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك فيعيثون فيها فساداً ويهلكون الحرث والنسل, ويأجوج ومأجوج من سلالة آدم عليه السلام كما ثبت في الصحيحين «إن الله تعالى يقول: يا آدم فيقول لبيك وسعديك فيقول: ابعث بعث النار فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة, فحينئذ يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها فقال إن فيكم أمّتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج» وقد حكى النووي رحمه الله في شرح مسلم عن بعض الناس أن يأجوج ومأجوج خلقوا من مني خرج من آدم فاختلط بالتراب فخلقوا من ذلك, فعلى هذا يكونون مخلوقين من آدم وليسوا من حواء وهذا قول غريب جداً لا دليل عليه لا من عقل ولا من نقل ولا يجوز الاعتماد ههنا على ما يحكيه بعض أهل الكتاب لما عندهم من الأحاديث المفتعلة والله أعلم.
    وفي مسند الإمام أحمد عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ولد نوح ثلاثة: سام أبو العرب وحام أبو السودان, ويافث أبو الترك» قال بعض العلماء هؤلاء من نسل يافث أبو الترك, وقال إنما سمي هؤلاء تركاً لأنهم تركوا من وراء السد من هذه الجهة وإلا فهم أقرباء أولئك ولكن كان في أولئك بغي وفساد وجراءة, وقد ذكر ابن جرير ههنا عن وهب بن منبه أثراً طويلاً عجيباً في سير ذي القرنين وبنائه السد وكيفية ما جرى له وفيه طول وغرابة ونكارة في أشكالهم وصفاتهم وطولهم وقصر بعضهم وآذانهم وروى ابن أبي حاتم عن أبيه في ذلك أحاديث غريبة لا تصح أسانيدها والله أعلم. وقوله: {وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً} أي لاستعجام كلامهم وبعدهم عن الناس {قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً} قال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أجراً عظيماً يعني أنهم أرادوا أن يجمعوا لهم من بينهم مالاً يعطونه إياه حتى يجعل بينه وبينهم سداً فقال ذو القرنين بعفة وديانة وصلاح وقصد للخير {ما مكني فيه ربي خير} أي إن الذي أعطاني الله من الملك والتمكين خير لي من الذي تجمعونه كما قال سليمان عليه السلام {أتمدونن بمال فماآتاني الله خير مما آتاكم} الاَية وهكذا قال ذو القرنين: الذي أنا فيه خير من الذي تبذلونه ولكن ساعدوني بقوة أي بعملكم وآلات البناء {أجعل بينكم وبينهم ردماً آتوني زبر الحديد} والزبر جمع زبرة وهي القطعة منه قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وهي كاللبنة يقال كل لبنة زنة قنطار بالدمشقي أو تزيد عليه {حتى إذا ساوى بين الصدفين} أي وضع بعضه على بعض من الأساس حتى إذا حاذى به رؤوس الجبلين طولاً وعرضاً واختلفوا في مساحة عرضه وطوله على أقوال {قال انفخوا} أي أجج عليه النار حتى صار كله ناراً {قال آتوني أفرغ عليه قطراً} قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة والسدي هو النحاس زاد بعضهم المذاب ويستشهد بقوله تعالى:
    {وأسلنا له عين القطر}
    ولهذا يشبه بالبرد المحبر. قال ابن جرير: حدثنا بشر عن يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلاً قال يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج قال «انعته لي» قال كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء قال «قد رأيته» هذا حديث مرسل. وقد بعث الخليفة الواثق في دولته أحد أمرائه وجهز معه جيشاً سرية لينظروا إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا فتوصلوا من هناك إلى بلاد ومن ملك إلى ملك حتى وصلوا إليه ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس وذكروا أنهم رأوا فيه باباً عظيماً وعليه أقفال عظيمة ورأوا بقية اللبن والعمل في برج هناك, وأن عنده حرساً من الملوك المتاخمة له وأنه عال منيف شاهق لا يستطاع ولا ما حوله من الجبال ثم رجعوا إلى بلادهم وكانت غيبتهم أكثر من سنتين وشاهدوا أهوالاً وعجائب. ثم قال الله تعالى.


    ** فَمَا اسْطَاعُوَاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً * قَالَ هَـَذَا رَحْمَةٌ مّن رّبّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبّي حَقّاً * وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً
    يقول تعالى مخبراً عن يأجوج ومأجوج أنهم ما قدروا على أن يصعدوا من فوق هذا السد ولا قدروا على نقبه من أسفله ولما كان الظهور عليه أسهل من نقبه قابل كلاً بما يناسبه فقال {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً} وهذا دليل على أنهم لم يقدروا على نقبه ولا على شيء منه. فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد حدثنا روح حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة حدثنا أبو رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله فيعودون إليه كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفاً في رقابهم فيقتلهم بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكراً من لحومهم ودمائهم» ورواه أحمد أيضاً عن حسن هو ابن موسى الأشهب عن سفيان عن قتادة به وكذا رواه ابن ماجه عن أزهر بن مروان عن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: حدث أبو رافع وأخرجه الترمذي من حديث أبي عوانة عن قتادة ثم قال غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه وإسناده جيد قوي ولكن متنه في رفعه نكارة لأن ظاهر الاَية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه لإحكام بنائه وصلابته وشدته ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون غداً نفتحه فيأتون من الغد وقد عاد كما كان فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل فيقولون فذلك فيصبحون وهو كما كان فيلحسونه ويقولون غداً نفتحه ويلهمون أن يقولوا إن شاء الله فيصبحون وهو كما فارقوه فيفتحونه وهذا متجه ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب فإنه كان كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه فحدث به أبو هريرة فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع فرفعه والله أعلم.
    ويؤيد ما قلناه من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه ومن نكارة هذا المرفوع قول الإمام أحمد حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمى عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال سفيان أربع نسوة ـ قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه وهو محمر وجهه وهو يقول: «لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا» وحل قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث» هذا حديث صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه من حديث الزهري ولكن سقط في رواية البخاري ذكر حبيبة وأثبتها مسلم وفيه أشياء عزيزة قليلة نادرة الوقوع في صناعة الإسناد منها رواية الزهري عن عروة وهما تابعيان ومنها اجتماع أربع نسوة في سنده كلهن يروي بعضهم عن بعض ثم كل منهن صحابية ثم ثنتان ربيبتان وثنتان زوجتان رضي الله عنهن.
    قد رُوي نحو هذا عن أبي هريرة أيضاً, فقال البزار: حدثنا محمد بن مرزوق, حدثنا مؤمل بن إسماعيل, حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه, عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فتح اليوم من ردم يأجوج ومأموج مثل هذا» وعقد التسعين, وأخرجه البخاري ومسلم من حديث وهيب به, وقوله: {قال هذا رحمة من ربي} أي لما بناه ذو القرنين {قال هذا رحمة من ربي} أي بالناس حيث جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حائلاً يمنعهم من العيث في الأرض والفساد, {فإذا جاء وعد ربي} أي إذا اقترب الوعد الحق {جعله دكاً} أي ساواه بالأرض, تقول العرب: ناقة دكاء إذا كان ظهرها مستوياً لاسنام لها, وقال تعالى: {فلما تجلى ربّه للجبل جعله دكاء} أي مساوياً للأرض.
    وقال عكرمة في قوله: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء} قال: طريقاً كما كان, {وكان وعد ربي حقاً} أي كائناً لا محالة. وقوله: {وتركنا بعضهم} أي الناس يومئذ, أي يوم يدك هذا السد ويخرج هؤلاء فيموجون في الناس ويفسدون على الناس أموالهم ويتلفون أشياءهم, وهكذا قال السدي في قوله: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} قال: ذاك حين يخرجون على الناس, وهذا كله قبل القيامة وبعد الدجال, كما سيأتي بيانه عند قوله: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون * واقترب الوعد الحق} الاَية, وهكذا قال ههنا {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} قال: هذا أول القيامة {ونفخ في الصور} على أثر ذلك {فجمعناهم جمعاً} وقال آخرون: بل المراد بقوله: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} قال: إذا ماج الجن والإنس يوم القيامة يختلط الإنس والجن.
    وروى ابن جرير عن محمد بن حميد عن يعقوب القمي عن هارون بن عنترة, عن شيخ من بني فزارة في قوله {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} قال: إذا ماج الإنس والجن قال إبليس: أنا أعلم لكم علم هذا الأمر, فيظعن إلى المشرق فيجد الملائكة قد قطعوا الأرض, ثم يظعن إلى المغرب فيجد الملائكة قد بطنوا الأرض, فيقول: ما من محيص, ثم يظعن يميناًوشمالاً إلى أقصى الأرض فيجد الملائكة قد بطنوا الأرض فيقول ما من محيص, فبينما هو كذلك إذ عرض له طريق كالشراك فأخذ عليه هو وذريته, فبينما هم عليه إذ هجموا على النار, فأخرج الله خازناً من خزان النار, فقال: يا إبليس ألم تكن لك المنزلة عند ربك, ألم تكن في الجنان ؟ فيقول: ليس هذا يوم عتاب, لو أن الله فرض علي فريضة لعبدته فيها عبادة لم يعبده مثلها أحد من خلقه, فيقول: فإن الله قد فرض عليك فريضة, فيقول: ما هي ؟ فيقول يأمرك أن تدخل النار فيتلكأ عليه, فيقول: به وبذريته بجناحيه, فيقذفهم في النار, فتزفر النار زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثى لركبتيه, وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به, ثم رواه من وجه آخر عن يعقوب عن هارون عن عنترة, عن أبيه عن ابن عباس {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} قال: الإنس والجن يموج بعضهم في بعض.
    وقال الطبراني: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الأصفهاني, حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات, حدثنا أبو داود الطيالسي, حدثنا المغيرة بن مسلم عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر, عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم, ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم, ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً, وإن من ورائهم ثلاث أمم: تاويل وتايس ومنسك» هذا حديث غريب, بل منكر ضعيف.
    وروى النسائي من حديث شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن أبيه, عن جده أوس بن أبي أوس مرفوعاً «إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا, وشجر يلقحون كما شاءوا, ولا يموت رجل إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً». وقوله: {ونفخ في الصور} والصور كما جاء في الحديث: قرن ينفخ فيه, والذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام, كما تقدم في الحديث بطوله, والأحاديث فيه كثيرة, وفي الحديث عن عطية عن ابن عباس وأبي سعيد مرفوعاً «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته واستمع متى يؤمر ؟» قالوا: كيف نقول ؟ قال: «قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا». وقوله: {فجمعناهم جمعاً} أي أحضرنا الجميع للحساب {قل إن الأولين والاَخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم} {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً}.





    ** وَعَرَضْنَا جَهَنّمَ يَوْمَئِذٍ لّلْكَافِرِينَ عَرْضاً * الّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً * أَفَحَسِبَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَن يَتّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيَ أَوْلِيَآءَ إِنّآ أَعْتَدْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً
    يقول تعالى مخبراً عما يفعله بالكفار يوم القيامة أنه يعرض عليهم جهنم, أي يبرزها لهم ويظهرها ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها, ليكون ذلك أبلغ في تعجيل الهمّ والحزن لهم. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام, مع كل زمام سبعون ألف ملك» ثم قال مخبراً عنهم {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري} أي تغافلوا وتعاموا وتصامموا عن قبول الهدى واتباع الحق, كما قال: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين} وقال ههنا: {وكانوا لا يستطيعون سمعاً} أي لا يعقلون عن الله أمره ونهيه, ثم قال: {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء} أي اعتقدوا أنهم يصلح لهم ذلك وينتفعون به {كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً} ولهذا أخبر الله تعالى أنه قد أعد لهم جهنم يوم القيامة منزلاً.


    ** قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الّذِينَ ضَلّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً * أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً * ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَاتّخَذُوَاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً
    قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار, حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن عمرو عن مصعب قال: سألت أبي يعني سعد بن أبي وقاص عن قول الله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} أهم الحرورية ؟ قال: لا هم اليهود والنصارى, أما اليهود فكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم, وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالو: لا طعام فيها ولا شراب, والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه, فكان سعد رضي الله عنه يسميهم الفاسقين, وقال علي بن أبي طالب والضحاك وغير واحد: هم الحرورية, ومعنى هذا عن علي رضي الله عنه أن هذه الاَية الكريمة تشمل الحرورية كما تشمل اليهود والنصارى وغيرهم, لا أنها نزلت في هؤلاء على الخصوص ولا هؤلاء, بل هي أعم من هذا, فإن هذه الاَية مكية قبل خطاب اليهود والنصارى وقبل وجود الخوارج بالكلية, وإنما هي عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها, وأن عمله مقبول وهو مخطىء وعمله مردود, كما قال تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية} وقال تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً} وقال تعالى: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً} وقال تعالى في هذه الاَية الكريمة: {قل هل ننبئكم} أي نخبركم {بالأخسرين أعمالاً} ثم فسرهم, فقال {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا} أي عملوا أعمالاً باطلة على غير شريعة مشروعة مرضية مقبولة {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} أي يعتقدون أنهم على شيء وأنهم مقبولون محبوبون.
    وقوله {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه} أي جحدوا آيات الله في الدنيا وبراهينه التي أقام على وحدانيته وصدق رسله, وكذبوا بالدار الاَخرة {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} أي لا نثقل موازينهم لأنها خالية عن الخير. قال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الله, حدثنا سعيد بن أبي مريم, أخبرنا المغيرة, حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ـ وقال ـ اقرءوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}». وعن يحيى بن بكير عن مغيرة بن عبد الرحمن, عن أبي الزناد مثله, هكذا ذكره عن يحيى بن بكير معلقاً, وقد رواه مسلم عن أبي بكر محمد بن إسحاق عن يحيى بن بكير به.
    وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا أبو الوليد, حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد, عن صالح مولى التوأمة, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالرجل الأكول الشروب العظيم, فيوزن بحبة فلا يزنها» قال وقرأ {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً} وكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن أبي الصلت عن أبي الزناد, عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعاً, فذكره بلفظ البخاري سواء. وقال أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار: حدثنا العباس بن محمد, حدثنا عون بن عمارة, حدثنا هشيم بن حسان عن واصل عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأقبل رجل من قريش يخطر في حلة له, فلما قام على النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا بريدة هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزناً» ثم قال: تفرد به واصل مولى أبي عنبسة, وعون بن عمارة وليس بالحافظ ولم يتابع عليه.
    وقد قال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار, حدثنا عبد الرحمن, حدثنا سفيان عن الأعمش عن شمر عن أبي يحيى, عن كعب قال: يؤتى يوم القيامة برجل عظيم طويل, فلا يزن عند الله جناح بعوضة, اقرءوا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}. وقوله: {ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا} أي إنما جازيناهم بهذا الجزاء بسبب كفرهم واتخاذهم آيات الله ورسله هزواً, استهزءوا بهم وكذبوهم أشد التكذيب.


    ** إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً
    يخبر تعالى عن عباده السعداء وهم الذين آمنوا[/f


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الخميس 2 سبتمبر 2010 - 14:17 عدل 3 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 27 أغسطس 2010 - 14:18

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    ** قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا
    روى الطبراني من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش, عن عمرو بن قيس الكوفي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان قال: هذه آخر آية أنزلت, يقول تعالى لرسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه {قل} لهؤلاء المشركين المكذبين برسالتك إليهم {إنما أنا بشر مثلكم} فمن زعم أني كاذب فليأت بمثل ما جئت به, فإني لا أعلم الغيب فيما أخبرتكم به من الماضي عما سألتم من قصة أصحاب الكهف وخبر ذي القرنين مما هو مطابق في نفس الأمر, ولولا ما أطلعني الله عليه, وإنما أخبركم {أنما إلهكم} الذي أدعوكم إلى عبادته {إله واحد} لا شريك له {فمن كان يرجو لقاء ربه} أي ثوابه وجزاءه الصالح {فليعمل عملاً صالحاً} أي ما كان موافقاً لشرع الله {ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له, وهذان ركنا العمل المتقبل, لا)بد أن يكون خالصاً لله صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقد روى ابن أبي حاتم من حديث معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاوس قال: قال رجل يا رسول الله إني أقف المواقف أريد وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزلت هذه الاَية {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} وهكذا أرسل هذا مجاهد وغير واحد. وقال الأعمش: حدثنا حمزة أبو عمارة مولى بني هاشم عن شهر بن حوشب قال: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال: أنبئني عما أسألك عنه. أرأيت رجلاً يصلي يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ويصوم يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد, ويتصدق يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد, ويحج يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد, فقال عبادة: ليس له شيء, إن الله تعالى يقول: أنا خير شريك, فمن كان له معي شريك فهو له كله لا حاجة لي فيه.
    وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير, حدثنا كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه, عن جده قال: كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فنبيت عنده تكون له حاجة أو يطرقه أمر من الليل فيبعثنا, فكثر المحتسبون وأهل النوب, فكنا نتحدث فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما هذه النجوى ؟» قال: فقلنا: تبنا إلى الله أي نبي الله, إنما كنا في ذكر المسيح وفرقنا منه فقال ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي قال قلنا بلى, فقال: «الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي لمكان الرجل».
    وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر, حدثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال: قال شهر بن حوشب: قال ابن غنم: لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء, لقينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله, وشمال أبي الدرداء بيمينه, فخرج يمشي بيننا ونحن نتناجى, والله أعلم بما نتناجى به, فقال عبادة بن الصامت: إن طال بكما عمر أحدكما أو كليكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين, يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم, فأعاده وأبدأه وأحل حلاله وحرم حرامه ونزله عند منازله لا يحور فيكم إلا كما يحور رأس الحمار الميت. قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوس رضي الله عنه وعوف بن مالك فجلسا إلينا, فقال شداد: إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من الشهوة الخفية والشرك» فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء: اللهم غفرا ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب. أما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها, فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ فقال شداد: أرأيتكم لو رأيتم رجلاً يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له, أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا: نعم والله إن من صلى لرجل أو صام أو تصدق له لقد أشرك, فقال شداد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك فقال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد إليه إلى ما ابتغى به وجهه من ذلك العمل كله فيصل ما خلص له ويدع ما أشرك به فقال شداد عند ذلك: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئاً, فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به, أنا عنه غني».
    طريق أخرى لبعضه) قال الإمام أحمد: حدثنا زيد بن الحباب, حدثني عبد الواحد بن زياد, أخبرنا عبادة بن نسي عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه بكى, فقيل له: ما يبكيك ؟ قال شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبكاني, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية» قلت: يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال: «نعم أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً, ولكن يراءون بأعمالهم, والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه» ورواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي به, وعبادة فيه ضعف, وفي سماعه من شداد نظر.
    حديث آخر) قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثناالحسين بن علي بن جعفر الأحمر, حدثنا علي بن ثابت, حدثنا قيس بن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله يوم القيامة: أنا خير شريك من أشرك بي أحداً فهو له كله». وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة, سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله عز وجل أنه قال: «أنا خير الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري, فأنا بريء منه, وهو للذي أشرك» تفرد به من هذا الوجه.
    حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يونس, حدثنا الليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال: «الرياء, يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا, فانظروا هل تجدون عندهم جزاء».
    حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن بكير, أخبرنا عبد الحميد يعني ابن جعفر, أخبرني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري, وكان من الصحابة, أنه قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جمع الله الأولين والاَخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله, فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك» وأخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث محمد وهو البرساني به.
    (حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا أحمد بن عبد الملك, حدثنا بكار, حدثني أبي ـ يعني عبد العزيز بن أبي بكرة ـ عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع سمع الله به, ومن راءى راءى الله به» وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية, حدثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد الخدري, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يرائي يرائي الله به, ومن يسمع يسمع الله به».
    (حديث آخر) قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة, حدثني عمرو بن مرة قال: سمعت رجلاً في بيت أبي عبيدة أنه سمع عبد الله بن عمرو يحدث ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سمع الناس بعمله سمع الله به, ساء خلقه وصغره وحقره» فذرفت عينا عبد الله. وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي, حدثنا الحارث بن غسان, حدثنا أبو عمران الجوني عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختمة, فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا, فتقول الملائكة: يا رب والله ما رأينا منه إلا خيراً, فيقول: إن عمله كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي» ثم قال: الحارث بن غسان روى عنه جماعة وهو ثقة بصري, ليس به بأس, وقال ابن وهب: حدثني يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج, عن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رياء وسمعة, لم يزل في مقت الله حتى يجلس».
    وقال أبو يعلى: حدثنا محمد بي أبي بكر, حدثنا محمد بن دينار عن إبراهيم الهجري, عن أبي الأحوص عن عوف بن مالك عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو, فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل» وقال ابن جرير: حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو السكوني, حدثنا هشام بن عمار, حدثنا ابن عياش, حدثنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الاَية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الاَية, وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن وهذا أثر مشكل, فإن هذه الاَية آخر سورة الكهف, والكهف كلها مكية, ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها, بل هي مثبتة محكمة, فاشتبه ذلك على بعض الرواة فروى بالمعنى على ما فهمه, والله أعلم.
    وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق, حدثنا النضر بن شميل, حدثنا أبو قرة عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب
    قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ في ليلة {فمن كان يرجو لقاء ربه} الاَية, كان له من النور من عدن أبين إلى مكة حشو ذلك النور الملائكة» غريب جداً آخر تفسير سورة الكهف
    وهنا أيضا رابط آخر
    جمعها الامام ابن كثير -وغيره ..رحمه الله تعالى عليهم
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]...&tashkeel=0
    .
    رحم الله ابن كثير - كثيراً كثيراً - ؛؛


    وهناموقع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
    لتفسير سورة الكهف
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    أو هنا
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    الحمد لله وصلنا إلى نهايـــة رحلتنا من تـفسير سورة الكهف
    وإن شاء الله تعم الفائدة على الجميع
    وسوف نكمل المقاطع المتبقيه في حفظنا


    في الأسبووع المقبل ..إن شاء الله.

    .وسوف أنتظر حضوركن بكل شوووق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    دمتن في رعاية الله وحفظه ..





    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في السبت 28 أغسطس 2010 - 2:54 عدل 3 مرات
    أ. غزيل السعيد
    أ. غزيل السعيد
    Admin


    عدد المساهمات : 778
    تاريخ التسجيل : 28/09/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف أ. غزيل السعيد الجمعة 27 أغسطس 2010 - 23:02

    أشكر لك أخت قوووت على حرصك واهتمامك
    وأسأل الله العظيم أن يجعل ذلك في موازين حسناتك ....
    (( تم الحفظ للمقاطع السابقة)...
    » شروق✿
    » شروق✿


    عدد المساهمات : 451
    تاريخ التسجيل : 09/03/2010

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف » شروق✿ السبت 28 أغسطس 2010 - 9:20

    تم الحفظ المقطع ...

    ربي يجزاك خيرا يااقوت ...

    وان لايحرمك الاجر بكل حرف كتبتية ...

    ربي يسعدك ولكِ مني اجمل دعوة ...
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 29 أغسطس 2010 - 8:58

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    حياكن الله أخواتي الغاليات..

    تسلموا لدعواتكن الصادقه و الطيبه والمشرقه..

    وأبشروا بقول الملك (( ولكن بالمثل))..

    وجعل الله الجنة مثوانا ومثواكن..

    و جعلنا جميعا.. دائماً من السابقات إلى الخيرات..



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 29 أغسطس 2010 - 9:39


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    المــــــقطع الرابع عشر
    لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم

    )وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلا
    وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا
    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا
    فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]....[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    أيتها الأخت المؤمنة
    ..يامن أنعم الله عليكِ بصحة البدن ..
    يا من
    أكرمك الله بنعمة الإسلام ..
    احمدي الله
    سبحانه واشكريه .. وتقرَّبي إليه وأطيعيه ..
    فإن طاعته فيها سعادة الدنيا والآخرة
    ..
    قال تعالى
    : ( ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز
    فوزاً عظيماً))

    أَم حَسِبتُم أن تَدخُلُوا الجَنَّة ولَمَّا يَعلَمِ الله الَّذينَ جَاهَدُوا مِنكُم ويَعلَم الصَّابرين "
    فهل نستحق الجنة؟!
    " والَّذينَ جَاهَدُوا فِينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وإنَّ الله لَمَعَ المُحسِنين "
    وهل بعد معية الله مطلب ؟!
    سُئل الإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟
    فأجاب: عند أول قدم يضعها في الجنة.

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الأحد 29 أغسطس 2010 - 13:11 عدل 1 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأحد 29 أغسطس 2010 - 12:58

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    المــــــقطع الخامس عشر
    لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم

    )فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا

    قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا

    قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا

    فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا

    قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]....

    أنتِ وقيام الليل:
    احرصي على قيام الليل مهما كانت الظروف وتذكري قول رسولنا الكريم: 'من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه'. ولا تلهيك أعمال منزلك عن قيام ليلك.
    وخاصة في العشر الأواخر من رمضان, وفيها ليلة القدر, من حرم خيرها فقد حرم خيرًا كثيرًا. اللهم لا تحرمنا خيرها وأجرها.



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الثلاثاء 31 أغسطس 2010 - 5:38

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    المــــــقطع السادس عشر لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    )قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا

    وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا

    قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا

    قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا

    فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا

    قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا

    قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا

    فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا(
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]....

    عند الإفطار لاتنسي الدعاء قال عليه الصلاة والسلام : ثلاث دعوات مستجابات ، دعوة الصائم ودعوة المظلوم

    ودعوة ا لمسافر"
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الأربعاء 1 سبتمبر 2010 - 6:12

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    المــــــقطع السابع عشر

    لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم


    قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا )

    قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا

    فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا

    قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا

    أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا [

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]....[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قللي من النوم فرمضان شهر ويمضي

    والمكثر من النوم مضيع لوقته ...
    وتذكري أن المنادي ينادي
    "يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الخميس 2 سبتمبر 2010 - 2:36

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    المــــــقطع الثامن عشر

    لحفظ سورة الكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم




    )وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا

    فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا

    وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا

    وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]همـــــــسة رمضـــــــــــانيه .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    أنتِ وصلة الأرحام: فرمضان فرصة لغسيل النفس والتواصل الأسري والتقارب الاجتماعي,
    اتصلي بأقاربك وصلة رحمك إن ضاق وقتك عن الزيارة,
    وخاصة الوالدين وأهل الزوج وكسب ودهم وبرهم والإهداء إليهم, فإن الرحمة لا تنزل على قاطع رحم.


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الخميس 2 سبتمبر 2010 - 14:21 عدل 1 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الخميس 2 سبتمبر 2010 - 6:13

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    موقع أهــــــل الكهف...والله أعلم ....
    موقع الكهف : ـ


    رغم إختلاف الروايات في تحديد موقعه إلا ّ أن معظم المفسرين والمؤرخين والجغرافيين أمثال المقدسي وياقوت الحموي والواقدي والقزويني والقرماني ودراسات خبراء الآثار الأردنيين وغيرهم أشاروا إلى أن الرقيم ( الرجيب) في الأردن هو موقع كهف أهل الكهف ، وأن الكهف الذي في الرقيم هو الكهف المقصود في قصة أهل الكهف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ، ويقع الكهف شرقي العاصمة عمــَّـان بحوالي 6 كم ، في قرية الرقيم ( الرجيب) في منطقة أبو علندا ، وعلى مقربة من المدخل الغربي لمدينة سحاب
    أهل الكهف : ـ تشيرالروايات والقصص الدينية والتاريخية إلى أنهم مجموعة من الشباب ( الفتية ) من أبناء ملوك وسادة الروم الذين كانوا من جند الملك البيزنطي " دقيانوس " الذي تولى الحكم بين عام 249 م و 251 م، قد عاشوا في بلد ٍ يحكمه ذلك الملك الطاغية إذ كان يأمر بقتل أو إضطهاد كل من لا يأتمر بأمره أو من لايعبد ماأمر به هو أن يـُعبد فالتقى الفتية السبعة على فكرة واحدة ٍ هي " الإيمان بوحدانية الله " فصاروا يدا ً واحدة ًوإخوان صدق ٍ ، منكرين الشرك بالله ومعلنين عقيدتهم جهرا ً " إنهم فتية ٌ آمنوا بربهم وزدنهم هدى " وكانوا في قوم ٍ يعبدون الأصنام والطواغيت آنذاك من دون الله " هؤلاء قومنا إتخذوا من دونه آلهة ". ونتيجة للطغيان والإضطهاد والتهـــــديد، الذي مارســــــه " دقيانوس" عليهم وعلى غيرهم ، فقد هرب أولئك الفتية ، فارين بدينهم للمحافظة على إيمانهم بالله وتوحيده ، مصطحبين كلب أحد الرعاة ليحرسهم " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد " ، فوجدوا كهفا ً، يفع ضمن مقبرة ٍ بيزنطية ٍ، فاتخذوا منه مرقدا ً لهم . " إذ أوى الفتية إلى الكهف " وناموا فيه 309 أعوامً " فضــربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا " و " و لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسـعا " إلى أن تم معرفة مكانهم أثناء ولاية الملك " ثيودوسيوس الثاني " الذي حكم بين عام 408 م و 450 م ، فقام بزيارتهم في الكهف وسلم عليهم وعانقهم. وتشير الروايات إلى أن خروجهم من الكهف كان عام 447 م ثم ماتوا بعد فترة

    أسماء الفتية : ـ تتفق كثير من الروايات ، من مختلف الديانات واللغـــات ، على أسماء أولئك الفتية وهم : ـ
    مكسيمانوس و يمليخا و تامورإلنجيوس و مرديوس و قسطنطين و أنطونيوس و ديونسيوس
    مكونات الكهف : ـ يتكون الكهف من : ـ
    ـ مدخل ذي فجوة ٍ إتجاهها جنوب غرب .

    ـ قاعة مركزية لها ثلاثة محاريب مسقوفة بعقود رملية
    ـ سبعة مدافن حجرية ( قبور
    ـ أعمدة منحوتة من الصخر تزين واجهة القبور

    ـ زخارف نباتية و رسومات هندسية و نقوش
    ـ مسجدان قديمان يعودان للفترة الأموية

    ـ مجموعة من بقايا عظام تم تجميعها داخل إحدى الكوّات

    ـ مَعلمٌ يشير إلى وجود معصرة للزيتون
    ـ حفائر أقنية ٍ وبرك ِ في الصخر لتجميع المياه
    ـ أسوار من الحجارة
    ـ ساحة أمامية ( الوصيد ) وساحات جانبية ، وخلفية
    المسجد الجديد : ـ وضع جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حجر الأساس لبناء مسجد ، على أرض مجاورة للكهف بتاريخ 5 / 6 / 2002 وقام بإفتتاحه بتاريخ 26 / 9 / 2006 ، ويشتمل المسجد على كل مايلزم ويتكون من عدد من القاعات والمرافق والحدائق

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الخميس 2 سبتمبر 2010 - 8:59 عدل 2 مرات
    أ. غزيل السعيد
    أ. غزيل السعيد
    Admin


    عدد المساهمات : 778
    تاريخ التسجيل : 28/09/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف أ. غزيل السعيد الخميس 2 سبتمبر 2010 - 7:41

    جزاك الله خير أخت قوووت
    (تم الحفظ) للمقاطع السابقة
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 3 سبتمبر 2010 - 9:13


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    تحية لكن من القلب
    معطرة بكل ما يحمله الكون
    بارك الله فيكِ أستاذتي الغاليه و كثر من أمثالكِ
    اعاننا الله ويسر لنا جميعا حفظنا .
    على الوجه الذي يرضيه عنا
    وجعل لمن حفظت
    بكل حرف رفعه في الدرجات
    لكن فين أختنا شـــــــــروووق ؟؟؟؟
    لأن راح الكثير ولم يبقي إلا القليل إن شاء الله......
    نحن بإنتظارها بكل شوووووق....

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في الأحد 5 سبتمبر 2010 - 2:06 عدل 2 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 3 سبتمبر 2010 - 9:32

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    يا راحلاً وجميل الصبر يتبعهُ *** هل من سبيل إلى لقياك يتفقُ
    ما أنصفتك دموعي وهي داميةٌ *** ولا وفى لك قلبي وهو يحترقُ
    بصراحه أخواتي الغاليات ..للأسف
    لاأستطيع أن أنزل الليله
    المقطع الجديد
    وإن شاء الله في الأسبوووع المقبل
    لأنه حزينه جدا على قرب إنتهاء رمضان
    تخيلوا معي بالأمس كنا نقول اللهم بلغنا رمضان
    وأمس حمدنا ربنا أن بلغنا رمضان
    وهانحن في منتصف العشر الأواخر
    اللهم لاتحرمنا فضلك
    ياالله الشهر كان سريع وماأحسسنا به
    أيام جميله قضيناها في حفظ سوره أجرها من نور
    ومازلنا مستمرين في ذلك
    أيام جميله نحفظ معا في شهر النور
    آآآه لدموووع عيووني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ...
    .لم يبقى إلا القليل وشارفنا بإنتهاء السورة
    وأسأل الله العزيز الجبار أن يجعل قلوبنا جميعا تخشع من تقواه
    ويجعل عيووونناتدمع من خشياه
    واجعلنا يارب من أهل التقوىوأهلالمغفرة..
    ونسأله ان يبارك لنا ولكن في العشر الاواخر من رمضان
    وأن يعيننا واياكم علىالطاعه
    وان يعتق رقابنا ووالدينا من النار


    رمضان ماذا أقول لك
    أقول لك...
    على العهـــــــــــــد باقـــــــــــــــــــــون،،، يارمضــــــــــان
    على العهـــــــــــــد باقـــــــــــــــــــــون،،،يا رمضــــــــــان
    لم يبق الا القليل ،،
    ، فما هي الا لحظات حتى نودعك قبل رحيلك إلى الى جوار ربك ،
    حاملا صحائف اعمالنافيك .. كم يعز علينا فراقك يا رمضان ،،،
    ملات قلوبنا ايمانا ويقينا ،، فيك صفت ارواحنا ،،وتهذبت اخلاقنا ،،،
    وجادت نفوسناايها الحبيب يا رمضان ،
    ، لاندري انقول لك ،، وداعا ام لقاء ،،
    ، فربما لا نلقاك بعد عامنا هذا
    ولعلك تشرفنافي العام القادم
    أسأل الله أن يجبر كسرنا على فراق شهرنا
    وأن يجعلنا ممن قامه وصامه ايمانا واحتسابا ...
    وان يجعلنا فيه من المقبولين .
    .,وإن على فراقك يارمضان لمحزونون



    ان كان البكاء على عزيز....
    فنحن اولى بالبكاء على رمضان يا رب العالمين .....
    يارب رمضان .....
    ويار ب الايام ...
    ويارب الليالى ...
    وليس لنا سواك ....
    وانت الحى الذى لا يموت ....
    فارحمنا برحمة منك تغننا بها عن رحمة من سواك ...
    اللهم وتقبله منا واجعله مقبولا ....
    اللهم وارزقنا الثبات بعد رمضان يار ب العالمين ...
    وارزقنا الصدق والاخلاص بعد رمضان يار ب العالمين ...
    اللهم كما بلغتنا رمضان واكرمتنا فيه بالصلاة والقيام ..
    ..اللهم اجعله مقبولا ...
    شافعا مشفعا ....
    الللهم وشفع فينا الصيام اللهم وشفع فينا القران ...
    اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك واجعل مصيرنا الى جناتك ...
    اللهم تقبل منا صيام شهر رمضان على ما كان فيه من تقصيرنا ..
    واجعله كفارة لنا لما سبق من ذنوبنا ...
    اللهم اجعلنا فيه من المقبولين ولا تجعلنا فيه من المردودين ...
    اللهم وتقبل منا صيامنا ..
    وقيامنا وركعونا وسجودنا ..
    واعتق رقابنا من النار ..
    وادخلنا الجنة بسلام ...
    اللهم ان العين لتدمع وان القلب ليتقطع وانا على فراقك يا رمضان لمحزونون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ......
    اللهم....... انت رب رمضان ورب الشهور كلها .....
    اللهم صبرنا على فراقه .....

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 3 سبتمبر 2010 - 14:21


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    أخواتي الغاليات // مارأيكم نأخذ رحله في كتاب....
    فك أسرار ذى القرنين ويأجوج ومأجوج))

    لمؤلفه الأســــــــــتاذ / حمدي بن حمزة الجهني

    ( عضـــــــو مجلس الشـــــورى السعودي )

    نبذة عن الكتاب : في هذا الكتاب يفك الكاتب شخصية ذي القرنين بانياً حقائقه على وثائق وأدلة تاريخية وقراءة دقيقة ومتأنية للتاريخ القديم ويفاجأ القراء بأن ذو القرنين ماهو إلا أخناتون ذلك الملك الفرعوني الموحد لله ويكشف أيضا أسرار قوم يأجوج ومأجوج أصلهم زمانهم وأوطانهم
    يقع هذا الكتاب في 543 صفحة متضمنا ملاحق لصور ردم يأجوج ومأجوج ومواقع مطلع ومغرب الشمس مفسرا بذلك سر الآيات الواردة في سورة الكهف تفسيرا دقيقا ويجعلك تعيد قراءة تلك الآيات بنظرة مختلفة واحساس آخر بني على يقين ووضوح
    ..

    كل منا يعرف قصه
    ذي القرنين ويأجوج ومأجوج المذكوره
    في سورة
    الكهف
    لكن من منا يعرف من هوذي القرنين !
    !
    واين السد ! ! ومن هم يأجوج و مأجوج !!

    اشياء كثيرة يمكن نتوقع اننا نعرفها لكن بعد قرائتي
    لتلخيص هذا الكتاب عرفت اني لا اعلم ولا ربع الحقيقه
    . كتاب رائع وممتع ومدعم بالدلائل من القرآن والسنه .


    فى هذا الكتاب يفك الكاتب شخصية ذى القرنين ويفاجئ القراء
    بأن ذى القرنين ما هو الا الملك الفرعونى الموحد بالله أخناتون
    ويكشف أيضا أسرار يأجوج مأجوج

    مؤلف الكتاب / حمدي بن حمزه الجـهني

    حجم الكتاب : 175 كيلو بايت

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    هنا رابط التحميل
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    </FONT></FONT>


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في السبت 4 سبتمبر 2010 - 2:07 عدل 3 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 3 سبتمبر 2010 - 14:58

    يقول المؤلف .....

    " ذو القرنين" هو..... الملك الفرعوني ( أخناتون

    كان الفراعنة يعبدون الأوثان وكان من
    إلهتهم (حور بتاح آمون- رع ) وفي الأسرة الخامسة ظهر ما عرف بمذهب الشمس
    وتم تثبيت الإله رع ( الشمس ) باعتباره الإله الأعلى للدولة
    وعندما تولى أخناتون الحكم بعد والده الذي غرق في اليم خرج على الناس بفكرة جديدة تقول بأن الإله ليس هو قرص الشمس بل القوة الكامنة فيه وسماه ( آتون ) ودعا شعبه إلى عبادته بمفرده لأنه هو خالق كل شئ
    وقد حاربه كهنة آمون وتآمروا عليه
    حتى اضطر بأن يغير عاصمته من (طيبة)
    إلى عاصمة جديدة ( تل العمارنة
    ) في مصر الوسطى وبخاصة أن أغلب جنوده قد غرقوا مع والده في البحر
    فبدا ضعيفا
    ولكنه من هناك أعلن الحرب على جميع الكهنة
    وبدأ يبشر بالدين الجديد بمساعدة زوجته نفرتيتي وبناته الستة
    وتشير المصادر التاريخية أن أخناتون
    قد عاصر النبي موسى عليه السلام وأنهما عاشا في نفس القصر قصر فرعون (
    والد اخناتون
    وعندما خرج موسى عليه السلام إلى مدين ثم عاد منها بعد عشر سنوات مبعوثا بالرسالة إلى فرعون وقومه كان عمر اخناتون 35 عاما


    ولما عرض دعوته على فرعون ورفضها يذكر القرآن الكريم هذه القصة:
    وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ 23 إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ 24 فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ 25وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ 26 وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ 27وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ 28يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ 29وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ 30مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ 31وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ32 يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ33 وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ 34الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ 35وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ 36أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ 37وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ 38يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ 39مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ40 وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ41 تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ42 لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّار43ِ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ 44فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ 45

    [/size]


    عدل سابقا من قبل قوووت القـلوب في السبت 4 سبتمبر 2010 - 2:13 عدل 1 مرات
    قوووت القـلوب
    قوووت القـلوب


    عدد المساهمات : 2976
    تاريخ التسجيل : 01/11/2009

    دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف... Empty رد: دورة من نور في شهر النور في سورة من نور ...شاركوونا في حفظ سورة الكهف...

    مُساهمة من طرف قوووت القـلوب الجمعة 3 سبتمبر 2010 - 15:01



    ولو تفكرنا في هذا الكلام القوي الجرئ الذي يعبر عن إيمان الرجل
    لوجدنا أنه لا يمكن أن يصدر عن رجل عادي من عامة الشعب وإنما لا بد أن يكون ذا حظوة ومعزة خاصة عند فرعون تجعله يستطيع قوله
    وهو في مأمن من بطشه ..
    . ومن يكون ذلك الرجل إن لم يكن هو ابنه اخناتون ؟
    مما سبق يتضح أن اخناتون كان مؤمنا برسالة موسى عليه السلام
    ، وأنه عندما تولى الحكم بعد والده ثار على عبادة الأوثان
    ودعا إلى عبادة إله واحد ،
    وعندما رفض الكهنة دعوته و تآمروا عليه لم يهادنهم
    أو يترك دعوته بل اضطر إلى تغيير عاصمته إلى( تل العمارنة)
    بدلا من العاصمة المعروفة (طيبة
    فرارا بدينه هو ومن اتبعه
    ، ثم أنه بعد أن زادت مضايقته سافر هو وعائلته إلى مطلع الشمس؟؟
    وهي القصة التي ذكرها الله عن ذي القرنين وتنطبق تماما عليه
    ، ويؤيد هذا القول أنه لم يعثر على جثة أخناتون ولا زوجته نفرتيتي ولا بناته وأفراد عائلته في المقبرة التي أنشأها في (تل العمارنة)
    كعادة الفراعنة في إنشاء قبورهم وهم أحياء
    .. كما أن رحلته إلى مطلع الشمس ترتبط ارتباطا مباشرا بتقديس الفراعنة للشمس وبحثه عن الحقيقة وراء ذلك ...
    ذو القرنين ( أخناتون ) كان رسولا من لدن الله تعالى لمصر أولا.... ثم للصين!!!!!

    أما فرضية أن ذا القرنين ( أخناتون
    كان رسولا من لدن الله تعالى لمصر أولا ثم للصين فقد تحققت من خلال ثورته على عبادة أهله وشعبه للشمس والأصنام ودعوته إلى عبادة إله واحد لا شريك له ودعوته إلى الأخلاق الكريمة وكان قويا مصمما على ذلك لم يهادن الكهنة أو يساومهم على دينه ليبقى ملكا بل أنه قام بتحطيم جميع الأصنام والمعابد وما كان لبشر عادي أن يثور ويتجرأ على الجهر بدينه في وسط من الكفر والعداء رغم ما لاقاه من الأذى في سبيل نشر دعوته إلا إذا كان نبيا ورسولا مبعوثا من لدن الله تعالى ولا غرابة في ذلك فهناك حقيقة قرآنية وهي أن الله تعالى عادل مع جميع مخلوقاته من البشر ومن قبيل هذا العدل أنه سبحانه وتعالى بعث في كل أمة رسولا ليدعوهم إلى دين الحق يقول الله تعالى في هذا الصدد :

    وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

    وتطبيقا لهذه الحقيقة فإنه ليس من المستغرب أن يبعث الله في كل من الأمتين المصرية والصينية رسولا يدعوهم لعبادة الله ويحذرهم من عبادة الأوثان وخاصة وأن هاتين الأمتين من أكثر الأمم القديمة عمقا بشريا وحضاريا وبقراءة متعمقة للتاريخ نجد أن أخناتون كان هو المصري الوحيد الذي دعا المصريين القدامى لنبذ عبادة الشمس والأصنام والتحول إلى عبادة خالق الشمس الإله الواحد . كما أن ذا القرنين كان الوحيد الذي دعا الصينين القدامى إلى نبذ الخرافات وعبادة الناس والتحول إلى عبادة الله الواحد ولما كان أخناتون هو ذو القرنين فإن بعثه للمصريين ثم للصينيين يعني أن هاتين الأمتين كانتا موحدتين في زمن تلك البعثة 1370 1352 قبل الميلاد بالنسبة لمصر ولفترة أبعد من ذلك في الصين ..




      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 16:17